اخلاء محطة قطارات بمدريد بعد بلاغ كاذب بوجود قنبلة والحكومة لن تستبعد اية فرضية في التفجيرات

تاريخ النشر: 12 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اخليت محطة قطارات في مدريد الجمعة بعد بلاغ كاذب بوجود قنبلة، بينما اعلنت الحكومة انها لن تستبعد اية فرضية خلال التحقيق في تفجيرات الخميس، والتي ارتفعت حصيلتها الى 198 قتيلا ينتمون الى 11 دولة. ياتي ذلك فيما اعتبر زعيم جماعة "المهاجرون" المتطرفة ان تبني القاعدة لهذه التفجيرات "صحيح".  

وأعلن التلفزيون الحكومي في اسبانيا ان احدى ثلاث محطات للسكك الحديدية في العاصمة مدريد كانت تعرضت الخميس لسلسلة هجمات تم اخلاؤها من الركاب اليوم الجمعة بعد بلاغ كاذب بوجود قنبلة. 

واعلنت الحكومة الاسبانية في وقت سابق الجمعة أن عدد قتلى التفجيرات ارتفع إلى 198 بالاضافة إلى 1430 جريحا. 

واكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار عقب اجتماع للحكومة الجمعة انه "لن يتم استبعاد اية فرضية في التحقيقات" حول الجهة التي نفذت التفجيرات. مضيفا ان التحقيق "سيثمر قريبا". 

ورغم أن أزنار جدد القول إن جميع المؤشرات الأولية تدل على أن منظمة إيتا الانفصالية في إقليم الباسك هي المسؤولة عن الاعتداء، فإنه لم يغفل الإشارة إلى احتمال تورط جهة "إرهابية" بعد أن عثر المحققون على شريط مسجل يتضمن آيات قرآنية إضافة إلى سبعة صواعق في شاحنة متوقفة بالمنطقة. 

وكانت صحيفة "القدس العربي" قالت انها تلقت بيانا لم تتاكد صحته منسوبا الى منظمة القاعدة يعلن المسؤولية عن الهجمات التي اعلن ازنار ان ضحاياها من "رعايا 11 دولة"، هي تشيلي وكوبا وبوليفيا وإكوادور وغينيا بيساو وهندوراس وفرنسا والمغرب وبولندا وكولومبيا إضافة إلى إسبانيا. 

ومن جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاثيو الجمعة للاذاعة الفرنسية "اوروبا 1" ان "كل شيء يشير" الى ان الاعتداءات تحمل بصمات منظمة ايتا الانفصالية لاقليم الباسك، بدون ان تستبعد مسؤولية جهات اسلامية.  

وقالت بلاثيو ردا على اسئلة الاذاعة الخاصة هاتفيا من مدريد "كل شىء يشير الى ان هذه المجزرة المروعة تحمل بصمات ايتا". واضافت "لدينا مؤشرات قوية جدا (...) وسوابق قوية جدا". واكدت ان الحكومة الاسبانية "نجحت في التصدي لاعتداءات مختلفة في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات" المقررة الاحد. 

واشارت الى "اعتقال اثنين من عناصر ايتا عشية الميلاد وكان في حوزتهما كيسان مليئان بالمتفجرات من النوع نفسه الذي وجد في احدى المحطات" وفي "الشاحنة التي كانت محملة ب 500 كلغ من المتفجرات قبل عشرة ايام مع خارطة للمنطقة التي وقع فيها الانفجار في مدريد". 

لكن الوزيرة الاسبانية لم تستبعد مع ذلك الاسلاميين المتطرفين مشيرة الى انها "فرضية تدرسها الحكومة". وقالت "عندما نقوم بعملية بحث لا يمكن استبعاد اي فرضية". الا ان بلاثيو استبعدت وجود صلات بين منظمة ايتا وتنظيم القاعدة. وقالت "ليس لدينا اي دليل" على ذلك.  

واوضحت ردا على سؤال ان المنظمة الانفصالية باتت "مجزأة وضعيفة". وقالت ان "الحيوان المحاصر يهاجم ويتسبب بافدح الاضرار".  

زعيم جماعة اسلامية متطرفة: تبني القاعدة صحيح 

واعلن الشيخ عمر بكري زعيم جماعة "المهاجرون" الاسلامية المتطرفة لصحيفة ايطالية الجمعة ان تبني القاعدة اعتداءات مدريد "صحيح"، مشيرا الى ان ايطاليا قد تكون الهدف المقبل. 

وقال في حديث اجرته معه صحيفة "لاريبوبليكا" في لندن حيث يقيم "اعتقد ان الرسالة صحيحة وان الاعتداءات من فعل القاعدة". وتابع "لن افاجأ ان كان الهدف المقبل ايطاليا". 

واوضح ان "طريقة تنفيذ العملية تذكرني باسلوب القاعدة واختيار الهدف لا يفاجئني. لا تنسوا ان (زعيم القاعدة اسامة) بن لادن ذكر اسبانيا بين الاعداء المستهدفين في العراق او في بلدانهم في رسالة له بثت العام الماضي". 

وقال "ان معاناة الناس تؤلمني كثيرا، لكن هذا بسبب حكوماتهم". واضاف "عليكم وعلى سواكم ان تبدلوا الحكومات لتجنب ان تصبحوا اهدافا".  

وعمر بكري من مؤسسي جماعة "المهاجرون" الاسلامية السلفية التي تدعو الى اقامة دول اسلامية في كل انحاء العالم بما في ذلك في بريطانيا. 

