اقتحم جنود سوريون مدينة في شرق دمشق يوم الاحد وقصف المتمردون قافلة عسكرية في شمال البلاد فيما حث الوسيط الدولي للأمم المتحدة كوفي عنان الجانبين على العمل مع فريق مراقبي وقف اطلاق النار الموسع التابع للامم المتحدة.
وتم نشر عدد محدود من المراقبين العسكريين غير المسلحين بالفعل في الاسبوع الماضي في إطار فريق طليعي والاشراف على هدنة لمدة عشرة أيام أدت للحد من أعمال العنف لكنها لم توقف إراقة الدماء نهائيا.
ووافق مجلس الامن الدولي يوم السبت على نشر 300 مراقب عسكري أعزل في سوريا في إطار خطة عنان لوقف أعمال القتل واطلاق الحوار السياسي بين الرئيس بشار الاسد ومعارضين يسعون لاسقاطه.
وقال عنان ان قرار مجلس الامن يمثل "لحظة حاسمة لاستقرار البلاد" بعد أكثر من عام من الاضطرابات التي أدت الى مقتل أكثر من تسعة الاف شخص.
ودعا الامين العام السابق للامم المتحدة كلا من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لالقاء السلاح والعمل مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لاطلاق النار.
وقال عنان "يجب ان تكف الحكومة عن استخدام الاسلحة الثقيلة بشكل خاص وان تسحب كما تعهدت مثل هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية"
ويقول معارضو الرئيس الاسد ان قواته واصلت قصف معاقل المعارضة في انتهاك للهدنة في حين تقول السلطات ان "مجموعات ارهابية مسلحة" واصلت حملة التفجيرات ضد اهداف حكومية.
وقال نشطاء ان جنودا سوريين مدعومين بالدبابات قتلوا ستة أشخاص على الاقل يوم الاحد. واضافوا ان الجنود تدعمهم الدبابات اقتحموا بلدة دوما شرق دمشق في حين فتحت قوات الامن النار يوم الاحد في ادلب في شمال البلاد.
وأظهرت لقطات فيديو على الانترنت قال ناشطون انها في دوما الدخان يتصاعد من المباني الرمادية واصوات اطلاق نار كثيف في الخلفية. واظهر مقطع الجنود وهم يرتدون خوذات وسترات واقية من الرصاص بالقرب من دبابة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ما لا يقل عن أربعة جنود قتلوا اثر تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في مدينة دوما.
ولم تشر وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الى القتال في دوما لكنها قالت ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة -حلب تقل عددا من الضباط وصف الضباط من احدى الوحدات العسكرية ما أدى الى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42 آخرين من الضباط وصف الضباط"
كما قالت الوكالة السورية ان "مجموعة ارهابية مسلحة" اخرى استهدف بعبوة ناسفة قطار لشحن القمح المستخدم لصنع الخبز في ادلب.
وتجول مراقبو الامم المتحدة في وسط مدينة حمص يوم السبت حيث ساد الهدوء معقل المتمردين الذي كان قد عانى على مدى اسابيع من القصف المدفعي للجيش. وقال متحدث باسم الامم المتحدة ان اثنين من المراقبين بقيا طوال الليل في المدينة.
وقال نشطاء في مدينة حماة الى الشمال من مدينة حمص انهم يتوقعون زيارة المراقبين لمدينتهم يوم الاحد.
وقال ناشط محلي في حماة يدعى مصعب ان حماة -حيث كان والد الاسد سحق انتفاضة اسلامية مسلحة منذ 30 عاما اسفرت عن مقتل عدة الاف من الناس- تعتبر الاكثر هدوءا منذ سريان وقف اطلاق النار.
وأضاف "اننا لم نعد نر الدبابات لقد اخفوها داخل المباني الحكومية. لكن القوات لا تزال موجودة. الهدنة لها تأثير ولكن ليس الى الحد الذي يمكننا فيها التظاهر بحرية"
ووصف وزراء غربيين وعرب اجتمعوا في باريس الاسبوع الماضي بعثة المراقبة بانها "الفرصة الاخيرة" للسلام في سوريا. وقالت الولايات المتحدة انه اذا لم تسمح دمشق بعملية رصد كافية فان مجلس الامن يجب ان يعمل من اجل فرض عقوبات على سوريا.
وتبنى مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع قرارا صاغته روسيا ودول أوروبية يوم السبت يسمح بنشر ما يصل الى 300 مراقب عسكري أعزل بشكل مبدئي في سوريا لمدة ثلاثة أشهر.
وقال عنان ان "عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي الى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري."
ومضى يقول "أدعو الحكومة والمعارضة وكل أبناء سوريا الى الاستعداد للانخراط في مثل هذه العملية باعتبار أن لها أولوية قصوى."