وضعت أزمة الصواريخ الكوبية العالم على شفا حرب نووية في تشرين أول/ أكتوبر في عام 1962.
وبعد مرور نصف قرن من الزمان، مازالت تلك الأحداث التي دفعت بالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (السابق) وكوبا في صراع ثلاثي قاتل تجتذب المؤرخين المحترفين والهواة على حد سواء.
فقد تعاونت مجلة (فورين بوليسي) مع الصحفي مايكل دوبس لإحياء ذكرى تلك الأيام الثلاثة عشر، التي بدأت في 15 تشرين أول/ أكتوبر عام 1962، في نفس توقيتها الفعلي، على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر. يذكر أن دوبس هو مؤلف كتاب "دقيقة واحدة قبل منتصف الليل" الذي يعد أحد أكثر الكتب تفصيلا لأزمة الصواريخ هذه.
وقالت مجلة (فورين بوليسي) إنه استنادا إلى مبدأ الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيجارد القائل بأن التاريخ "يُعاش إلى الأمام" ولكنه "يُفهم إلى الوراء"، فإن صفحات تويتر عن أزمة الصواريخ تهدف إلى "رواية قصة أزمة الصواريخ الكوبية من جديد كما خاضها فعلا جون إف كنيدي ونيكيتا خروشوف وفيدل كاسترو - إلى الأمام وليس إلى الخلف - في كافة تفاصيلها القائمة على الإثارة التشويق وافتقاد القدرة على التنبؤ".
ويذكر أن تويتر قد أظهر نفسه كأداة جذابة لمعالجة الأحداث حتى تلك منها التي تتعلق بالماضي. ومن بين الجهود الأكثر طموحا من هذا النوع تلك التي يقوم بها البريطاني ألوين كولينسون الذي ظل لمدة عام ينشر تغريدات عن الحرب العالمية الثانية في نفس توقيتها الحقيقي.
ومع ذلك، فأولئك الذين يبدون اهتماما بأزمة الصواريخ الكوبية ليسوا في حاجة إلى التقيد بالحد الأقصى لحروف التغريدة وهو 140 حرفا. ومن يرغب في الاطلاع على الوثائق الأصلية أو سماع أصوات الماضي سيجد المواد على موقع "كوبا ميسيل كرايسز" الذي أنشأه مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد.
ويقدم الموقع "مصادر تاريخية أصلية" بما في ذلك رسالة موجهة إلى الأمة أعلن فيها كنيدي لمواطني الولايات المتحدة في 22 تشرين اول/أكتوبر اكتشاف الصواريخ النووية السوفيتية في كوبا. كما يحتوي الموقع على تعليقات للعديد من الأشخاص الذين شاركوا في هذه الأزمة، وذلك إذا استحضرنا الأحداث التي وقعت في الماضي.