وسائل الاعلام الاسرائيلية ترجح فرضية القاعدة 

وعلى صعيدها، رجحت وسائل الاعلام الاسرائيلية فرضية وقوف تنظيم القاعدة وراء اعتداءات مدريد. وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا بعنوان عريض على كامل صفحتها الاولى "جاء دور اوروبا"، واشارت في عنوان فرعي الى رسالة تعلن فيها القاعدة مسؤوليتها. 

وكتبت في افتتاحيتها الرئيسية "اهلا باوروبا في عالم الاعتداءات الكبرى".  

واضافت "كان هناك 11 ايلول/سبتمبر والان لدينا 11 اذار/مارس. كان الاوروبيون يعتقدون حتى الان انهم خارج اتون الارهاب، وقد اصابهم". 

وعنونت صحيفة "معاريف" من جانبها "11 آذار/مارس: القاعدة". وكتبت: "دخلت اسبانيا الى نادي ضحايا الارهاب الشامل الآخذ في الاتساع". واكدت "هآرتس" من جانبها ان "مدريد ليست المحطة الاخيرة للارهاب".  

واضافت انه "يتضح ان اعتداءات مدريد، سواء نفذتها منظمة ايتا الباسكية او منظمة ارهابية اخرى مثل القاعدة، اقتدت بعمليات القاعدة وحماس والجهاد الاسلامي او منظمات من الطراز نفسه تنفذ عمليات ارهابية واسعة ضد مدنيين ابرياء باسم عقيدة ما او لتلبية مطالب سياسية". 

وقال الجنرال في الاحتياط عاموس جلعاد المستشار المقرب من وزير الدفاع شاول موفاز لاذاعة الجيش ان القاعدة "تشكل منظمة حاضنة لمجموعة من المنظمات الارهابية المنتشرة في العالم والتي تقوم بتنفيذ اعتداءات".  

وقرر البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) الوقوف دقيقة صمت الاثنين على ارواح ضحايا اعتداءات مدريد. 

ادانة وتنديد دوليين 

الىهنا، وتواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بتفجيرات مدريد. 

فقد اعربت اندونيسيا عن "صدمتها للاعتداءات الارهابية الفظيعة" في اسبانيا، واعتبرت ان مجزرة مدريد "هي دليل اضافي على المصادر المتنوعة والمتعددة للارهاب بصفته تهديدا كونيا يمكن ان يضرب في اي وقت وفي اي مكان"، وفق ما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية مارتي ماتاليغاوا.  

واعلنت الوزارة في بيان "اننا نشعر بالصدمة وبحزن عميق للهجمات الارهابية الفظيعة"، معتبرة ان اعتداءات مدريد تؤكد "ضرورة التعاون بين جميع الدول من اجل التغلب" على التهديد. 

واعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الذي قتل 88 من مواطنيه في اعتداء بالي ان "علينا جميعا ان ندرك اننا اهداف محتملة".  

وقال هاورد الذي تعتبر بلاده من اشد مؤيدي السياسة الاميركية في العراق الى جانب اسبانيا "انه تذكير (...) تحذير (...) عودة الى الواقع الذي نعيشه في حقبة من الارهاب الدولي والتهديد لا يوفر اي دولة".  

من جهته، اعلن حميد كرزاي رئيس افغانستان الذي كانت بلاده ملاذا لاسامة بن لادن زعيم القاعدة قبل اسقاط نظام طالبان الاصولي المتطرف ان "هذا العمل يمثل العنف على صعيد مخيف وبنتائج فظيعة". وقدم الرئيس الباكستاني برويز مشرف حليف الاميركيين في الحرب على الارهاب "تعازيه الصادقة" لاسبانيا، مؤكدا ان المسؤولين "سيحالون قريبا الى العدالة". 

وعبرت اليابان التي ارسلت اخيرا قوات الى جانب التحالف في العراق، عن "تعازيها" في رسالة وجهها رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي عبر فيها عن "ادانته الحازمة للارهاب".  

وكانت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواغوشي صرحت "لا يمكن الصفح عن اعتداءات ارهابية مروعة الى هذا الحد او تبريرها". 

وفي مانيلا عبرت وزيرة الخارجية الفيليبينية ديليا البرت عن املها في احالة منفذي الاعتداءات الى القضاء. ورأت وزارة خارجية سنغافورة في بيان ان هذه العمليات "تبرز الحاجة الملحة لان تكثف الدول تعاونها في مكافحة الارهاب".  

ودان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو "بحزم" الاعتداءات مقدما تعازيه الى نظيره الاسباني.  

كما دان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "باشد لهجة" اعتداءات مدريد في رسالة الى ملك اسبانيا خوان كارلوس.  

واشار بوتفليقة في الرسالة الى ان "تنسيق" التفجيرات و"ساعة تنفيذها (..) يؤكدان على تصميم اجرامي من قبل اشخاص فقدوا اي شعور بالانسانية". 

ودان الرئيس الجزائري "هذه المظاهر الجديدة لارهاب بشع يضرب في كل مكان من العالم"، معبرا عن "تعازيه الصادقة" للعاهل الاسباني.  

ووجه الرئيس المصري حسني مبارك رسالة تعزية الى ملك اسبانيا عبر فيها عن ادانته "جميع اشكال العنف والارهاب".  

وذكرت الصحف الرسمية الجمعة ان مبارك دان في رسالته "جميع اشكال العنف والارهاب"، معبرا عن "مشاركة مصر حكومة وشعبا، حكومة وشعب اسبانيا في هذا الحادث الاليم". يذكر ان الاعتداءات التي شهدتها مدريد.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن