عمان - البوابة – وسام نصرالله - أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول موافقته على اسقاط حق العودة ، استنكارا واسعا وحادا لدى الأحزاب والقوى السياسية والنقابية في الأردن.
ووصفت تلك الفعاليات التصريحات بالمتخاذلة والمهينة للشعب الفلسطيني وتخليا عن أحد أهم الثوابت ، مؤكدين بالوقت ذاته على خيار المقاومة في وجه الإحتلال كبديل موضوعي لإنهيار كل عمليات السلام والتسوية.
وكان الرئيس عباس صرح في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي أن فلسطين بالنسبة له هي أراضي “1967″ وعاصمتها القدس الشرقية إلى الأبد، مشيرا إلى حقه برؤية بلدته “صفد”، ولكن ليس العيش فيها.
وأضاف عباس بأنه لن تكون هناك انتفاضة مسلحة ما دام في منصبه كرئيس للسلطة.
خروج عن الثوابت
وقال مسؤول الملف الفلسطيني في حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن مراد العضايلة أن ما ورد على لسان عباس خطير وغير مسبوق، مشيرا إلى أنه “ليس من حق احد نظاماً كان ام فرداً التنازل عن حق الامة في فلسطين التاريخية من النهر الى البحر او التفريط في حق العودة المقدس”.
واعتبر أن عباس “خرج على ثوابت القضية الفلسطينية وفقد بهذه التصريح المتخاذل اهليته لقيادة الشعب الفلسطيني”.
وتابع “آن الأوان كي يستريح عباس ويريح ويترك للشعب الفلسطيني المقاوم استخلاص حقوقه”مشيرا إلى أن تصريح عباس يهدد حقوق اكثر من 6 ملايين لاجيء فلسطيني اغلبهم يقيم في الاردن وهو بذلك تهديد لمصالح الاردن العليا و”يحتاج الى رد فعل من المؤسسة الرسمية هنا”.
ودعا العضايلة الحكومة الأردنية إلى شجب التصريحات التي قال إنها “تتعارض مع ثوابت السياسة الأردنية الخارجية الرسمية”.
مثيرة للإشمئزاز
كما استنكرت دائرة اللاجئين (عودة) في حزب الشعب الديمقراطي "حشد" تصريحات عباس بتنازله عن حقه في العودة الى فلسطين ووصفتها بال"مثيرة للاشمئزاز" .
وذكّر الحزب في بيان له ان التصريحات جاءت متوافقة زمنيا مع وعد بلفوز حيث منح ما لا يملك لمن لا يستحق ـ عندما منح فلسطين وطنا قوميا لليهود .
وأكد الحزب انه خلال مسيرة الشعب الفلسطيني سقط الكثيرون وتكشفت مجموعات الا ان الشعب يبقى صامدا حازما في استمرار كفاحه حتى تحقيق اهدافه الوطنية المشروعة وأساسا حق عودة اللاجئين .
إهانة للشعب الفلسطيني
واعتبر حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أن تصريحات عباس "تشكل إهانة للشعب العربي الفلسطيني ونضاله وتضحياته".
وأشار الحزب في بيان له، إلى أن “تعهد الرئيس عباس بأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني، يعبر عن موقفه الشخصي ولا يلزم الشعب العربي الفلسطيني الذي اختبر هذه المواقف على مدار العقدين الماضيين، منذ توقيع اتفاقية اوسلوا، والمفاوضات العبثية التي لم تنتج الا مزيد من الاستيطان والتهويد والعدوان الصهيوني المتواصل”.
وأكد الحزب رفضه لتلك التصريحات التي "تشكل خروجاً عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حقه في العودة الى دياره وممتلكاته التي أجبر على الخروج منها، هذا الحق الفردي والجماعي المكفول بالقرار الدولي رقم 194 من الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، والذي أكد عليه المجتمع الدولي منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة".
حق تاريخي
وأكدت نقابة الأطباء على تمسكها بالحق التاريخي للأمة العربية في فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر لأنها مملوكة على الشيوع لجميع أبناء الأمة.
وأضافت النقابة في بيان لها، أنه “لا يحق لشخص أو منظمة أو نظام التنازل عن شبر من فلسطين”، وأن قضية فلسطين ليست قضية شعب فلسطين وحده بل هي قضية الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم.
كما شددت على أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لاسترجاع فلسطين من الاحتلال الصهيوني، بحسب البيان.