اتفقت حركتا فتح وحماس على وقف اطلاق النار بعد الاشتباكات الدامية المستمرة منذ الخميس والتي واوقعت 21 قتيلا وعشرات الجرحى فيما سيلتقي الرئيس الفلسطيني بزعيم حماس خالد مشعل في مكة الثلاثاء.
هدنة جديدة
قال قياديون في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة فتح بعد محادثات جرت يوم الجمعة انهم اتفقوا على إعادة تطبيق اتفاق لوقف اطلاق النار كان قد انهار بعد يوم من المعارك الضارية.
وقال نزار ريان بعد محادثات مع وسطاء مصريين ان قياديي الحركتين اتفقا على وقف اطلاق النار.
عباس مشعل
اكد مصدر دبلوماسي فلسطيني في الرياض الجمعة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيلتقيان في مكة المكرمة الثلاثاء تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وفيما احتدم العنف مجددا في غزة، قال المصدر ان عباس ومشعل "ابلغا القيادة السعودية الاتفاق على عقد اللقاء الذي دعا اليه العاهل السعودي الثلاثاء".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الاجتماع في مكة المكرمة سيعقد "بحضور رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية وقيادات فلسطينية اخرى".
وكان العاهل السعودي وجه الاحد الماضي نداء الى المسؤولين في حركتي فتح وحماس دعاهم فيه الى حقن الدماء والحضور الى مكة المكرمة لعقد "لقاء عاجل" ومناقشة امور الخلاف بينهم "من دون تدخل اي طرف آخر".
كما اكد من جهته وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في وقت لاحق ان الدعوة السعودية "غير مشروطة" وان بلاده تنتظر من الافرقاء الفلسطينيين تحديد موعد لاجتماعهم في مكة المكرمة تلبية لدعوة العاهل السعودي.
الوضع الامني
وقتل 21 فلسطينيا وجرح نحو 220 آخرين في اشتباكات عنيفة جدا بين اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية وعناصر من فتح من جهة والقوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية وكتائب القسام التابعة لحماس من جهة اخرى اندلعت بعد ظهر الخميس وامتدت الجمعة الى معظم مناطق قطاع غزة.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى وقف المعارك "فورا" بينما اعلن السفير الفلسطيني في الرياض جمال الشوبكي لوكالة فرانس برس ان عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيلتقيان مبدئيا في مكة المكرمة الثلاثاء تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ونجحت الجهود التي تبذلها الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين والجهاد الاسلامي الى جانب الوساطة المصرية بجمع مسؤولين من حركتي فتح وحماس في لقاء في مقر السفارة المصرية في غزة في محاولة لاحتواء الموقف المتفجر بحسب مصادر في حماس وفتح.
واعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل ثلاثة عناصر من امن الرئاسة في الاشتباكات الدائرة في منقطة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة ما يرفع الى 21 عدد القتلى في الاشتباكات منذ الخميس.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "قتل ثلاثة من افراد امن الرئاسة خلال هجوم على مقر قريش للتدريب التابع لامن الرئاسة في منطقة تل الهوى ما يرفع عدد الضحايا الى 21".
واوضح المصدر ان "عدد الجرحى ارتفع الى 220 بينهم العشرات في حالة خطرة او حرجة جدا".
وبين القتلى طفل في السابعة من عمره قتل في مدينة غزة وامراة قتلت اثر اصابتها برصاصة بينما كانت داخل منزلها في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس ان عددا من المصابين "نزفوا حتى الموت في المكان دون ان تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليهم بسبب الاشتباكات العنيفة الدائرة في مناطق مختلفة في مدينة غزة وشمال القطاع".
وذكر ان سيارات اسعاف تعرضت لاطلاق النار عدة مرات من مسلحين اثناء قيامها بمحاولة اسعاف جرحى.
وبحسب شهود عيان فقد عاودت قوات امن الرئاسة مجددا ظهر الجمعة اقتحام مقر الجامعة الاسلامية بغزة حيث تدور اشتباكات عنيفة في محيط الجامعة.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان "حريقا هائلا اندلع في احدى المباني في الجامعة الاسلامية حيث سمع صوت انفجار في المنطقة".
واوضح الشهود ان اشتباكات مسلحة عنيفة تدور في محيط المباني الجامعية.
