وجه الأسير الفلسطيني عباس السيد، سكان طولكرم المحكوم 35 مؤبدا المعزول في سجن جلبوع رسالة الى الشعب الفلسطيني ومؤسسات حقوق الانسان، وصلت الى وزارة شؤون الأسرى والمحررين، شرح فيها عملية الاعتداء الوحشي عليه داخل زنزانته بطريقة قاتلة وهو مكبل اليدين والقدمين من قبل قوة مدججة من الوحدات القمعية ومن الشرطة، حيث ظهرت علامات الضرب على كافة أنحاء جسمه عند زيارة محامي الوزارة له أشرف الخطيب، وكل ذلك تحت حجة فحص أل DNA .
شرح بالتفاصيل ما حدث له يوم الاربعاء الماضي حينما قامت إدارة السجن بأخذه بالقوة الى العيادة في داخل السجن، مكبل الأيدي والأرجل وفي الطريق كان هناك العشرات من الوحدات الخاصة التابعة للمنطقة الجنوبية لمصلحة السجون على اليمين والشمال وعند وصوله الى العيادة أدخلوه الى غرفة تكتظ برجال الشرطة الاسرائيلية، الذين اغلقوا الباب فورا ولم يتكلموا معه أي كلمة وانهالوا عليه ضربا وشتما في كل أنحاء جسمه مرددين هذا الذي فعل احداثا ارهابية كثيرة وهو المسؤول عن عملية فندق بارك وطلبوا منه أن يذكرهم جيدا في مناسبة العملية، وبعد ذلك طرحوه على برش حديدي وكنت مكبل الأيدي والأرجل. وضغطوا على الكلبشات بأقصى قوتهم، وضربوه على رأسه ضربا شديدا وتم لوي عنقه وفتحوا فمه بطريقة همجية وأخذوا عينة لعاب تحت الضغط الشديد والشتائم والحديث عما عمله، وبعد ذلك أخذوا فحص وبصمات الأصابع تحت الضرب ثم حملوه والقوه خارج الغرفة على الأرض قائلين" اذكرنا في ليلة عيد الفصح القريب".
واشار السيد في رسالته انه طلب فورا من رجال مصلحة السجون الذين كانوا خلف الباب ولا بد أن سمعوا كل شيء، اجراء فحص طبي فوري وتقديم شكوى ضد الذين اعتدوا عليه الا انهم لم يستجيبوا واثناء اعادته الى زنزانته الانفرادية سمعهم يتحادثون مع بعضهم البعض ويشيرون "بوجود مشكلة حيث هناك الكاميرات في الطريق، وكان السيد لا يقوى على المشي، وأعادوه بعد فترة للعيادة ولم يكن هناك طبيب فرفض ذلك وقام يتصويره مضمد في المناطق الظاهرة على جسده، و في اليوم التالي وبعد إصراره أخرجوه لفحص طبي وقاموا بتصوير آثار التعذيب الشديد في الأماكن التي عرضها عليه ومنها الآذن اليمنى، حيث نتج عن الضرب التهاب شديد واضح والفخذ واليدين والرجلين والظهر.
وقال السيد في رسالته "انني اذكر هنا أن الصور تقشعر لها الأبدان وأخشى أن يقوموا بإتلافها، وطلبت بكتاب رسمي الاحتفاظ بتصوير الكاميرات الموجودة والتي وثّقت لحظة خروجي من العيادة الى غرفتي حتى رجوعي وقدمت طلبا رسميا لإحضار شرطي متخصص بالتحقيق مع رجال الشرطة، وآخر متخصص بالتحقيق مع رجال مصلحة السجون وكل ذلك لكي اثبت فورا ما حدث قدر المستطاع، وأؤكد هنا أن إدارة السجن والمنطقة الشمالية في مصلحة السجون هم الذين سلموني للشرطة وكانوا خلف الباب غير محكم الإغلاق أي استمعوا لكل شيء، والغرفة عندما دخلتها كنت محاطا من كل الجهات برجال الشرطة الذي أوسعوني ضربا من دون أي سؤال" .
وقال "أشعر حتى هذه اللحظة بالآلام وفي مناطق داخلية من جسدي، عدا عن المناطق الخارجية في كافة أنحاء الجسم، ما زلت أشعر بخطورة حقيقية على صحتي وحياتي عدا عن شعور الاهانة حيث داسوني بأقدامهم." مشيرا ان استخدام القوة بهذا الشكل ليس بسبب فحص ألـ DNA وإنما استغلال غطاء لهذا الفحص .
وطالب السيد في رسالته العمل بادخال طاقم طبي من الخارج لفحصه نظرا للالام التي يهاني منها وكذلك متابعة قانونية من المحامين، محامي متخصص وقوي لرفع شكاوي ضد الشرطة، لان اثار هذا الاعتداء خطير ولم تتضح كلها بعد.
من جهتها هددت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الاحتلال الإسرائيلي بأنها "ستقطع الأيادي الآثمة التي امتدت إلى القائد عباس السيد والتي تمتد يومياً إلى أسرانا وأسيراتنا".
وقالت الكتائب في بيانٍ لها: "إذا كان العدو لم يفهم درس (جلعاد شاليط) فسيأتي اليوم الذي نفهمه فيه درساً قاسياً جراء إجرامه وبربريته وبطشه". بحسب البيان.
وأضافت: "لن نترك أسرانا نهباً لحثالة البشر وشذاذ الآفاق، ونقول لإخواننا الشامخين خلف القضبان لاستغاثاتكم وصرخاتكم تقرع الآذان وتحرك القلوب، ولن تجدوا فينا غير نخوة المعتصم، وسنسدد الذي تحملناه تجاهكم حتى نراكم بيننا مرفوعي الرأس كما عهدناكم".
وأوضحت في بيانها، "أن الاحتلال المجرم لا يزال يمعن في عدوانه على أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد، ويصعد في هذه الفترة بالذات من اعتداءاته على أسرانا البواسل لكسر إرادتهم وثنيهم عن المضي في تصعيدهم من أجل تحقيق مطالبهم العادلة بتحسين ظروف اعتقالهم إلى أن يمنّ الله عليهم بالفكاك من قبضة السجان اللعين".
وأشارت إلى "أن آخر هذه الجرائم كان الاعتداء الآثم الذي تعرض له الأسير القسامي القائد عباس السيد على يد عدد من السجانين الإسرائيليين الذين قاموا بضربه بكل عنف في مختلف أنحاء جسمه وبكل وحشية ما أدى إلى إصابته بجروح وكدمات بالغة".
