أردوغان من طرابلس: من يقمعون الشعب السوري لن يبقوا

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2011 - 07:15 GMT
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان

خصص رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة جزأ كبيرا من تصريحاته التي أدلى بها خلال زيارته إلى العاصمة الليبية طرابلس للإشارة إلى الأوضاع في سوريا، موجها انتقادات حادة ضمنية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: إن "من يمارسون القمع على شعب سوريا لن يبقوا". كما لم يفت المسؤول التركي الإشادة بالثوار الليبيين الذين أطاحوا بنظام العقيد الهارب معمر القذافي، داعيا إلى وحدة الصف بين الليبيين وسرت وبني وليد إلى الانضمام للثوار.

وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من المواطنين الليبيين بالعاصمة طرابلس إن الشعب الليبي بإطاحته بالقذافي أصبح قدوة للآخرين الساعين للتخلص من القمع، وأضاف أردوغان وسط هتافات باسم تركيا "أنتم من أظهرتم للعالم بأسره أن ما من إدارة يمكنها أن تقف أمام قوة الشعب وإرادته"، وتابع: "لا تنسوا هذا من يمارسون القمع على الشعب في سوريا لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم لأن القمع والازدهار لا يستقيمان سويا"، وأضاف من دون أن يشير إلى الرئيس السوري بالاسم "على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى"، وقد ترجمت تصريحاته من التركية إلى العربية.

وتأتي زيارة أردوغان لليبيا في ختام جولة بشمال أفريقيا. ويأمل أردوغان أن يجني مكاسب سياسية واقتصادية من حكام ليبيا الجدد لما قدمته أنقرة من مساعدات لهم في كفاحهم ضد القذافي.

وجاءت زيارته بعد يوم من استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقبال الأبطال في العاصمة الليبية. وكان سلاح الجو الفرنسي والبريطاني ساعدا قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي على اجتياح طرابلس وحمل القذافي على الفرار.

وقال أردوغان إن "عصور الأنظمة الاستبدادية والشمولية انتهت"، مضيفا "الآن سلطة الشعب هي القادمة وأهنئكم على كفاحكم".

وكان أردوغان طالب الأسد مرارا بإنهاء حملة العنف ضد المحتجين وزادت انتقاداته للأسد في الآونة الأخيرة لكنها لم تصل إلى حد مطالبته بالرحيل.

وقال أردوغان الثلاثاء الماضي خلال زيارته إلى القاهرة إنه لم يعد لدى الشعب السوري ولا هو أي ثقة في الأسد.

وبموجب سياسة تركيا الرامية إلى تجنب أي مشاكل مع جيرانها عززت أنقرة روابطها السياسية والتجارية مع سوريا التي كادت أن تخوض ضدها حربا في التسعينات بسبب إيواء دمشق لمتمردين أكراد.

ووجه أردوغان الذي من المتوقع أن يزور مدينة بنغازي في شرق ليبيا في وقت لاحق نداء لمواطني سرت معقل القذافي التي تتعرض لهجوم من القوات الموالية للحكام الجدد، وقال في النداء "أتوجه إلى سرت وبني وليد، عانقوا أشقاءكم وانضموا إلى بقية الليبيين" في إشارة إلى آخر معاقل القذافي التي لم يسيطر عليها الثوار بعد.

وقال أردوغان بعد أداء صلاة الجمعة في ساحة الشهداء التي كانت سابقا الساحة الخضراء "أنا سعيد بأن أكون شاهدا على النصر وقيام الديمقراطية في ليبيا".

وأشاد أردوغان خلال هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 23 آب (أغسطس) "بذكرى الشهداء الليبيين الذين استشهدوا من أجل وطنهم ودينهم كما فعل عمر المختار"، الشخصية الليبية الرمز في مقاومة الاستعمار الإيطالي والذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الثمانين لإعدامه شنقا من جانب الجيش الإيطالي.