وذكرت اذاعة "الاقصى" المحلية التابعة لحركة حماس ان امن الرئاسة الفلسطينية اقتحم مجددا مقر الجامعة.
وتدور اشتباكات ايضا في محيط مستشفى الشفاء بغزة وقرب منطقة الفنادق في حي الرمال غرب غزة اضافة كما تسمع اصوات انفجارات واطلاق نار متقطع في محيط مقر الامن الوقائي في المدينة.
كذلك تدور اشتباكات في عدة مناطق شمال قطاع غزة خصوصا في محيط مقرات امنية.
وافادت مصادر في المخابرات العامة الموالية لفتح ومصادر طبية فلسطينية ان مسؤولا كبيرا في المخابرات هو العميد عبد القادر اسليم (55 عاما) قتل خلال هجوم مسلح شنه مسلحون من كتائب عز الدين القسام والقوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية سعيد صيام على مقر المخابرات في جباليا شمال قطاع غزة.
فلسطيني ينقل طفلا جريحا الى مستشفى الشفاء في غزة
©اف ب - سعيد الخطيبكما افاد مسؤول في امن الرئاسة ان ما بين اربعين وخمسين من المنتسبين الجدد لامن الرئاسة اصيبوا في هجوم بالقذائف على موقع تدريب تابع لامن الرئاسة جنوب غرب مدينة غزة.
واشار الى ان مجموعة من المسلحين من افراد "كتائب القسام والقوة التنفيذية قاموا بالهجوم بقذائف الار بي جي والهاون على موقع التدريب الذي يتواجد فيه قرابة خمسمائة متدرب غير مسلحين".
من جهته اعلن متحدث باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ان قواته الموالية لحماس سيطرت على اربعة مواقع لقوات الامن الفلسطيني في شمال قطاع غزة.
وقال اسلام شهوان المتحدث باسم القوة التنفيذية لوكالة فرانس برس "تمت السيطرة على موقع القوة 17 (التابعة لامن الرئاسة) في منطقة التوام في شمال قطاع غزة وعلى مقر المخابرات في جباليا ومركز شرطة الاستخبارات العامة في منطقة الشيخ زايد (شمال) ومقر للامن الوقائي في بيت لاهيا".
لكنه اشار الى ان مجمع الوزارات الذي يضم مباني وزارات الخارجية والتخطيط والمالية في تل الهوى لا يزال تحت سيطرة امن الرئاسة.
على صعيد آخر افاد مسؤول في اتحاد نقابات عمال فلسطين في قطاع غزة ان عناصر من كتائب القسام والقوة التنفيذية اقتحمت مقر الاتحاد بما في ذلك اذاعة العمال التابعة له في حي عباد الرحمن بعدما اطلقوا عليه القذائف.
واوضح ان المسلحين قاموا "باعمال تخريب وتدمير واحراق في مباني المقر خصوصا مبنى الاذاعة".
وفي رام الله دعا عباس "جميع الاطراف في غزة ان تتوقف فورا عن هذه الاعمال التي تضر بمصالح الشعب الفلسطيني".
من جهته اعلن السفير الفلسطيني في الرياض جمال الشوبكي ان عباس ومشعل وافقا على تلبية دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وانهما مستعدان للحضور للملكة لبدء الحوار الفلسطيني".
واوضح انه من المفترض "ان يتم توجيه الدعوة الرسمية لوفدي حركتي فتح وحماس للحضور الى الملكة الثلاثاء المقبل".
وفي الضفة الغربية اعلن مصدر امني فلسطيني ان فلسطينيين قتلا صباح الجمعة برصاص جنود اسرائيليين خلال عملية عسكرية للجيش الاسرائيلي في بلدة بيتونيا قرب رام الله.
وقال المصدر ان خلدون شومان (34 عاما) الذي ينتمي الى جهاز الامن الوقائي التابع لحركة فتح بزعامة عباس قتل عندما فتح جنود اسرائيليون النار عليه اثر ترجله من سيارته في بيتونيا بالقرب من رام الله.
واضاف ان محمد ابو عرب (30 عاما) الضابط في جهاز الامن الوقائي قتل خلال الحادث نفسه.
واوضح ان الجنود الاسرائيليين اعتقلوا ايضا ثلاثة فلسطينيين اخرين في المكان ذاته.