خبر عاجل

العنف في سوريا يهدد قوات حفظ السلام في الجولان

تاريخ النشر: 23 مارس 2012 - 06:11 GMT
جنود تابعون لقوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للامم المتحدة في برج مراقبة يطل على سوريا وتقع في الجانب الاسرائيلي من خط الهدنة مع اسرائيل
جنود تابعون لقوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للامم المتحدة في برج مراقبة يطل على سوريا وتقع في الجانب الاسرائيلي من خط الهدنة مع اسرائيل

 

تواجه قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المتواجدة في شريط على الاراضي السورية للحفاظ على وقف النار بين سوريا واسرائيل مخاطر جديدة مع اقتراب أعمال العنف بين الموالين للحكومة السورية والمتمردين.
وفي هذا الركن الصغير من سوريا حيث لا يلاحظ وجود قوات حفظ السلام التابعين للامم المتحدة في ثكناتهم هذا الشهر ينصتون حيث وردت أنباء عن مقتل عدة سوريين على أيدي مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد.
ولم تعلن قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للامم المتحدة عن الحادث ولم ترد أنباء من القوات الاسرائيلية التي من المحتمل أن تكون وحدات المراقبة التابعة لها على قمم التلال القريبة شاهدت أو سمعت على الاقل عن أحد اشتباكين بالاسلحة في الوادي الذي تطل عليه مواقع وحداتهم.
ورفض الجيش الاسرائيلي التعليق ولم ترد أنباء عن الحادث في كرواتيا التي زار رئيسها القوات الكرواتية في الجولان قبل أسبوعين.
وتعكس هذه الرغبة على ما يبدو التهوين من شأن التهديد التوتر الذي يسيطر على قوة صغيرة تابعة للامم المتحدة أدارت مهمتها بنجاح على مدى 36 عاما ولكنها الان تواجه تحديا جديدا مع تحول الانتفاضة السورية ضد الاسد الى العنف اكثر من أي وقت مضى.
وتضم قوة مراقبة فك الاشتباك 1050 جنديا من النمسا والفلبين والهند واليابان وكرواتيا وكندا. ويقوم حوالي 800 منهم بدوريات على الجانب السوري من خط وقف اطلاق النار بعد حرب 1973.
وهذه القوة مكلفة بالاشراف على "منطقة عازلة" على شكل خنجر مساحتها 400 كيلومتر مربع لا يسمح بتواجد قوات الجيش السوري فيها ولكن يسمح بتواجد قوات الامن والشرطة وموظفي الجمارك وقد يسمح للصيادين بحمل أسلحة نارية.
ونقلت صحيفة كرويير النمساوية واسعة الانتشار نقلا عن مصادر مخابرات أن القوات النمساوية والكرواتية في مواقع المراقبة الثابتة في هذه المنطقة سمعت قبل ثلاثة أسابيع اشتباكات بالاسلحة النارية في غابة جباتا الخشب وخان أرنبة شارك فيها ما يقدر بنحو 140 مسلحا سوريا.
وقد تتطلع سوريا باعتمادها على قوات أمن في عمليات التعقب بدلا من القوات النظامية الى تجنب الانتهاك الصريح لاتفاقية فك الاشتباك والذي من المحتمل أن يقابل برد من اسرائيل.
وقد تحتج قوة المراقبة لدى دمشق اذا وجدت أن جنود الجيش السوري دخلوا المنطقة العازلة بعتاد عسكري غير مسموح به كالمدافع الرشاشة وسيارات النقل العسكرية.
وأكد مايكل باور المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية التقرير الذي نشرته كوريير مشددا على أن جنود قوة حفظ السلام أنفسهم لم يكونوا هدفا قط وأوقفوا الدوريات وانسحبوا الى ملاجئهم المحصنة في الموقعين 32 و37 .
وقال الميجر النمساوي ستيفان ايدر لرويترز أثناء زيارة لقوة مراقبة فض الاشتباك يوم الاربعاء "نراقب. لا نملك القوة لان نفرض شيئا."
وقال في وقت لاحق في رد على أسئلة عن طريق البريد الالكتروني "لا يوجد شهود ولا مشاركة من الامم المتحدة... تلقى جريحان سوريان اسعافات أولية من جنود مراقبة فض الاشتباك."
وبعد أن أصبح الاسد لا يسيطر بشكل كامل فان موقع قوة حفظ السلام المكشوف عند الحدود قد يكون مصدر قلق لقيادة قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في نيويورك.
ولا تبعد دمشق سوى 60 كيلومترا عن "ألفا برافو شارلي جيت" حيث تقوم قوة مراقبة فض الاشتباك بجولات مكوكية بين قاعدة الامداد والتموين التابعة لها على الجانب الاسرائيلي ومعسكر فوار داخل سوريا حيث يتمركز معظم قوات حفظ السلام.
وليس واضحا في أي طريق سيمضون اذا اضطروا الى الخروج من سوريا هل سينسحبون الى اسرائيل أم سينقلون جوا من دمشق.
وقال ايدر انه لم يصل أي لاجئين سوريين حتى الان الى معبر الجولان المنعزل سعيا للوصول الى اسرائيل أو طلبا لحماية الامم المتحدة.
وتابع قائلا "هناك بالتأكيد نقاشا" حول أزمة يحتمل تطورها على أعتاب قوة مراقبة فك الاشتباك. ولكن القرارات المتعلقة بأي حالة طوارئ "سنتتخذ على مستوى أعلى."
ومضى يقول "المنطقة العازلة التي تعد المهمة الاساسية لقوة مراقبة فك الاشتباك خالية من اي قوات عسكرية ومهمة القوة هي ابقائها خالية من أي قوات عسكرية" مميزا بشكل ضمني بين وحدات الجيش والعصابات المسلحة.
والقوة مزودة بأسلحة خفيفة وعربات مصفحة للدفاع عن النفس فقط. ومعظم منطقة العمل المرتفعة كانت في السابق ساحة قتال تتناثر فيها دبابات مدمرة وكان الخطر الوحيد على قوة المراقبة فيها حتى وقت قريب هي الالغام والذخيرة التي لم تنفجر.
ويعيش نحو 50 ألف سوري في بلدات ونجوع أسفل المنطقة العازلة ويخضعون للادارة المدنية السورية.
وقال ايدر "القيود على التحرك تتزايد على الجانب السوري لانهم يقيمون نقاط تفتيش " مما يشير الى وجود معارضين للاسد في المنطقة