توصلت حركتا حماس وفتح المتصارعتين على السلطة مساء الاثنين الى اتفاق على وقف اطلاق النار في قطاع غزة توسطت فيه مصر ويأتي بعد مواجهات دامية بينهما خلفت اكثر من 33 قتيلا وعززت المخاوف من اندلاع حرب اهلية شاملة.
واعلن وزير الخارجية في حكومة حماس محمود الزهار بعد اجتماع عقده رئيس الوزراء اسماعيل هنية مع روحي فتوح ممثل الرئيس محمود عباس وبحضور وفد امني مصري أنه تم الاتفاق على سحب كافة المظاهر المسلحة من الشوارع وإزالة الحواجز التي تم نصبها في قطاع غزة.
وقال الزهار للصحفيين ان الاتفاق يشمل أيضا إطلاق سراح جميع المختطفين من حركتي فتح وحماس.
واضاف "تم الاتفاق ايضا على ان تتولى الحكومة مسؤولية حفظ الامن والافراج الفوري عن كل المخطوفين من الحركتين ووقف الحملات الاعلامية وتسليم النيابة العامة العناصر المشتبه بعلاقتها بعمليات قتل" مؤكدا على ان الاتفاق ينص ايضا على "عدم نقل الصراع الى الضفة الغربية".
وتابع انه "تم الاتفاق على ان يعقد لقاء بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء وهنية لتأكيد الالتزام بما ورد في الاتفاق وللاجتماع الفوري بينهما تمهيدا للحوار الوطني حول حكومة الوحدة".
واوضح الزهار ان الاتفاق ينص على "الطلب من الغرفة المشتركة للاجهزة الامنية متابعة تنفيذ الاتفاق الذي سيبدأ عند الساعة 3:00 (1:00 تغ) من فجر الثلاثاء". ومن شأن اتفاق الهدنة ان يمهد الطريق لعقد لقاء بين قادة الحركتين في مكة كانت السعودية دعت اليه.
وكان عباس قد أوفد فتوح في وقت سابق الى غزة للقاء هنية الذي وجه "نداء عاجلا" دعا فيه الى وقف الاشتباكات المسلحة بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة.
وفي بيان قال هنية انه "يوجه نداء عاجلا لوقف كافة اشكال الصدام وانهاء كافة مظاهر العسكرة في المجتمع الفلسطيني". وشدد على "صون الدم الفلسطيني ووقف التدهور على الصعيد الداخلي خاصة في العلاقة بين حركتي فتح وحماس" معربا عن "التقدير لكل الجهود والمبادرات الفلسطينية والعربية".
كما اصدرت الحكومة الفلسطينية بيانا اعتبرت فيه ان اولويتها هي "وقف التدهور وحقن الدم الفلسطيني" مشددة على "سحب المسلحين من الشوارع الا ما استوجبته الضرورة الامنية".
واعتبرت ان "الامن الوطني وقوات الرئاسة ليس لها علاقة بالوضع الداخلي، وفرض الامن والنظام هو من صلاحيات وزارة الداخلية".
مبادرة مصرية
وكان الوفد الامني المصري الموجود في غزة قدم الاثنين مبادرة من خمس نقاط للحكومة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس من اجل تهدئة الأوضاع وطلب من الحركتين الرد خلال ساعات عليها.
واهم نقاط المبادرة "انهاء كافة مظاهر التسلح في الشارع الفلسطيني ورفع الحواجز وفرض النظام والقانون". كما تنص على ان "تقوم كافة الأطراف بتسليم كافة المتهمين في الحوادث الأخيرة للنيابة العامة" وعلى "الافراج عن المختطفين من الجهتين الا من يتم التحقيق معهم من جانب جهات تحقيق رسمية وعدم السماح بنقل القتال الدائر في قطاع غزة إلي الضفة الغربية". ورحبت فتح بالوساطة المصرية.
وقد تلقى هنية ظهر الاثنين اتصالا من رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان تناول اخر التطورات على الساحة الفلسطينية حسب بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء. وحسب البيان اعرب سليمان عن قلقه "لما يجري من احداث مؤلمة" مؤكدا "حرص مصر على بذل كل الجهود من أجل تطويق الاحداث ووقف النزيف".
حصيلة دامية
وكانت المواجهات قد استمرت بين الحركتين قبيل التوصل الى اتفاق الهدنة، فيما ظل قطاع غزة في حالة شلل مع بقاء معظم المحال مغلقة والشوارع شبه خالية من المارة مع اقفال شوارع الرئيسية باطارات السيارات المشتعلة والحواجز والاسلاك الشائكة فيما تعطلت الجامعات.وافاد مصدر امني وشهود عيان ان مسلحين اطلقوا قذيفة على مقر للامن الوطني والشرطة في منطقة الرمال غرب مدينة غزة. وقال المصدر ان القذيفة "اصابت المبنى المكون من طابقين بشكل مباشر، والمؤكد انها احدثت اضرارا" من دون الاشارة الى وقوع ضحايا في الارواح.
من جهة ثانية قال مصدر امني ان مسلحين من حماس قاموا بتفجير موقع لقوات 17 التابعة لامن الرئاسة في خان يونس جنوب قطاع غزة دون اصابات.واعلنت حماس ان مسلحين اطلقوا النار على مدير مكتب وزير الداخلية سعيد صيام ما اسفر عن اصابة مرافقه. وقالت في بيان انها "لن تسكت عن هذه الجريمة".
ودارت اشتباكات متقطعة منذ صباح الاثنين في انحاء مختلفة من مدينة غزة في حين لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ الجمعة في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة في محيط مقر جهاز الامن الوقائي.
واعلنت مصادر طبية ان وصفي كردش (21 عاما) توفي اثر اصابته برصاصة في القلب بينما كان في منزله قرب مقر الامن الوقائي. كما افادت مصادر طبية ان الضابط في الامن الوطني عبد محمد افندي (57 عاما) قتل صباح الاثنين في الاشتباكات. وقال شهود عيان ان "مسلحين من حركة حماس قتلوا عبد محمد افندي في حي الرمال بغزة عندما اوقفوا سيارته واطلقوا عليه النار فاردوه".
واعلنت مصادر طبية ان محمد جابر ابو قاسم (23 عاما) وهو احد افراد الامن الفلسطيني توفي الاثنين متاثرا بجراحه التي اصيب بها ليل الاحد الاثنين خلال الاشتباكات .
وبهذا يرتفع الى 33 عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء المواجهات مساء الخميس بين حركة حماس التي تتولى رئاسة الحكومة وحركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس فيما جرح اكثر من 100 شخص.