أثار البروفيسور جدعون ساهر ، احد ابرز أطباء إسرائيل، غضبا عارما بين الفلسطينيين بعدما دعا الى تحديد عدد المواليد المسموح لهم بإنجابهم، بهدف الحد من تكاثرهم.
وتعبر تصريحات ساهر، كبير جراحي القلب في مستشفى سوروكا بمنطقة النقب جنوبي اسرائيل، عن النظرة السائدة بين التيارات المتطرفة، والتي تنظر الى تزايد اعداد الفلسطينيين في الدولة العبرية باعتباره تهديدا ديمغرافيا يحيق بمستقبل الهوية اليهودية الدولة.
وقال ساهر الذي كان يتحدث خلال تجمع انتخابي لوزيرة الداخلية المتطرفة أييليت شاكيد في النقب مساء الاحد، ان هناك تناقضا في السياسة التي تتبعها الدولة العبرية إزاء مسألة تكاثر الفلسطينيين الذين وصفهم بـ"السكان الاشكاليين".
واضاف في اشارة الى ارتفاع معدلات الخصوبة بين الفلسطينيين مقارنة باليهود: "نحن ندرك فعليا أن هذا الإنجاب الزائد هو الذي يحسمنا. يتغلب علينا الرحم العربي.. ومن جهة أخرى..نحن نشجع هذا الأمر، من خلال دفع مخصصات الأطفال".
واعتبر ان على الدولة اعادة النظر في المعونة التي تصرفها للأسر عن كل مولود، وبحيث يجري تخصيصها لمولودين اثنين كحد اقصى، على ان يحرم منها المولودان الثالث والرابع، ويتم تغريم الاسرة عن كل طفل يولد زيادة عن ذلك.
"عقلية استعمارية عنصرية"
وقد أدانت "قائمة الجبهة والعربية للتغيير" في بيان الاثنين، تصريحات ساهر، معتبرة انها "تعكس عقلية استعمارية عنصريّة لا تلائم بأي شكل من أشكال الرسالة التي تحملها مهنة الطب والقيم الإنسانية".
اقتراح من البروفيسور اليهودي جدعون ساهر ، مدير قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى #سوروكا في مؤتمر عقدته أييليت شاكيد ، بأن يتم عقاب الفلسطينيين #البدو في #النقب على عدد المواليد المتزايد عندهم… pic.twitter.com/5Xub3wzHLW
— سعيد بشارات Saaed Bsharat (@saaed_bsharat) October 24, 2022
واضافت ان "هذه التصريحات هي تصريحات عنصرية فاشية وذكورية، في جوهرها ترى في الأقلية العربية في البلاد بشكل عام والنقب بشكل خاص تهديدًا ديمغرافيًا لمساعي الحفاظ على أغلبية وفوقية يهودية في الدولة".
ودعت القائمة إلى وقف ساهر عن العمل، قائلة أنه "من المرعب التفكير حتى في طريقة تعامل هذا الطبيب مع مرضاه العرب في مستشفى يخدم مئات آلاف المواطنين العرب في الجنوب".
كما استنكرت "رابطة الأطباء العرب في النقب" بشدة تصريحات ساهر التي قالت انها تكشف مدى عنصريته.
ودعت الرابطة المجتمع العربي في النقب الى الرد على هذه الدعوات بالاكثار من "النسل"، مضيفة: "فليكن نسلا طيبا فيه الأطباء الكُثر وغيرهم ممن يفيد الإنسانية دون تمييز أو عنصرية".
واعتبر مدير مركز "مساواة" الحقوقي جعفر فرح، إن اكتشاف أطباء عنصريين في "إسرائيل" مرارًا وتكرارًا ويقترحون العمل ضد النساء العربيات بطريقة عنصرية هو أمر صادم" بحسب ما نقله عنه موقع "فلسطين ألترا".
وعبر فرح ايضا عن خشيته من حقيقة أن "هذا الطبيب قادرٌ على التحكم بحياة المرضى العرب خاصة في غرف العمليات".