اتصالات سياسية في لبنان لتفادي مواجهات جديدة والسنيورة يدعو موسى للعودة

تاريخ النشر: 27 يناير 2007 - 04:43 GMT
فور العودة من العاصمة الفرنسية، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اتصالات برئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد من القيادات الروحية، لتهدئة الأجواء، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اللبنانية.

تواصلت الاتصالات في لبنان لتطويق الازمة السياسية المتفاقمة وخصوصا بعد المواجهات الدامية بين مناصري المعارضة والحكومة يومي الثلاثاء والخميس والتي اسفرت عن سبعة قتلى واثارت مجددا المخاوف من اندلاع حرب اهلية.

هذا وما زال الهدوء مسيطرا على بيروت لليوم الثاني على التوالي، بعد الأحداث الدامية بين أنصار الحكومة والمعارضة، التي راح ضحيتها أربعة قتلى ومئات الجرحى.

وفيما التخوف من تداعيات ما حصل يسود الأوساط اللبنانية، حذر سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، وهو احد أقطاب الغالبية المؤيدة للحكومة، من اندلاع حرب أهلية، إذا استمرت المعارضة في تحركها الاحتجاجي. وقال انه متأكد من أن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ليست لديه النية بإشعال حرب أهلية، لكن تصرفاته وتصرفات حلفائه ستؤدي بالوضع إلى هذه النتيجة.

وفي المقابل، دعا الشيخ محمد يزبك عضو شورى حزب الله إلى الوحدة بين كل الفئات اللبنانية، مؤكدا أن المشكلة ليست طائفية بل سياسية.

وعلى صعيد أخر، دعا محسن بلال وزير الإعلام السوري الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة إلى إيجاد طرق للعمل مع المعارضة وتشكيل حكومة وحدة وطنية .

من جهته اعلن رئيس الغالبية النيابية المناهضة لسوريا سعد الحريري في بيان ان "نار الفتنة يجب ان تخمد" واضاف ان "الفتنة تقف بالمرصاد لنا جميعا ويجب ان نتراجع الى خطوط الحوار".

وبحسب مصدر قريب من رئيس البرلمان فان الاتصالات التي اجراها اتاحت تدخلا كثيفا للجيش أمن عودة الهدوء الى احياء بيروت المسلمة التي شهدت الخميس الفائت مواجهات دامية بين مناصري المعارضة والحكومة من الطائفتين السنية والشيعية.

وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس ان بري "ينتظر نتيجة المشاورات بين المملكة السعودية وايران حول الوضع في لبنان لاعادة اطلاق مبادرة تمهد لمعاودة الحوار السياسي".

واضاف "نحن عند تقاطع طرق" محملا افرقاء السلطة مسؤولية القبول بحل سياسي يرضي كل الاطراف تحت طائلة مزيد من التدهور الامني.

وفي الاطار نفسه اوردت صحيفة "الحياة" العربية ان رئيس مجلس النواب "حمل السفير السعودي (في لبنان عبد العزيز خوجة) الذي غادر الى الرياض الخميس رسالة الى المسؤولين السعوديين تمنى فيها ان تنجح المساعي لان الفلتان الامني بلغ حدا خطيرا".

وقالت صحيفة "الاخبار" المعارضة ان "بري يعلق اهمية كبيرة على المسعى السعودي الايراني".

واعتبر النائب ميشال عون في حديث تلفزيوني مساء الجمعة ان "تيار المستقبل تحول في ستة اشهر الى ميليشيا رأيناها تطلق النار فيما مسؤولو القوات اللبنانية يحملون رخص سلاح خضراء وينقلونه بحرية".

ولا تعترف المعارضة بشرعية الحكومة الحالية المنبثقة من الغالبية النيابية اثر استقالة خمسة وزراء منها يمثلون الطائفة الشيعية قبل نحو شهرين وتنظم منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر اعتصاما في وسط بيروت بهدف اسقاط الحكومة واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وعاد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الجمعة الى بيروت من باريس حيث شدد على "التلاقي والاجتماع باي طريقة كانت (...) لان البقاء كما نحن مخيف وخطير".

وذكرت صحيفة "النهار" القريبة من الحكومة ان السنيورة "اتصل بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى واستعجله العودة الى بيروت".

واضافت ان "موسى تلقى دعوات من اطراف عرب عدة للعودة الى لبنان وخصوصا ان الحوار السعودي الايراني لا يرتقي الى مستوى المبادرة بحسب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل".

لكن صحيفة "السفير" القريبة من سوريا نقلت عن مصدر في الجامعة العربية "استبعاده عودة موسى قريبا لانه لن يأتي ليلقى الفشل".

وكان موسى تولى في كانون الاول/ديسمبر الفائت وساطة في بيروت بين اقطاب الغالبية والمعارضة في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن مساعيه اخفقت.

وتلقت الحكومة اللبنانية الاربعاء الفائت جرعة دعم سياسي ومالي عبر مؤتمر "باريس 3" الذي وعد بتقديم 67 مليارات دولار الى لبنان لمساعدته في النهوض باقتصاده وتقليص الدين العام الذي بات يناهز 41 مليار دولار.