أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، رفض المخططات الاستيطانية الاسرائيلية التي وصفها بـ”العدوانية”، خاصة في مدينتي القدس والخليل.
وقال اشتية في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية الأسبوعية، إن حكومته ستفعل كل ما يمكن لوقف هذه المخططات، لافتا إلى أن المشاريع المعلنة تشكل “حلقة جديدة في غزو قلب المدن والمخيمات الفلسطينية”.
وأشار إلى مخططات الاحتلال لإقامة مشروع استيطاني في القدس قرب قلنديا، وفي قلب مدينة الخليل، في ظل استمرار عنف المستوطنين.
وقال: “مطلوب من العالم الرد العملي والفعلي على هذه الإجراءات”.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت، صادق الأحد، على مخطط لبناء مستوطنة يهودية جديدة، بمجمع سوق الجملة في قلب مدينة الخليل.
وأشار اشتية إلى أن الحكومة تنظر بـ”بالغ القلق”، وتتابع على كل المستويات الأنباء الآتية من قطاع غزة حول مشاريع ومخططات تصب في تنفيذ “صفقة القرن”.
وقال: “هذه المشاريع تتطابق تماما مع المخططات التي أعلنها جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي خلال ورشة المنامة”، وتابع: “إضافة للمستشفى الأمريكي المعلن تنفيذه على حدود غزة يأتي الحديث عن مدن صناعية وموانئ وجزر عائمة لتجسد بالضبط المخطط الأمريكي الرافض للتعامل مع المطالب السياسية والحقوق الوطنية لشعبنا”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن “ما يجري هنا هو أحد مخرجات ورشة البحرين وترتيبات إسرائيلية متفقة مع المخطط الأمريكي”.
وأشار اشتية كذلك إلى أن “استمرار إسرائيل في عزل قطاع غزة بالحصار والإغراءات الاقتصادية وغيرها كالمستشفى الميداني الأمريكي، ما هو إلا إجهاز على المشروع الوطني وتمرير لمشروع الحل الأمريكي”.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن الانتخابات الفلسطينية “هي المدخل الأساسي والديمقراطي لإنهاء الانقسام”.
وقدم خلال كلمته التهنئة للمسيحيين في فلسطين والعالم بمناسبة بداية احتفالات الاعياد المجيدة، وقال: “لا يكتمل النور إلا عندما نحتفل بالقدس المحررة وأن يرى أسرانا نور الحرية”.
مسيرات العودة
من جهة أخرى وبعد التأجيل على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة تنظيم فعاليات جديدة على حدود غزة، كما السابق، يوم الجمعة القادمة، بعنوان “المسيرة مستمرة”.
وجددت الهيئة، في بيان لها عقب اجتماعها الدوري الذي ناقشت فيه العديد من القضايا الهامة، تأكيدها على استمرار مسيرات العودة بـ”طابعها الشعبي وأدواتها السلمية، باعتبارها محطة كفاحية من محطات النضال الفلسطيني المتواصل حتى تحقيق الانتصار برحيل الاحتلال”.
ودعت الهيئة المواطنين لـ”المشاركة الواسعة” في الجمعة القادمة، كما دعت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والأجنبية لتغطية الفعاليات.
كما طالبت المشاركين في المسيرات إلى “تفويت الفرصة على العدو”، محذرة الاحتلال من أية محاولات لاستهداف المسيرة.
وكانت الهيئة أعلنت عن تأجيل الفعاليات أيام الجمع الثلاثة الماضية، وبررت قرارها بأنه جاء لـ”تفويت الفرصة على المجرم بنيامين نتنياهو من ارتكاب أي حماقة ضد متظاهري مسيرة العودة”.
وأوضحت في بيان لها أن القرار اتخذ “من منطلق مسئولية عالية وشجاعة”، لافتا إلى أنه “غير مرتبط بأية تفاهمات هنا أو هناك”، وأكدت في الوقت ذاته أن مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة بطابعها الشعبي السلمي، وأن “كل القرارات المسئولة التي تتخذها في ظل تلك اللحظة الخطيرة وارتباطاً بتربص العدوان بشعبنا، هي قرارات نابعة من أهمية إفشال أهداف ومحاولات الاحتلال الخبيثة للاستفراد بشعبنا في سياق التوظيف السياسي”.
يشار إلى أنه سبق قرار التأجيل الأول بأيام قليلة اندلاع موجة تصعيد عسكري، بعد اغتيال إسرائيل، يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قيادياً كبيراً في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
والجمعة الماضية نزل عدد من الشبان إلى منطقة الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع، وتعرضوا لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال، أسفرت عن استشهاد فتى، وإصابة آخرين.
يشار إلى أن فعاليات “مسيرات العودة” انطلقت يوم 30 مارس/آذار 2018، ضمن جهود سكان غزة لكسر الحصار المفروض عليهم، من خلال إقامة مخيمات قرب الحدود الإسرائيلية، ولجأت قوات الاحتلال منذ انطلاق الفعاليات إلى استخدام “القوة المفرطة والمميتة”، رغم الانتقادات الدولية.
وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن “المعركة مع الاحتلال لم تنته رغم انتهاء الجولة الأخيرة من القتال، وأن الحساب مفتوح طالما بقي دم الشهداء ينزف، و طالما بقيت فلسطين محتلة”.
وجاءت تصريحاته خلال حفل تأبين نظمته حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري، سرايا القدس، للشهيد رائد رفيق السرساوي، أحد نشطاء السرايا، الذي استشهد الجمعة الماضية متأثراً بجراح أصيب بها خلال التصعيد الأخير على غزة.