قال مسؤولون إسرائيليون يوم الأحد إن إسرائيل لم تلزم نفسها بإنهاء حصار قطاع غزة في إطار المصالحة مع تركيا وقد تزيد من تضييق الخناق على القطاع إذا صار أمنها مهددا.
وبعد إعلان رأب الصدع بين البلدين بوساطة أمريكية يوم الجمعة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن إسرائيل نفذت مطالبه بالاعتذار عن مقتل تسعة أتراك على متن سفينة نشطاء كانت متجهة إلى غزة لكسر الحصار على القطاع عام 2010 ودفع تعويضات لأسر القتلى والمصابين وتخفيف الحصار على غزة بالسماح بدخول المزيد من السلع الاستهلاكية.
لكن ذلك لم يصل إلى إنهاء للحصار وهو ما اكد عليه اردوغان مرارا أثناء فترة الخلاف التي استمرت نحو ثلاثة أعوام كشرط للتقارب بين الجانبين.
ورغم أن إسرائيل خففت القيود المفروضة على دخول الواردات المدنية برا إلى قطاع غزة إلا أنها أشارت إلى استمرار الحصار البحري الذي فرضته في هجوم شنته أواخر عام 2008 وبداية عام 2009.
وقال عاموس جلعاد المسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية لراديو الجيش الإسرائيلي "ليس لدينا شيء تجاه الشعب الفلسطيني. فالحصار البحري يرجع إلى اعتبارات أمنية محضة إذ أن الجماعات الإرهابية يمكن أن تهرب كميات ضخمة من الأسلحة عبر البحر."
وقال مسؤول آخر لرويترز إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة ما زالت تحاول جلب أسلحة وهو ما يجعل "الحصار ضروريا دائما."
وتوصل تحقيق امر به الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في عام 2011 الى أن قوات مشاة البحرية الإسرائيلية اخطأت باستعمالها القوة المميتة مع النشطاء الذين اشتبكوا معها على متن السفينة مرمرة ولكنه اعتبر الحصار قانونيا. ورفضت أنقرة الجزء الاخير من النتائج.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور إن السياسة المتبعة تجاه غزة ستعتمد على سلوك فصائلها. وخاض الجانبان حربا استمرت ثمانية أيام في نوفمبر تشرين الثاني.
وأطلق نشطاء إسلاميون في غزة يوم الخميس صواريخ على إسرائيل خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولكن لم تقع اصابات. وردت إسرائيل بإغلاق معبر تجاري مع غزة وتشديد القيود على صيد الفلسطينيين الأسماك في البحر.
وقال أميدرور لراديو الجيش الإسرائيلي "إذا كان هناك هدوء ستستمر عمليات التخفيف عن سكان غزة. واذا حدث إطلاق لصواريخ كاتيوشا فسيتم الإبطاء من هذه الخطوات أو حتى إيقافها بل وقد تلغى إذا لزم الأمر."
وأضاف "لا نعتزم التخلي عن حقنا في الرد على ما يحدث في غزة بسبب الاتفاق مع الأتراك."
واثناء زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة عن "اعتذار إسرائيل للشعب التركي عن أي أخطاء يحتمل أن تكون قد أدت إلى سقوط قتلى أو جرحى."
وتأمل إسرائيل في أن يساعدها اصلاح العلاقات مع تركيا على مواجهة أي امتداد للحرب الأهلية في سوريا وخدمة مصالح إقليمية أخرى بعد أن العلاقات بينهما توترت بالفعل قبل أن تصل إلى أدنى مستوياتها عقب حادث السفينة مافي مرمرة.
ونقلت قناة سي.إن.إن ترك أمس السبت عن اردوغان قوله إنه قد يزور غزة الشهر المقبل. وقال متحدث باسم حكومة حماس إن حصار غزة يجب إنهاؤه على الفور.
وقال تسفي هاوزر أمين مجلس الوزراء الاسرائيلي إن الاعتذار كان "صعبا" على رئيس الوزراء. وذكر مكتب اردوغان أن رئيس الوزراء التركي عبر خلال محادثته الهاتفية مع نتنياهو يوم الجمعة عن تقديره "للصداقة والتعاون اللذين استمرا قرونا بين الأمتين التركية واليهودية."