التقى موفد اميركي الجمعة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي وذلك في اول لقاء منذ الافراج عنها الشهر الماضي، في حين لم تؤد سياسة واشنطن الرامية الى استئناف الحوار مع النظام العسكري الى نتيجة تذكر حتى الان. والتقى جوزف ي. يون مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ المعارضة الحائزة جائزة نوبل للسلام في منزلها في رانغون حيث فرضت عليها الاقامة الجبرية حتى 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واستمر اللقاء اكثر من ساعتين.
واكتفت المعارضة بالقول ان المناقشات تناولت خصوصا العقوبات الاقتصادية الاميركية دون الادلاء باي تعليق.
من جانبه اكتفى الدبلوماسي الاميركي بالقول ان اللقاء كان "مثمرا".
واضاف بعد زيارة استغرقت اربعة ايام التقى خلالها ايضا وزير الخارجية نيان وين "اذا تمكنا من القيام بخطوة الى الامام فان ذلك سيكون نجاحا".
وكانت هذه اول زيارة يقوم بها مسؤول اميركي كبير الى هذا البلد منذ انتخابات السابع من تشرين الثاني/نوفمبر التي انتقدها الرئيس الاميركي باراك اوباما واعتبر انها "لم تكن حرة ولا نزيهة".
وقد قررت واشنطن نهاية 2009 فتح حوار بعدما تبين ان العقوبات وحدها لا تؤثر على ذلك النظام الذي يعتبر من الاكثر انغلاقا في العالم ولا يابه بالضغوط الخارجية.
ومن حينها زار كورت كامبل مساعد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ بورما مرتين
لكن الولايات المتحدة غالبا ما اعربت عن خيبتها من موقف النظام العسكري وزادت الانتخابات الاخيرة التي لم يترك فيها العسكر مجالا الا اغلقه بينما كانت سو تشي قيد الاقامة الجبرية، في تعزيز ذلك الشعور بالخيبة.
واعلنت السفارة الاميركية ان هدف جوزف ي. كان يتمثل في مواصلة الحوار مع عدد من الاطراف الاساسية" مشيرة الى "الاقليات الاتنية والمجتمع المدني والمسؤولين الديمقراطيين".
وقد تحولت اونغ سان سو تشي، بعد اقتحامها الساحة السياسية وانتصار حزبها الرابطة الوطنية الديمقراطية في انتخابات 1990، الى رمز المقاومة الديمقراطية وربما الى الطرف شبه الوحيد الذي تتعامل معه الدبلوماسيات الغربية.
الا ان عدة خبراء ومعارضين بورميين اعتبروا ان سو تشي حين افرج عنها الشهر الماضي بدت امرأة معزولة ولم تعد المراهنة على مستقبلها السياي مضمونة.
كذلك تباحث الموفد الاميركي خلال زيارته مع ممثلي عشرة احزاب فازت بمقاعد في انتخابات الشهر الماضي ولا سيما القوة الديمقراطية الوطنية التي اسسها منشقون عن الرابطة الوطنية الديمقراطية اختلفوا حول قرار الرابطة مقاطعة الانتخابات.
وشملت المحادثات اتهامات التزوير الانتخابي التي وجهت الى الحزب الموالي للنظام العسكري.
لكن لم يتسرب شيئ عن محادثات الموفد مع السلطات.
وعلى كل حال تعلم الولايات المتحدة انها ليست الوحيدة المحبطة من النظام العسكري. فقد افادت برقيات دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس ان الصين، حليفة النظام العسكري ابدت هي ايضا شيئا من الاستياء مطلع 2008 بسبب بطء الحوار السياسي.
وكتبت شاري فياروسا التي كانت قائمة بالاعمال الاميركية في بورما حينها في البرقية "لقد نفذ صبر الصينيين من نظام ثان شوي لتباطؤه" في القيام بالاصلاحات.