في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية بشأن ملف سد النهضة، رفضت إثيوبيا ما وصفته بـ"الاتهامات والبيانات التشهيرية" الصادرة عن وزارة الموارد المائية والري المصرية، والتي حمّلت فيها أديس أبابا مسؤولية الفيضانات الأخيرة التي ضربت مناطق في السودان، معتبرة أن القاهرة تمارس "وصاية" على جيرانها وتتحدث باسمهم.
وفي بيان رسمي صدر عن وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، وصفت أديس أبابا البيان المصري بأنه "مليء بالمغالطات والتشوهات والتناقضات"، نافية أي صلة بين سد النهضة والفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من السودان مؤخراً.
وشددت إثيوبيا على أن "الفيضانات في السودان ناتجة عن الارتفاع الكبير في تدفقات النيل الأبيض، وهو رافد لا علاقة له بإثيوبيا أو سد النهضة"، مشيرة إلى أن السلطات السودانية نفسها أرجعت سبب الفيضانات إلى "تغير أنماط الأمطار المرتبطة بالتغير المناخي، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية خلال سنوات النزاع".
وهاجم البيان الإثيوبي ما وصفه بـ"الافتراض المصري لحق التحدث باسم جيرانها"، معتبراً أن ذلك "أسلوب وصائي ومرفوض"، في إشارة إلى اتهامات القاهرة بأن التصرفات الأحادية لإثيوبيا تمثل تهديداً لدولتي المصب، مصر والسودان.
وجاء هذا الرد الإثيوبي بعد أن أصدرت وزارة الري المصرية، أمس الجمعة، بياناً اتهمت فيه إثيوبيا بإحداث "فيضان صناعي مفتعل" من خلال إدارة غير مسؤولة لسد النهضة، ما أدى إلى غمر أراضٍ زراعية ومناطق سكنية في السودان، متهمة أديس أبابا بتخزين كميات ضخمة من المياه في أغسطس ثم تصريفها فجأة لأغراض سياسية وإعلامية.
كما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته إلى بورتسودان للقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أن "عدم التنسيق في تشغيل السد تسبب في فيضانات كارثية"، مضيفاً أن التحركات الأحادية الإثيوبية تشكل "خرقاً واضحاً للقانون الدولي".