علاقات متوترة بين الصين والولايات المتحدة عنوانها أزمة منطاد التجسس، كشفتها تداعيات الحادثة رغم إسقاط المنطاد، وهي تشير إلى حرب باردة بين الطرفين على الرغم من حجم التبادل التجاري يتجاوز 500 مليار دولار سنوياً.
في أحدث تصريحات الحكومة الصينية، قالت إن علاقتها مع واشنطن، تأثرت وتضررت بشدة بسبب إسقاط المنطاد الصيني الذي حلق فوق أراضيها، على الرغم من تصريحات بكين إن المنطاد وصل عن طريق الخطأ إلى الولايات المتحدة، يعلن البنتاغون أن المنطاد الصيني خصص لأغراض التجسس على الولايات المتحدة وجمع معلومات حساسة.
أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين عنوانها الأبرز هو منطاد التجسس، لكن ملف العلاقات الأمريكية الصينية يمر بعد سجالات في التصريحات وخاصة في ملفات دولية واقليمية، أبرزها التحالف الصيني مع روسيا وكوريا الشمالية وحتى إيران، ضد التحالف الأمريكي مع تايوان واليابان، والحديث المتكرر عن تصعيد عسكري صيني لاحتلال الصين لتايوان على اعتبارها أرضاً صينية والقيام بمناورات عسكرية في محيط خليج تايوان.
مشهد العلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة جاء بعد لقاء في منتصف نوفمبر، بعد أن التقى الرئيس الأمريكي جو بايد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، على هامش لقاء مجموعة العشرين في جزيرة بالي الاندونيسية، لم يخفي بايدن رغم المصافحات أمام كاميرات الصحفيين، الخلافات مع الصين بالقول إن من واجبنا إظهار أن بإمكان الصين والولايات المتحدة إدارة خلافاتنا، والحيلولة دون تحول المنافسة إلى صراع، لتأتي بعد ذلك حادثة منطاد التجسس الذي قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) أن المنطاد جزء من أسطول صيني يتجسس على 5 قارات.
الملف العسكري بين الصين وأمريكا، من أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين، فالولايات المتحدة تعمل على نشر المزيد من القوات الأمريكية في دول حليفة لها مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، بهدف الحفاظ على أمنها من أي تهديد صيني، في ظل تصريحات تتحدث عن غزو بكين لتايوان في العام 2027.
الصراع التكنولوجي بين البلدين، ليس وليد اللحظة اذ تعمل واشنطن على وضع قيود على الاستثمارات الصينية على أرضها، وتحديداً في مجال التكنولوجيا، وتضييق تصدير المعادن المستخدمة في صناعة التكنولوجيا إلى الصين، وأيضاً محاصرة عمل التطبيقات الصينية مثل تطبيق تيك توك وهواوي في الولايات المتحدة وفرض تعريفات جمركية مرتفعة التكاليف على الواردات الصينية.
حرب باردة اذا تدور رحاها بين واشنطن وبكين على اعتبار أن كل طرف منهم يحاول الوصول إلى الهيمنة العالمية، اذ تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز مكانتها في النظام الدولي سياسياً واقتصادياً، وتعمل الصين مع حلفاءها مثل روسيا وإيران على تكوين نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يتجاوز الهيمنة الأميركية، وهو ما بزر بشكل وضا في حرب روسيا على أوكرانيا.