على عكس الوضع حين كانت قوات حفتر تستولي على مدن ليبية، تتصاعد حاليا ضغوط لوقف القتال واستئناف العملية السياسية، في ظل تحقيق قوات حكومة الوفاق انتصارات مكنتها من طرد هذه القوات من المنطقة الغربية للبلاد.
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء إن روسيا وتركيا اتفقتا على مواصلة الجهود من أجل التوصل لوقف طويل الأمد ومستمر لإطلاق النار في ليبيا.
وتدعم روسيا، إضافة إلى مصر والإمارات، القائد العسكري المتمركز في الشرق خليفة حفتر والذي يخوض مقاتلوه معارك ضد قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا.
وقال بيان نشرته وزارة الخارجية التركية أن الجانبين التركي والروسي اكدا خلال مشاورات "رفيعة المستوى" بينهما في العاصمة انقرة أنه "لا حل عسكري للأزمة في ليبيا، ولا يمكن حل المشكلة إلا عبر عملية سياسية بقيادة الليبيين ورعايتهم وتسهيل من الأمم المتحدة".
وأشار البيان إلى أن زعيمي البلدين رجب طيب اردوعان وفلاديمير بوتين "أطلقا مبادرة في إسطنبول في 8 يناير/ كانون الأول بهدف تهدئة الوضع على الأرض في ليبيا وإعداد أرضية من أجل العملية السياسية"، مضيفا في هذا الصدد أن "تركيا وروسيا تجددان التزامهما القوي بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وتابع البيان انه جرى الاتفاق كذلك على "ضرورة الاستمرار في مكافحة الأشخاص والكيانات الإرهابية في ليبيا المحددة من قبل مجلس الأمن الدولي"، فضلا عن "مواصلة الاتصالات الثنائية بهدف ضمان أمن واستقرار ليبيا وتحسين الوضع الإنساني".
وأوضح البيان أن البلدين "توصلا إلى اتفاق بخصوص؛ مواصلة الجهود المشتركة بما فيها تشجيع الأطراف الليبية بهدف تهيئة الظروف من أجل إعلان وقف إطلاق نار دائم، وتعزيز الحوار السياسي بين الليبيين بتنسيق مع الأمم المتحدة بشكل يتناسب مع نتائج مؤتمر برلين ( في ١٩ يناير/ كانون الثاني ٢٠٢٠)".
كما اتفقا على ضمان الوصول الإنساني الآمن، ودعوة الأطراف إلى اتخاذ التدابير لضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لجميع المحتاجين، وتقييم إنشاء مجموعة عمل مشتركة خاصة بليبيا، وإجراء المشاورات اللاحقة بأقرب وقت في العاصمة موسكو.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الأربعاء، إنشاء آلية تنسيق مع روسيا تخص توحيد الجهود بشأن المساعدة على التوصل إلى حل للأزمة الليبية.
كان بوقادوم يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بثته قناة “روسيا اليوم” الحكومية، في ختام مباحثات بينهما بموسكو.
وقال بوقادوم: “اتفقنا على استحداث آلية للتشاور والتنسيق بشأن الأزمة الليبية من أجل المساهمة في إيجاد حل بالتنسيق مع مختلف مكونات الشعب الليبي”.
وأضاف: “كما قررنا توطيد التواصل بيننا فيما يخص ليبيا، وكل الملفات موضوع التعاون بيننا”.
وبحسب بوقادوم، فإن المباحثات سجلت “تطابقا في الآراء بين الجزائر وروسيا حول الأزمة الليبية”.
وتابع الوزير الجزائري: “اتفقنا ـ على قناعة متبادلة ـ بأنه لا حل عسكريا في ليبيا، وأكدنا الاحترام القاطع لبعض المبادئ مثل وحدة ليبيا، وضرورة احترام سيادة الليبيين”.
وأكد أن “المسار السياسي في ليبيا لا بديل عنه”، مشددا على “إجبارية تحقيق وقف إطلاق النار لتخفيف التصعيد العسكري في هذا البلد، من أجل الوصول إلى حل سياسي في إطار الشرعية الدولية، واحترام مخرجات مؤتمر برلين التي صودق عليها من قبل مجلس الأمن”.
من جهته، أكد لافروف أنه يجب تسريع وقف إطلاق النار وتخفيف حدة التوتر للانتقال إلى التسوية السياسية في ليبيا.
وشدد على أن هذه الخطوة يجب أن تتبعها “عملية سياسية تهدف إلى استعادة سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وإعادة بناء كيان الدولة الليبية التي دمرها العدوان الغربي غير القانوني عام 2011”.
وشرع بوقادوم، الثلاثاء، في زيارة إلى روسيا (لم تحدد مدتها)، لبحث التعاون الثنائي وقضايا المنطقة وفق بيان للخارجية.
وتتزامن الزيارة مع تحركات دبلوماسية جزائرية للوساطة في أزمة جارتها الشرقية ليبيا.
وعلى عكس الوضع، حين كانت قوات حفتر تستولي على مدن ليبية، تتصاعد حاليا ضغوط لوقف القتال واستئناف العملية السياسية، في ظل تحقيق قوات حكومة الوفاق انتصارات مكنتها من طرد هذه القوات من المنطقة الغربية.