أفغانستان.. خلافات وبوادر انقسام داخل "طالبان"

تاريخ النشر: 03 يوليو 2022 - 08:40 GMT
مقاتلون من حركة طالبان
مقاتلون من حركة طالبان

على الرغم من سعي حركة طالبان لعدم إظهار الخلافات في داخلها منذ توليها الحكم في أفغانستان، ومحاولة إظهار موقف موحد خلال اجتماع المجلس الديني يومي الجمعة والسبت في كابل، والذي ضم كبار قادة الحركة وزعماء قبائل، إلا أن الامور تبدو على الخلاف من ذلك، حيث بدأت تظهر وتطفو على السطح بوادر الإنقسام.

ولعل أولى البوادر التي فضحت هذا الانقسام مسألة تعليم البنات المعلق في البلاد منذ سنة تقريبا.

فقبل هذا الاجتماع، أكد مقرب من قيادة الحركة، أن لا أحد من كبار المسؤولين في طالبان يعارض تعليم الإناث، مرجحاً أن يعلن الاجتماع الموسع عودة الفتيات إلى المدارس، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال".

إلا أن هذا لم يحصل، فقد أكد مسؤولو الحركة، أمس السبت، أن هذا القرار يحتاج مزيداً من البحث، في مؤشر على اختلاف قادة طالبان حول كيفية تفسير الشريعة الإسلامية ومدى صرامة تطبيقها، بما في ذلك في المدارس.

انشقاق مقاتلين عن "طالبان"

إلى جانب تلك الخلافات "المبدئية" إن أمكن وصفها، تتنازع الفصائل ضمن الحركة على المكاسب.

فيما تثير المشاكل الاقتصادية التي غرقت فيها البلاد غضب مقاتلي الحركة، الذين يكافحون لإطعام عائلاتهم، ما دفع العديد منهم إلى الانشقاق.

فقد ترك الكثير من "المقاتلين القدامى" الحركة، بسبب "عجزها" عن حل المشاكل التي تغرق فيها أفغانستان.

وفي السياق، قال شيرزاد، القائد السابق لشبكة حقاني، أحد فروع حركة طالبان، البالغ من العمر 28 عامًا، "إنه استقال لأن القيادة لم تفعل ما يكفي لإصلاح اقتصاد البلاد وتوفير الدعم المالي لأعضائها".

القتال ضد الحركة

كما حذر من أنه إذا لم يستمع قادة طالبان إلى تحذيرات وطلبات مقاتليهم، فسينشق العديد منهم، بل سيقاتلون ضد الحركة أيضا.

في المقابل، تنفي طالبان وجود أي خلافات أو انقسامات داخل أروقتها، وتصر على أن الحركة لا تزال موحدة بقوة.

إلا أن دعوة زعيم طالبان الأعلى، هبة الله أخوند زاده، الذي نادراً ما يغادر قندهار، معقل الحركة التقليدي، إلى الوحدة خلال هذا الاجتماع الديني الضخم الذي شهدته العاصمة الأفغانية، ألمح إلى وجود خفايا ومخاوف داخل الحركة.

ففيما لا تزال معظم الفصائل داخل طالبان موالية لـ"الملا الذي تولى قيادة الحركة عام 2016، والذي لا يزال يقبض على مفاصلها بقوة، لكن تشديده على ضرورة تجاوز الخلافات، وقوله "إن بقاءنا يعتمد على وحدتنا" يشي بالكثير.