عمان - البوابة - وسام نصرالله
نفذ العشرات من الإعلاميين وناشري المواقع الإلكترونية الأردنية اليوم الإثنين، إعتصاما أمام مبنى نقابة الصحفيين الأردنيين إحتجاجا على حجب المواقع الإلكترونية.
وأكد إعلاميون أن توقيت الحجب لم يأت مصادفة، وإنما بقرار مبيت ومسبق لحجب الحقيقة عن المواطن، وأي قرارات مستقبلية ستتخذها الحكومة بخصوص رفع أسعار الكهرباء والماء والخبز.
وتوعد المعتصمون الحكومة بخطوات تصعيدية خلال الفترة المقبلة، إن لم تتراجع الحكومة عن قرار الحجب، معتبرين أن القرار يأتي في سياق معاداة الحريات وتقييدها.
وقال الإعلامي باسل العكور "الحكومة نفذت مجزرة بحق حرية الإعلام، حيث قتلت بدم بارد المواقع المستقلة في الأردن، عندما حجبت 291 موقعا"، معتبرا أن قرار الحجب يندرج ضمن الأحكام "العرفية".
وكان مدير المطبوعات والنشر قد وجه صباح الأحد كتابا إلى مدير عام هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، يطالبه فيه سنداً لأحكام المادة 49 فقرة (ز) من قانون المطبوعات والنشر رقم 8 لسنة 1998 وتعديلاته، بحجب قائمة من المواقع الإخبارية الإلكترونية غير المرخصة اعتباراً من 1/ 6 /2013.
وأكد العكور الذي تحدث بإسم تنسيقية المواقع الإلكترونية أن الأسرة الصحفية ستقاضي حكومة رئيس الوزراء عبدالله النسور، لما تسببه بضرر بالغ لتلك المواقع.
ووصف العكور قانون المطبوعات الذي تعهدت الحكومة بوقف العمل به، بالسيف المسلط على رقاب الحريات الإعلامية، محذرا الوسط الصحفي من خطورة القانون الذي سيؤدي إلى تحويل أعداد كبيرة منهم إلى المحاكم.
من جانبه هاجم عضو مجلس نقابة الصحفيين علي فريحات الحكومة لتجاهلها دور النقابة في تنظيم أمور العمل الصحفي، وإتخاذها قرار الحجب رغم تعهدها بأكثر من مناسبة على عدم تطبيقه.
واعتبر فريحات أن الصحف والمواقع الأردنية مستهدفة من قبل الحكومة، من خلال تدخلها المباشر في التعيينات بالصحف اليومية، والتضييق على الحريات النشر، مشيرا إلى أن الحكومة كانت لديها نوايا مبيتة بخصوص "الحجب".
وقال فريحات أن مجلس النقابة سيعقد إجتماعا طارئا غدا الثلاثاء، يبحث فيه مسألة "الحجب"، مؤكدا ضرورة التضامن مع المواقع الإلكترونية المحجوبة، بإعتبارها إعلاما حرا يسلط الضوء على قضايا الفساد.
وأكد الناشط السياسي خالد رمضان في كلمة له أن توقيت الحجب سيئ للغاية إذ يأتي في نفس يوم اطلاق الحرية الديمقراطية ويأتي بعد تصريحات رئيس الوزراء بأن الدولة ستعيد فرض هيبتها في معان مما يشي بأن الدولة تريد حجب الحقيقة عن المواطن.
من جهة أخرى وصف رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الأردن عبدالكريم الشريدة رئيس الوزراء عبدالله النسور بأنه صاحب عقلية عرفية مشيرا في الوقت ذاته أن قانون المطبوعات الذي تعهد بوقفه مقيد للحريات .
وخاطب الشريدة الجهات الرسمية بقوله إن كسرتم الأقلام فلن تستطيعوا وقف الأيادي عن حفر الصخر ، ووجه رسالة الى النسور قائلا ' أنتم تقودون الوطن نحو الهاوية ' .