طلبت سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل تعاون القضاء الفرنسي في التحقيق في اسباب وفاته بعد ان اعلن معهد الفيزياء الاشعاعية السويسري انه يعتزم بدء فحص رفاته.
وقال محاميا سهى عرفات بيار اوليفييه سور وجيسيكا فينال في بيان "بوصفنا المحاميين الفرنسيين للسيدة سهى عرفات وابنتها زهوة، نرحب بموقف السلطة الفلسطينية التي وافقت على نبش الرفات".
واضاف المحاميان "مع ذلك، نرى ان التحقيق ينبغي ان يتم بالتعاون مع القضاء الفرنسي الذي ينبغي ان يعين قاضيا للتحقيق لاتمام اجراءات التحقيق المطلوبة".
واوصى المحاميان بانتظار تعيين قاضي التحقيق متوقعين ان يتم ذلك في غضون اسابيع او حتى ايام.
وكتب المحاميان ان "جلاء الحقيقة سيكون نتيجة التعاون التام بين السلطة الفلسطينية واجهزة القضاء والتحقيق الفرنسية".
ويفترض ان يبحث المركز السويسري في رفات عرفات عن آثار لمادة البولونيوم الاشعاعية السامة.
ولم تنشر اي معلومات طبية واضحة حول اسباب وفاة الزعيم الفلسطيني في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس، بعد فترة قصيرة من تدهور وضعه الصحي.
وعاد الجدل في الثالث من تموز/يوليو بعدما بثت قناة الجزيرة فيلما وثائقيا يشير الى ان المعهد الواقع في لوزان والذي حلل عينات بيولوجية من الاغراض الشخصية لعرفات سلمها المستشفى الفرنسي الى ارملته تحمل "كميات غير عادية من البولونيوم".
والبولونيوم مادة مشعة شديدة السمية كانت العنصر الذي استخدم في 2006 في لندن لتسميم الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو الذي تحول الى معارض للرئيس فلاديمير بوتين.
ورفعت سهى عرفات في نهاية تموز/يوليو في فرنسا دعوى ضد مجهول بشأن اغتيال عرفات.
واكد معهد الفيزياء الاشعاعي في المركز الطبي الجامعي في لوزان الجمعة انه يعتزم بدء فحوصات مخبرية على رفات الزعيم الفلسطيني الراحل بعدما نال موافقة ارملته كما اعلن متحدث باسم المركز.
وقد تلقى المعهد في مطلع اب/اغسطس رسالة من السلطة الفلسطينية تطلب فيها اجراء هذه الفحوصات وتوجه بطلب الى ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل للحصول على موافقتها.
واعلن مارك بونان محامي سهى عرفات في جنيف الخميس للاذاعة والتلفزيون السويسريين ان ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل "ارادت هذا التحقيق وهي التي تدفع في اتجاه القيام به. النتيجة هي اننا سنتوجه الى رام الله. يجب ان نتمكن من الوصول الى هناك الشهر المقبل".
وقال دارسي كريستن الناطق باسم المركز لوكالة فرانس برس ان المعهد ينتظر حاليا ردا خطيا ورسميا من المحامي، موضحا ان خبراء المعهد مستعدون للتوجه الى الضفة الغربية.
وقال "انها مسالة ايام" موضحا ان الخبراء سيقومون في بادىء الامر "بمهمة استطلاع" للقاء ممثلي السلطة الفلسطينية والاطلاع على وضع الضريح واحصاء التجهيزات التكنولوجية والعلمية الموجودة في المكان.
لكن السلطة الفلسطينية نفت ان تكون ابلغت رسميا من المختبر السويسري بوصول الخبراء الى رام الله خلال ايام لفحص جثة عرفات"، كما قال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي لفرانس برس.
واضاف "لم نبلغ باي شيء من قبل المختبر السويسري"
وقال مصدر مقرب من عائلة عرفات لوكالة فرانس برس "لا نتوقع ان يصل الخبراء خلال الايام القادمة لاننا اعطينا موافقة مبدئية شفهية على فحص جثمان الرئيس الراحل عرفات".
واضاف "لكن بسبب بعض الاجراءات المطلوبة لم نبعث برسالة رسمية للمختبر السويسري حتى الان عن موافقتنا لفحص الجثمان وبالتالي الحديث عن قرب وصولهم غير دقيق".
وهدف الفحوصات التي يفترض ان تتم في مهمة ثانية، اذا تقرر ذلك، سيكون اخذ عينات من الرفات من اجل البحث عن احتمال وجود اثار مادة البولونيوم المشعة السامة جدا.
واضاف كريستن ان "الوقت يضيق، يمكننا القول انها مسالة اسابيع وليس اشهرا لان امكان الكشف عن اثار البولونيوم يتراجع بمعدل النصف كل 138 يوما".