اتفاق مكة الفلسطيني : اوروبا تدرسه بايجابية حذرة

تاريخ النشر: 09 فبراير 2007 - 10:35 GMT

قال الاتحاد الاوروبي ان يرحب بحذر بالاتفاق الذي توصلت له حركتا فتح وحماس في مكة الخميس لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل وضع نهاية للاقتتال بين أنصارهما لكن لم يتضح هل سيكون ذلك كافيا لانهاء الحظر الدولي على المساعدات الى الحكومة التي تقودها حماس.

وتوصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية للاتفاق خلال محادثات أزمة جرت في مدينة مكة المكرمة بعد أن أسفرت الاشتباكات الضارية عن مقتل أكثر من 90 فلسطينيا منذ ديسمبر كانون الاول.

ولم يشر الاتفاق الموقع الذي قرأه المسؤول في فتح نبيل عمرو الى الاعتراف باسرائيل لكن خطابا من عباس تلاه عمرو وكلف فيه عباس هنية مجددا بتشكيل الحكومة قال ان ينبغي على الحكومة "احترام قرارات الشرعية العربية والدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية."

وقال مسؤول في فتح ان الحركة يساورها القلق من أن هذا لن يكون كافيا لانهاء الحظر الغربي.

واضاف قائلا بعد مراسم التوقيع "نخشى ألا تقبل اللجنة الرباعية (المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط) هذا الاتفاق وترفع الحظر."

وتتألف اللجنة الرباعية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا وتطالب حماس بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام باتفاقات السلام الحالية قبل رفع العقوبات.

ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت اتفاق تشكيل حكومة الوحدة بأنه "مثير للاهتمام".

وقالت في بيان "سنحتاج لدراسة هذه المقترحات بعناية ومناقشتها مع شركائنا الاوروبيين وغيرهم."

وقال مسؤول اسرائيلي "سننتظر حتى نرى الحكومة التي ستقدمها حماس وبرنامجها."

وذكرت مصادر فلسطينية قريبة من محادثات مكة قبل اعلان الاتفاق ان حماس مستعدة "لاحترام" الاتفاقيات مع اسرائيل اذا "لم تتعارض مع المصالح الفلسطينية."

لكن عباس كان يسعى للحصول على تأكيد لا لبس فيه من حماس بأنها "ستلتزم" بهذه الاتفاقيات لضمان رفع العقوبات.

ورحب الفلسطينيون بهذه الانباء. وفي غزة التي شهدت اسوأ المعارك بين أنصار الحركتين انطلق نفير السيارات وأطلق مسلحون أعيرة نارية في الهواء بينما اضاءت الالعاب النارية السماء.

وقال عباس في كلمة ألقاها أمام العاهل السعودي الملك عبد الله الذي استضاف المحادثات "تم النجاح باذن الله في هذه اللحظات الكريمة حيث بدأنا مسيرة نرجو أن تستمر... وأن ننطلق الى العمل الجاد من أجل تحرير بلدنا."

أما هنية فقال ان الحصار الدولي سينتهي قريبا. وأشار الى أن هذه هي الخطوة الاولى على طريق كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت مع عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في 19 فبراير شباط في محاولة لاحياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. لكن اللقاء قد يصبح في مهب الريح اذا أعتبرت الولايات المتحدة واسرائيل أن صيغة الاتفاق لا تلبي مطالبهما.

ويقول مسؤولون ان الجانبين اتفقا على توزيع الحقائب الوزارية بحيث يعين نائب لهنية من فتح وتذهب حقائب المالية والشؤون الخارجية والداخلية الى مستقلين.

وذكر مسؤولون ان وزير الثقافة السابق زياد أبو عمرو مرشح لمنصب وزير الخارجية وان سلام فياض مرشح ليصبح وزيرا للمالية وهو منصب شغله من قبل. ورشح مسؤولون من حماس حمودة جروان وزيرا للداخلية لكن جروان قال انه لم يبلغ بذلك.

وكانت جهود سابقة لحقن الدماء وايجاد أرضية سياسية مشتركة قد تمخضت عن اتفاقات لم تصمد طويلا لوقف اطلاق النار وتهديد من عباس بالدعوة الي انتخابات تشريعية جديدة وهي خطوة قالت حماس انها ترقى الى ان تكون انقلابا.

وتعهد مشعل بأن حكومة الوحدة ستصمد. وقال انه يعد بالمضي قدما في بناء "البيت الفلسطيني" على أسس صحيحة وتوحيد الصفوف.

الاتحاد الاوروبي

وقالت متحدثة باسم خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إن الاتحاد سيدرس اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي توصلت إليه فصائل فلسطينية يوم الخميس بإيجابية لكن بحذر.

وقالت كريستينا جالاش "سندرس التفاصيل بنية خالصة وبشكل إيجابي لكن بحذر."

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي يوم الجمعة تأييده للاتفاق الذي وقعته فصائل فلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وطالب المجتمع الدولي بدعم الحكومة الجديدة.

وأبرم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) واسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وهو من حماس الاتفاق في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية بعد محادثات أزمة بعد أن تسبب الاقتتال الفلسطيني في مقتل أكثر من 90 فلسطينيا منذ ديسمبر كانون الاول.

وقال دوست بلازي في بيان "أحيي الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني الذي أبرم في مكة أمس لتشكيل حكومة وحدة وطنية."

وأضاف "ادخال في برنامج هذه الحكومة احترام القرارات الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الالتزام الكامل بمطالب المجتمع الدولي."

وصرح دوست بلازي بان هذه المطالب تتضمن على وجه الخصوص الاعتراف باسرائيل لكن الاتفاق الذي تلي يوم الخميس لم يتضمن اشارة لذلك.

وقال وزير الخارجية الفرنسي "بموجب هذه الشروط نرى ان تشكيل حكومة جديدة على أساس هذا البرنامج يجب ان يلقى تشجيعا ودعما من المجتمع الدولي".

وصرحت المتحدثة باسم سولانا بان الاتحاد رحب بجهود الوساطة التي بذلتها السعودية للتوصل للاتفاق وأضافت أن الاتحاد الأوروبي دعا منذ العام الماضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم الشروط الأساسية للمجتمع الدولي.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي ان وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون هذا التطور خلال اجتماعهم الشهري يوم الاثنين لكن من السابق لاوانه توقع اتخاذ قرار بانهاء الحظر الاوروبي المفروض على المساعدات المقدمة للحكومة الفلسطينية واستئناف الاتصالات المباشرة معها.

ومن المقرر ان يجتمع سولانا مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في مطلع الاسبوع في ميونيخ خلال مؤتمر أمني.

ومن المنتظر ان تعقد لجنة الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا اجتماعها القادم بعد ان تجري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محادثات مع ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ومع عباس يوم 19 شباط/ فبراير.