احتدام القتال في "الهجوم الاخير" على مدينة سرت

تاريخ النشر: 07 أكتوبر 2011 - 03:17 GMT
مقاتل قرب سرت
مقاتل قرب سرت

 

شهدت مدينة سرت اشتباكات شوارع دموية الجمعة في معارك وصفتها قوات النظام الليبي الجديد بانها "الهجوم الاخير" على مسقط راس القذافي المحاصرة بعد ان صدرت لهم اوامر بالسيطرة على المدينة "اليوم".
وقال عاملون طبيون ان اربعة من المقاتلين قتلوا واصيب العشرات في قتال في الجانب الغربي من المدينة، وقال مراسل فرانس برس ان عربات الاسعاف واصلت التوافد على مستشفى ميداني قريب.
ولم ترد معلومات فورية عن اعداد الضحايا في الجانب الشرقي من المدينة الواقعة على المتوسط.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر طبية في مستشفى ميداني اخر يبعد 50 كلم غرب سرت، ان المستشفى استقبل 18 من المقاتلين المناوئين للقذافي، كانت اصابة معظمهم بشظايا.
وتواصلت معارك الشوارع والقصف الكثيف من ليل الخميس الجمعة عند مركز واغادوغو للمؤتمرات الذي كانت تعقد فيه القمم الافريقية وبات اليوم معقلا لانصار القذافي.
وتصاعدت اعمدة الدخان من عدة مواقع في المدينة وسط اصوات الرشاشات والانفجارات.
وحلقت طائرات حلف الاطلسي في سماء المدينة، الا انه لم ترد اية تقارير عن وقوع غارات جوية.
وقال براك ابو هاجر احد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي لوكالة فرانس برس انه يشارك في القتال منذ وقت مبكر عند مركز واغادوغو للمؤتمرات ونقل احد زملائه الجرحى الى المستشفى الميداني.
واضاف "انهم يطلقون القذائف الصاروخية من كل مكان. وتم اخبارنا ان هذا هو الهجوم الاخير. وانشاء الله سنسيطر على سرت اليوم".
وقال المقاتل فيصل عسكر "دخلنا مركز واغادوغو، الا اننا تراجعنا بسبب القذائف الصاروخية ونيران القناصة. لا يوجد غطاء".
واضاف "لدينا اوامر ان ننهي المهمة اليوم".
وفي مستشفى ميداني على بعد كيلومترات قليلة، قال مراسل فرانس برس ان عربات الاسعاف تصل كل دقيقتين.
وقال ان رجلا يحمل مكبرا للصوت كان يهتف مع اخرين "الله اكبر" كلما تم نقل احد الجرحى داخل المبنى الذي أقيم فيه المستشفى الميداني.
ووصلت شاحنة بيضاء صغيرة وتجمع عدد من الحضور للصلاة.
وداخل الشاحنة سجيت اربع جثث ملفوفة ببطانيات رمادية ومربوطة بحبل ابيض، ووضعت عليها ملصقات تحمل اسماء القتلى.
وقال مراسل اخر لوكالة فرانس برس ان اشتباكين عنيفين اخرين وقعا داخل جامعة سرت وحولها بالقرب من مركز المدينة، وفي الحي الموريتاني.
واندلع القتال على الجبهة الشرقية من سرت صباح الخميس بعد تقدم انصار القذافي تحت جنح الظلام.
وعند منتصف النهار، اوقف مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي هجوم انصار القذافي وكانوا يتقدمون مشيا بين المباني في مواجهة الصواريخ ونيران القناصة.
وليل الخميس الجمعة تقدمت كتيبة علي نوري صباغ نحو كيلومتر مما قربها من معقل انصار القذافي، حسب المراسل.
وتشكل مدينة سرت وبلدة بني وليد الصحراوية التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، اخر معاقل القذافي الكبيرة في مواجهة المجلس الوطني الانتقالي.
ومع احتدام القتال ليل الخميس الجمعة، دعا العقيد الليبي الفار معمر القذافي.
في تسجيل صوتي اذاعته قناة "الراي" التي تبث من سوريا، الليبيين الى تنظيم تظاهرات بالملايين احتجاجا على المجلس الوطني الانتقالي الذي يسيطر على معظم انحاء البلاد.
ودعا القذافي في التسجيل الذي كان بالكاد يسمع الى "تنظيم تظاهرات مليونية" بهدف "اسماع الناس صوتهم الرافض لمجلس عملاء الناتو (..) ورفضا لما يحاولون فرضه من ادوات الدمار".
وقال القذافي الذي لا يعرف مكان وجوده "لا تخافوا من احد انتم الشعب وانتم اصحاب الحق وانتم اهل البلاد ولا يستطيع احد ان يسلبكم هذا الحق ويسلبكم ليبيا ويطلق النار عليكم. انتم تتظاهرون سلميا امام العالم مدافعين، تشجعوا وانتقموا منهم واخرجوا للشوارع".