وصل ظهر الجمعة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الى قطاع غزة في زيارة تاريخية، بعد نحو اسبوعين من انتهاء الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة.
ورافق مشعل في زيارته القطاع نائبه الدكتور موسي أبو مرزوق، وعدد من اعضاء المكتب السياسي للحركة، حيث كان في استقبالهم بمعبر رفح البري رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، والعديد من قادة حماس بينهم "محمود الزهار" و "خليل الحية"، وقيادات العمل النسائي في حماس.
وبكى مشعل اكثر من مرة عقب وصوله ارض غزة، وسجد على أرضها قبل ان يتقدم نحو الوفود التي انتظرته عند المعبر، وبدا متأثر جدا منذ لحظة اجتيازه معبر رفح.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أنه حاول مراراً وتكراراً زيارة قطاع غزة قبل أن يصلها اليوم الجمعة لأول مرة في حياته، معتبراً زيارته لغزة "شهادة ميلاد جديدة له".
في الاثناء أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رسمياً الجمعة، أن القاهرة أبلغتها رفض إسرائيل دخول أمينها العام رمضان شلح ونائبه إلى غزة.
وقال ناطق رسمي باسم حركة الجهاد، في تصريح تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه "أبلغتنا الشقيقة مصر بالموقف الإسرائيلي الرافض لدخول الأخ الأمين العام الدكتور رمضان شلح ونائبه الأخ زياد النخالة، إلى قطاع غزة، وذلك للمشاركة في مهرجان انطلاقة حركة حماس، حيث كان مقرراً أن يلقي الأخ الأمين العام كلمة في هذا المهرجان".
وذكر الناطق أن القاهرة أبلغتهم تهديد إسرائيل بإلغاء اتفاق التهدئة إذا دخل الأمين العام ونائبه القطاع، "بما يعني نيتها استهدافهم"، لافتاً إلى أن مصر تعاملت مع هذه التهديدات بجدية كبيرة، "لذا لم تبد استعداداً بتسهيل وتنسيق سفر الأخ الأمين العام ونائبه إلى غزة".
وأدانت حركة الجهاد القرار الإسرائيلي مؤكدة أنه "لا يلغي حقنا في الدخول أو العودة إلى أرض الوطن".
وأشاد مشعل في مؤتمر صحفي عقده في معبر رفح بحضور الوفد القيادي الكبير الذي رافقه اضافة لرئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية وعدد من قيادات حماس والفصائل الأخرى، بتضحيات الشعب الفلسطيني الكبيرة.
وقال "ايها الاهل والأحبة في غزة الصمود والإباء والرجال العظماء والأمهات والأخوات .. ان غزة بأرضها المخضبة بدماء الشهداء وبشعبها الصامد الذي صنع ملحمة .. ان غزة بملاحمها المتلاحقة التي استعصت على كل البطش الصهيوني .. ان غزة بقيادتها برجالها برئيس وزرائها ابو العبد وإخوانه في الحكومة، وبقيادة حماس والفصائل التي التحمت طوال السنوات الماضية خاصة في الحرب الاخيرة .. ان غزة بشهدائها وبناتها ابلغ من كل كلام .. والله العظيم لن اوفي غزة حقها ولا بعض حقها فأي كلام يقف امام الشهداء وأمام البطولة والدماء والأرواح الزكية والأمهات اللواتي قدمن فلذات الاكباد والشهداء تلو الشهداء أي كلام يقف امام عظمة غزة".
وتابع "الحمد الله الذي اكرمنا بعد نصر مجيد .. احببت زيارة غزة في العام الماضي بعد المصالحة في مايو 2011 ولكن الله قدر هذه اللحظة وأردت زيارتها قبل الحرب وجهزنا الترتيبات ولكن لم يرد الله ذلك".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته لغزة بأنها "شهادة ميلاد جديدة له" قائلاً "اقول والله هذه ولادتي الثالثة اما الاولى عام 56 وهي الولادة الطبيعية، والثانية حين من الله عليَّ عام 97 بالحياة بعد محاولة نتنياهو اغتيالي لكن قدر الله اقوى .. ولكن اليوم، السابع من ديسمبر 2012 هذه اعتبرها ولادتي الثالثة .. وأسأل الله ان تكون ولادتنا الرابعة يوم تحرير فلسطين".
وأضاف "مدينون لكم يا شعب غزة وأهلها وفصائل المقاومة وللأبطال والشهداء .. لولا انتم ما زرنا غزة بقدر الله .. أول الغيث قطرٍ ومن ثم ينهمر .. اليوم غزة وغداً رام الله والقدس".
من جهته، رحب رئيس وزراء الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ونائبه د. موسي أبو مرزوق، والوفد المرافق لهما، قائلاً "باسم اهلنا وشعبنا الفلسطيني في كل مكان باسم الشهداء الابرار والمقاتلين من ابناء هذا الشعب والكبير والصغير نرحب بالقائد الكبير والزعيم من زعماء هذه الامة الاخ ابو الوليد".