خبر عاجل

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لعقد اجتماع رفيع مع عدد من القادة العرب والمسلمين، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل التوصل ...

اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية.. اميركا فقدت دور الوساطة النزيهة

تاريخ النشر: 27 يناير 2020 - 08:18 GMT
أكدت مصادر عدة أن هذه الخطة تنص على تنازلات سياسية كثيرة من الجانب الفلسطيني لمصلحة إسرائيل
أكدت مصادر عدة أن هذه الخطة تنص على تنازلات سياسية كثيرة من الجانب الفلسطيني لمصلحة إسرائيل

دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، القيادة الفلسطينية لاجتماع طارئ، غدا الثلاثاء، سيبدأ قبل ساعة من التوقيت المخطط لنشر الولايات المتحدة خطة "صفقة القرن".

وأفادت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، مساء اليوم الاثنين، بأن عباس دعا إلى "عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، وذلك يوم غد الثلاثاء في الساعة السابعة مساء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله".

ويبدأ هذا الاجتماع قبل ساعة واحدة من التوقيت المخطط له لنشر البيت الأبيض فحوى خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط والمعروفة باسم "صفقة القرن".

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، أن واشنطن ستنشر فحوى هذه المبادرة، التي عملت عليها إدارته منذ توليه السلطة في 2017، في الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش، فيما قال إن كثيرا من الدول العربية وافقت على هذه الخطة التي اعتبر أنها تصب في مصلحة الفلسطينيين رغم رفضهم القاطع لهذه الصفقة.

وسبق أن أكدت مصادر عدة أن هذه الخطة تنص على تنازلات سياسية كثيرة من الجانب الفلسطيني لمصلحة إسرائيل، خاصة في مسألة صفة القدس وأراض في الضفة الغربية، مقابل إغراءات اقتصادية، كما أنها لا تشمل صيغة حل الدولتين التي كانت تعتبر سبيلا وحيدا لحل الصراع بموجب قرارات الأمم المتحدة.

اميركا فقدت دورها

حث الفلسطينيون القوى العالمية على رفض خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام، التي رفض الرئيس محمود عباس مناقشتها مع نظيره الأمريكي بالرغم من عدة اتصالات.

ومن المقرر أن يكشف ترامب عن مقترحاته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع في واشنطن، حيث يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، بني غانتس.

وقد رفض القادة الفلسطينيون، الذين لم يدعوا إلى البيت الأبيض، المبادرة الأمريكية، ويصرون على أن إدارة ترامب فقدت دورها بوصفها وسيطا نزيها في حل الصراع بسبب انحياز الرئيس الأمريكي، بحسب ما يقولونه، إلى إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ترامب ونتنياهو يستخدمان الخطة لصرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.

ووجه مجلس النواب الأمريكي اتهامات لترامب، الشهر الماضي، وبدأ مجلس الشيوخ محاكمته بتهمة إساءة استخدام السلطة.

ويواجه نتنياهو تهم فساد مع اقتراب الانتخابات في الثاني من مارس/آذار، وهي الثالثة التي يخوضها في أقل من عام. وينفي الاثنان ارتكاب أي مخالفات.

وقال اشتية الاثنين في اجتماع وزاري في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "هذه الخطة لحماية ترامب من العزل، وحماية نتنياهو من السجن، وليست خطة للسلام في الشرق الأوسط".

وأضاف "هذه الخطة ... ما هي إلا خطة لتصفية القضية الفلسطينية، ونحن نرفضها ونطالب المجتمع الدولي أن لا يكون شريكا فيها، لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".

ما خيارات الفلسطينيين تجاه "صفقة القرن"؟
وتأخر طرح الخطة، التي تهدف إلى إنهاء الصراع القائم منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، عدة مرات خلال العامين الماضيين.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمريكي الأسبوع الماضي قوله إن إطلاع نتنياهو وغانتس على تفاصيل يهدف إلى دحض أي اعتقاد بأن ترامب يفضل أحد المرشحين على الآخر.

ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وقطاع غزة.

وكان نتنياهو قد أعلن عن عزمه ضم غور الأردن المحتل إلى إسرائيل. وقال الأردن إن ذلك من شأنه نسف عملية السلام.

لماذا تُطرح "صفقة القرن" في هذا التوقيت؟
وتأتي خطة ترامب، ومهندسها الرئيسي هو صهره جاريد كوشنر، عقب سلسلة طويلة من المساعي لتسوية إحدى أشد المشكلات استعصاء على الحل في العالم.

وكانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد انهارت في عام 2014. وتدعم الأمم المتحدة ومعظم الدول في أنحاء العالم مخططا لحل يقوم على وجود دولتين باعتبار ذلك أساسا لكل خطة سلام منذ عقود.

وكان ترامب يأمل في الكشف عن خطته في العام الماضي غير أنه اضطر إلى التأجيل بعدما أخفق نتنياهو مرتين في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات غير حاسمة.

رأي اميركي معارض

شدد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي ميكس جريجوري، على أن أي خطة للسلام يجب أن تتضمن حل الدولتين الذي الذي عملت عليه الدبلوماسية الأمريكية منذ عهد الرئيس جاك كينيدي.

وقال جريجوري في تصريحات هاتفية لقناة ”الغد” الفضائية إن ترامب يريد حل الدولة الواحدة وهذا لن يتم ولن يحقق الاستقرار.

وقال/ “لدي إيمان قوي بحل الدولتين، إذا أقمنا السلام في الشرق الأوسط فسيكون عبر حل الدولتين هذه هي سياستنا ولن تتغير، كان ذلك مع الرئيس أوباما وبوش وكينيدي.

وتابع جريجوري في تصريحاته من واشنطن خالد خيري:  “وأنا اليوم أؤمن بذلك وهذا يتطلب من الطرفين الجلوس والتفاوض والسعي من أجل تحقيق سلام حقيقي، وإذا كنا نرغب في تحقيقه فعلى الجميع أن يعرف أن حل الدولتين هو السبيل لذلك، ترامب يقول إن حل الدولة الواحدة جائز وأقول له لا. السلام سيكون عبر حل الدولتين”.

واستقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، ليعلن عن نشر خطته للسلام في الشرق الأوسط، بعد ظهر غد الثلاثاء.