قال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء ان سقوط الرئيس السوري بشار الاسد مسألة وقت فقط لكنه أضاف أن من الخطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكنها القيام بعمل عسكري بشكل منفرد هناك.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي متحدثا عن الاسد "سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر" مضيفا أن السؤال ليس هل يرحل الاسد بل متى يرحل.
لكن الرئيس الامريكي عارض بشدة دعوة السناتور الجمهوري جون مكين لتوجيه ضربات جوية أمريكية ضد القوات الحكومية السورية.
وقال السناتور الجمهوري جون مكين يوم الاثنين انه يجب على الولايات المتحدة ان تقود جهودا دولية لحماية المدن والبلدات السورية من خلال شن هجمات جوية على قوات الحكومة السورية. وخسر مكين في انتخابات الرئاسة امام اوباما في عام 2008 .
وقال أوباما ان من الخطأ الاعتقاد بوجود حل بسيط للحملة المستمرة منذ نحو عام ضد المعارضة في سوريا أو بأن الولايات المتحدة يمكن ان تتحرك بشكل منفرد.
وجاءت تصريحات أوباما في الوقت الذي واجه فيه الرئيس السوري غضبا غربيا متناميا لمنعه دخول المساعدات الى حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص وبشأن اتهامات بانتهاكات لحقوق الانسان تشمل صورا قيل انها تبين ضحايا للتعذيب في مستشفى بالمدينة.
وقال التلفزيون الحكومي ان عشرات الرجال والنساء والاطفال عادوا الى حي بابا عمرو سيرا على الاقدام مرورا بمبان عليها اثار الطلقات النارية وأبنية متضررة بعد ايام من انسحاب مقاتلي المعارضة في اعقاب هجوم عسكري شديد.
وينتظر الصليب الاحمر الموافقة لتوزيع أغذية بالحي الذي تعرض لحصار استمر شهرا.
وتحدث سكان فروا من الحي عن جثث متحللة أسفل الانقاض ومياه صرف صحي مختلطة بالقمامة في الشوارع وحملة من عمليات الاعتقال والاعدام.
وقال أحمد الذي هرب الى لبنان الاسبوع الماضي "كانت رائحة الموت في كل مكان. كان يمكننا في كل وقت ان نشم رائحة الجثث المدفونة تحت الانقاض."
وأضاف وهو يتحدث من منزل أحد أقاربه في لبنان وقد بدت عليه علامات التعب وظهرت هالات سوداء حول عينيه "الجثث في الشوارع.. العديد منها متحلل لكن لا يمكننا دفنها.
"لقد رأينا الموت كثيرا حتى أنه في النهاية لم تعد رؤية جثة مقطعة الاوصال لقريب أو صديق تثير مشاعرنا."
ورغم مشاعر الغضب العارم مع تقديم سكان حمص مزيدا من الروايات التفصيلية بشأن حصار بابا عمرو استبعد زعماء غربيون تدخلا عسكريا على نمط ما حدث في ليبيا خشية تفجر صراع أوسع نطاقا في الشرق الاوسط.
وقال البيت الابيض يوم الثلاثاء ان الرئيس الامريكي باراك أوباما ما زال ملتزما بالجهود الدبلوماسية لانهاء العنف في سوريا مضيفا ان واشنطن تسعى الى عزل الاسد وقطع مصادر دخله والتشجيع على الوحدة بين خصومه.
لكن النداءات المطالبة بتحرك لحماية المدنيين ارتفع صوتها في الوقت الذي شدد فيه الجهاز الامني حملته ضد المحتجين.
وكان مكين من اوائل الذين دعوا الى فرض حلف شمال الاطلسي منطقة حظر طيران ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو حليف سابق للاسد ان العنف في سوريا "بدأ يشبه وحشية غير ادمية في الايام الاخيرة" داعيا الى اقامة ممرات انسانية في سوريا لمساعدة المدنيين.