كشف اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي أمس لبحث الوضع في إيران، عن عزلة واشنطن المتزايدة إزاء الملف الإيراني، في حين دخلت فرنسا بقوة بجانب روسيا ودول أخرى على خط التصدي للمنطق الأمريكي.
وإن لم تخل كلمة فرانسوا ديلاتر، السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، من التعبير عن القلق إزاء العنف الذي أعقب الاحتجاجات، وعدد الضحايا والاعتقالات في صفوف المتظاهرين، ومناشدة السلطات الإيرانية ضمان الحقوق والحريات الأساسية في البلاد، إلا أن بقية الرسالة الفرنسية كانت مناقضة تماما لمطامح واشنطن.
وتناغمت هذه المواقف إلى حد بعيد مع ما قاله مندوب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي اعتبر أن هدف واشنطن من الاجتماع ليس حماية حقوق الشعب الإيراني بل تقويض الاتفاق النووي.
ودعا نيبينزيا، إلى ترك إيران في التعامل مع مشاكلها الداخلية، مؤكدا أن بحثها إهدار لطاقة المجلس، الذي يجب أن يلتفت إلى نقاش حول عملية السلام في الشرق الأوسط، بدلا من الانخراط في زعزعة الاستقرار في إيران أو أي بلد آخر.
في الغضون اعتبر محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، أن اجتماع مجلس الأمن الدولي بطلب من واشنطن حول الاحتجاجات في إيران، كان خطأ أحمقا آخر، لإدارة الرئيس الأمريكي في مجال السياسة الخارجية.
وكتب ظريف في حسابه على تويتر، إن "مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه.. خطأ أحمق آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية". من جهته قال غلام علي خوشرو سفير إيران لدى الأمم المتحدة خلال الاجتماع الجمعة، إن "الولايات تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات".
وأضاف أن لدى حكومته "أدلة دامغة" على أن الاحتجاجات التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة "موجهة بشكل واضح من الخارج" وتابع قائلا، "للأسف فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأمريكية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه".