توصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره التركي هاكان فيدان، اليوم الأربعاء، إلى اتفاق على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية منه، الهادفة إلى تثبيت الهدنة ومنع أي تصعيد عسكري جديد.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة، أكد الوزير المصري أن الجانبين "اتفقا على ضرورة ممارسة الضغوط السياسية لضمان التزام الطرفين بالاتفاق"، موضحاً أن القاهرة تجري حواراً مكثفاً مع واشنطن بشأن مشروع القرار الأمريكي المطروح أمام مجلس الأمن لإنشاء قوة دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة.
وقال عبد العاطي إن مصر وتركيا متفقتان على أن تكون قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها "ذات تفويض واضح من الأمم المتحدة وتعمل تحت إشراف أممي إقليمي مشترك"، لضمان تثبيت الهدنة ومراقبة إعادة الانتشار الإسرائيلي، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإشراف على إعادة إعمار القطاع.
وشدد على أن صياغة قرار إنشاء هذه القوة يجب أن تتم "بدقة وعناية، بما يراعي حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله"، مؤكداً التزام البلدين بـ"حل الدولتين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
كما شدد عبد العاطي على "ضرورة الربط الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض أي إجراءات تمس حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف"، بما في ذلك الاستيطان وتغيير الوضع القانوني للمواقع الدينية في القدس.
من جانبه، قال الوزير التركي هاكان فيدان إن بلاده تعمل مع مصر وقطر والولايات المتحدة لضمان استمرار وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكداً أن حركة حماس التزمت بشكل واضح ببنود الاتفاق، في حين يُنتظر من الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ التزاماته بالكامل.
ودعا فيدان الأمم المتحدة إلى توضيح مهام ونطاق عمل قوة الاستقرار الدولية قبل نشرها في القطاع، مشيراً إلى أن اللقاء مع نظيره المصري تناول أيضاً ملفات إقليمية تشمل السودان وليبيا وسوريا، حيث أكد أن "أنقرة والقاهرة تتفقان على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وإحلال السلام في السودان، ودعم الحلول السياسية في المنطقة".
وفي كلمته خلال جلسة نقاشية بمركز الأبحاث التركي "سيتا" (SETA)، اعتبر الوزير المصري أن التعاون بين القاهرة وأنقرة يمثل "نموذجاً للشراكة الإيجابية القادرة على معالجة أزمات المنطقة"، مشيراً إلى أن الاتفاق الثلاثي المصري–التركي–القطري بالتنسيق مع واشنطن كان العامل الحاسم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد حرب استمرت عامين.
وأكد عبد العاطي أن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقاً مصرياً تركياً مكثفاً لوضع آليات عمل قوة الاستقرار الدولية وتحديد نطاق انتشارها داخل قطاع غزة، لتكون "ركيزة أساسية في تثبيت الهدنة ومنع الانزلاق إلى مواجهة جديدة".