استقبال حماسي لاردوغان في مصر

تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2011 - 06:51 GMT
استقبال حماسي لاردوغان في مصر
استقبال حماسي لاردوغان في مصر

لقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان استقبالا حماسيا عقب وصوله إلى مصر في بداية جولة في شمال افريقيا ستؤكد دور تركيا كصديق ومساعد للحركات الشعبية التي أطاحت بثلاثة من أقدم الزعماء العرب.

وسيلقي أردوغان -الذي وصل إلى القاهرة مساء الاثنين- كلمة في جامعة الدول العربية التي تضم 22 عضوا كما سيجري محادثات مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية.

وكان في استقبال أردوغان لدى وصوله الي مطار القاهرة رئيس الوزراء المصري عصام شرف. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان حشدا كبيرا من المصريين اصطفوا امام صالة كبار الزوار بالمطار مرددين هتافات الترحيب والتأييد لمواقف أردوغان المؤيدة للقضية الفلسطينية ولتطلعات الشعوب العربية الي الحكم الديمقراطي.

 

واثناء زيارته لمقر الجامعة العربية بالقاهرة في وقت لاحق يوم الثلاثاء ستتاح لاردوغان فرصة التحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن مسعى الفلسطينيين للحصول على اعتراف من الامم المتحدة بدولة فلسطينية وهو المسعى الذي تعارضه بشدة إسرائيل والولايات المتحدة

وبعد القاهرة يتوجه اردوغان الى تونس بعد اشهر من الاطاحة بزين العابدين بن علي، ومنها الى ليبيا حيث تدور معارك للسيطرة على اخر الجيوب التي مازالت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي المتواري منذ سقوط العاصمة طرابلس في ايدي الثوار.

ويهدف اردوغان من هذه الجولة الى اقامة علاقات وثيقة مع السلطات الجديدة في "دول الربيع العربي" في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين انقرة واسرائيل الى ادنى مستوياتها.

فقد طردت تركيا مؤخرا السفير الاسرائيلي احتجاجا على عدم اعتذار اسرائيل عن الهجوم الدامي على السفينة التركية مافي مرمرة اثناء توجهها الى قطاع غزة ضمن اسطول انساني لكسر الحصار عن القطاع في ايار/مايو 2010. وقتل في هذا الهجوم تسعة ناشطين اتراك.

كما يسود التوتر العلاقات بين اسرائيل ومصر اثر هجوم متظاهرين يوم الجمعة الماضي على مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة احتجاجا على مقتل ستة من افراد قوات الامن المصرية في سيناء خلال مطاردة الجيش الاسرائيلي لعناصر نفذت هجمات في ايلات بجنوب اسرائيل.

وقد ارغم هذا الهجوم السفير الاسرائيلي وباقي العاملين في السفارة على مغادرة القاهرة والعودة الى اسرائيل. وقد اثارت هذه التوترات اضافة الى الحملة الفلسطينية الرامية الى اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية المخاوف في اسرائيل التي تزداد عزلة. وجدد اردوغان هجومه على اسرائيل في حديث لصحيفة الشروق المصرية المستقلة وقال ان "إسرائيل تحولت بمضي الوقت إلى طفل مدلل أفسده المحيطون به (..) إسرائيل لم تكتف بممارسة إرهاب الدولة بحق الفلسطينيين وإنما أصبحت تتصرف برعونة تفتقد المسؤولية، وتستغرب أن يحاول أحد أن يدعوها إلى احترام القوانين السارية". واضاف ان "إسرائيل لا تعترف بأخطائها ولا بأن العالم من حولها قد تغير، لا تريد أن تفهم أن في تركيا نظاما ديموقراطيا حريصا على أن يعبر عن ضمير الشعب وأشد حرصا على أن يدافع عن كرامته". وتابع رئيس الوزراء التركي ان "إسرائيل لم تستوعب جيدا حقيقة التغيرات التي حدثت في العالم العربي، بل أن إسرائيل باتت رافضة حتى للانصات لبعض الأصوات العاقلة في الغرب التي أدركت حقيقة متغيرات المنطقة ودعتها إلى الاعتذار لتركيا عما فعلته بحق أبنائها الذين قتلتهم"، في إشارة إلى الاتراك التسعة الذين قتلوا في الهجوم على السفينة مافي مرمرة. وقد اكتسب اردوغان بمواقفه المنتقدة لاسرائيل ودفاعه عن القضية الفلسطينية شعبية كبيرة في الشارع العربي.

ويلقي اردوغان كلمة الثلاثاء خلال اجتماع وزاري للجامعة العربية يجري بعده محادثات مع المسؤولين المصريين. وذكرت صحيفة الاهرام ان اردوغان سيوقع "اعلان تعاون استراتيجيا" خلال زيارته الاولى هذه للقاهرة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي. من جانبه شارك عباس مساء الاثنين في اجتماع خاص للجنة المتابعة العربية بشان القضية الفلسطينية قبل ايام قليلة من توجهه الى نيويورك لمطالبة الامم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبانضمامها الى المنظمة الدولية.

ولم تعلن القيادة الفلسطينية بعد ما اذا كانت ستتقدم بهذا الطلب الى مجلس الامن او الى الجمعية العامة للامم المتحدة. وقد اعلنت الولايات المتحدة بالفعل انها ستستخدم حق الفيتو ضد هذا الطلب في مجلس الامن داعية في المقابل الى استئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ عام. من جانبهم يسعى الاوروبيون، الذين يحاولون التحدث بصوت واحد، الى اقناع عباس بالعدول عن التوجه الى مجلس الامن لتجنب "مواجهة" مع واشنطن بحسب مصادر دبلوماسية اوروبية. في المقابل يمكن ان يعرض الاتحاد الاوروبي على الفلسطينيين دعمهم بالاجماع في الجمعية العامة للحصول على وضع دولة غير عضو. وقالت اشتون اثر لقائها الاثنين وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو "ليس هناك قرار على الطاولة حتى الان، ما يعني ان ليس هناك موقف". واضافت "ما هو واضح جدا بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي ان المفاوضات تشكل سبيلا للتقدم" نحو "تسوية عادلة" للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وشاركت اشتون لبرهة قصيرة في اجتماع لجنة المتابعة العربية لاطلاع الوزراء على موقف الاتحاد الاوروبي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالت وهي تغادر الاجتماع ان الاتحاد الاوروبي يؤيد اقامة دولة فلسطينية من خلال التفاوض، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط. والاربعاء يتوجه اردوغان الى تونس ومنها الخميس الى ليبيا ليكون اول رئيس حكومة دولة اجنبية يزور طرابلس بعد سقوطها في ايدي الثوار نهاية اب/اغسطس. وقال اردوغان في اسطنبول قبيل مغادرته تركيا الى مصر ان زيارته الى غزة غير واردة خلال جولته الحالية. وتدارك "لكنني اود القول انني اتطلع بفارغ الصبر الى زيارة غزة"، آملا ان يقوم بهذا الامر "في اقرب وقت".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن