قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن اليوم الاثنين إن عمليات فرز الأصوات تشير إلى تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول، أكبر المدن التركية، على مرشح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية.
وأضاف غوفن في تصريحات للصحفيين أن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري حصل على 4159650 صوتا مقابل 4131761 صوتا حصل عليها بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية.
وفي وقت سابق بدا أن الرئيس أردوغان يقر بالهزيمة في إسطنبول.
وأعلن سعدي غوفن أنه يجري النظر حاليا في الطعون التي قدمت في ما يزيد عن ثمانين صندوق اقتراع.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن رئيس اللجنة القول :"النتائج التي وصلتني حتى الآن تشير إلى حصول أكرم إمام أوغلو (مرشح الشعب الجمهوري) على 4 ملايين و159 ألفًا و650 صوتًا، وبن علي يلدريم (مرشح العدالة والتنمية الحاكم) على 4 ملايين و131 ألفًا و761 صوتا".
وتمثل المدن الكبرى في تركيا ثقلا جغرافيا وديمغرافيا هائلا، وهو ما يجعلها دوما الهدف الأول في أي سباق سياسي، بحيث يستطيع من يفوز بمفاتيحها أن يبني لنفسه زخما سياسيا كبيرا، بينما تشكل خسارتها نهاية غير سعيدة.
ولقي حزب العدالة والتنمية الحاكم هزيمة موجعة في أكبر 3 مدن تضم أكثر من ربع عدد سكان البلاد البالغ 82 مليون نسمة، وهي العاصمة أنقرة وإزمير، بالإضافة إلى إسطنبول التي لم يحسم أمرها بعد.
وتمثل إسطنبول الرئة الاقتصادية وأكبر مدينة من حيث عدد السكان، بتعداد يصل إلى أكثر من 15 مليون نسمة.
وينظر إلى إسطنبول على أنها مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي، ورمزها الحضاري، وهي الجسر الذي يربط آسيا مع أوروبا.
وفي حين كانت هزيمة العدالة والتنمية مطلقة في أنقرة وإزمير، فإن الحزب الحاكم والمعارضة إلى الآن يعلنان فوزهما ببلدية إسطنبول.
ويقول حزب العدالة والتنمية أنه فاز بفارق 0.07 بالمئة من الأصوات، في حين يقول مرشح المعارضة (تحالف حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير) إنه فاز بفارق نحو 28 ألف صوت.
وكانت حالة من التضارب والارتباك خيمت على المشهد الانتخابي في مدينة إسطنبول، الأمر الذي استدعى تعليقا فوريا من الرئاسة التركية، وبينما لم تُحسم بعد نتائج فوز مرشح الحزب الحاكم أو المعارضة، أعلن كلا الطرفين نصرهما بالبلدية الحيوية.
وتتوسط أنقرة البلاد إقليم الأناضول، وقد جعلها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك عاصمة للبلاد منذ عام 1932، وهي أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد إسطنبول بتعداد بلغ 5 ملايين و400 ألف نسمة وفق إحصاء عام 2017.
وتتميز المدينة بخليط ديمغرافي متنوع، فهي وجهة أساسية للباحثين عن العمل من المدن التركية الأخرى خاصة في الدوائر الحكومية.
وإضافة إلى الوزارات والسفارات، تضم أنقرة القصر الرئاسي "شان قايا" الذي كان مقر 11 رئيسا منذ عهد أتاتورك، بالإضافة إلى القصر الأبيض الذي بناه أردوغان عام 2014 ، ليصبح بمثابة رمز النظام الرئاسي الجديد.
تعد إزمير التي لقي فيها الحزب الحاكم هزيمة كبيرة لصالح حزب الشعب الجمهوري، المدينة الثالثة الأكثر اكتظاظا بالسكان في تركيا بعد إسطنبول وأنقرة، وهي ميناء التصدير الرئيسي والمدينة الصناعية الثانية بعد إسطنبول.
وتعد إزمير معقل حزب الشعب الجمهوري، والمدينة المتمردة دائما على حزب العدالة والتنمية، علما أن عدد سكانها يبلغ عدد سكانها يبلغ نحو مليوني و800 ألف نسمة.
وتمتلك المدينة العديد من مناطق الجذب السياحي والترفيهي، إضافة إلى الشواطئ والمراكز الثقافية المختلفة.
في احتفاء سريع بالنصر، اعلن رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية إن مرشحي حزبه فازوا في الانتخابات البلدية بالمدن الثلاث الرئيسية اليوم الاحد وفقا لبيانات الحزب.
وفي تصريحات للصحفيين، قال كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري إن مرشحي الحزب فازوا في أنقرة واسطنبول وإزمير ومدن أخرى متقدمين على منافسين من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان.
ومع ان النتائج النهائية لم تعلن بعد الا ان السجال بصدد نتائجها مايزال في تصاعد، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، اليوم الأحد، فوز حزبه الإسلامي المحافظ ، العدالة والتنمية، في الانتخابات البلدية، إلا أنه في طريقه لخسارة الجائزة الكبرى في ذلك السباق، وهي أنقرة.
ولم تشهد تركيا انتخابات "حامية" كهذه منذ سنوات عديدة، على الرغم من أن الظروف الميدانية للحملة الانتخابية كانت إلى حد كبير لمصلحة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي حظي بتغطية إعلامية "ساحقة"