اسرائيل استخدمت تقنية الرمح الضخم ولم تبلغ اميركا بالغارة على سوريا

تاريخ النشر: 06 مايو 2013 - 06:32 GMT
اسرائيل استخدمت تقنية الرمح الضخم
اسرائيل استخدمت تقنية الرمح الضخم

كشفت صحيفة "هأارتس" الإسرائيلية، فى عددها الصادر الأحد، النقاب عن التقنية التى مكنت سلاح الطيران الإسرائيلى من الهجوم على أهداف سورية دون اختراق مجالها الجوى، وبدقة مذهلة.

وأضافت الصحيفة فى تقريرها الذى أعده المحرر العسكرى، "أمير بحبوط"، أن سلاح الجو اعتمد خلال الهجومين الأخيرين على سوريا على منظومة " Stand Off "، وهو ما يعنى إطلاق الصواريخ من مسافة بعيدة وآمنة دون أن تدخل الطائرات المغيرة ضمن مجال إصابة أنظمة الدفاع الجوى "للعدو".

وأشار المحرر العسكرى، إلى أن تل أبيب تمتلك صواريخ جو- أرض موجهة ومزودة بكاميرات خاصة أو مجسات إلكترونية مثبتة على مقدمتها، مثل صواريخ " فوفاى"، والتى تطلق عليها إسرائيل اسم "الرمح الضخم"، وهو من إنتاج شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ويبلغ مداها 100 كلم، وملائمة للانطلاق من مختلف الطائرات الحربية التى تمتلكها إسرائيل وعلى رأسها طائرات إف 15.

كما يمكن للطائرة الإسرائيلية المسماة "الرعد" وهى كناية عن الطائرة الأمريكية F-151 طراز "800 × 534" التى وصلت إسرائيل قبل 15 عاما، وتعتبر أكثر الطائرات ملائمة وأهلية لشن غارات على ارتفاعات منخفضة، ويطلق عليها الجيش الإسرائيلى لقب "الطائرة الاستراتيجية"، ويمكنها حمل صواريخ "الرمح الضخم" التى تتمتع بقدرات كبيرة ودقة إصابة عالية، ويمكن إطلاقها فى ساعات الليل أو النهار، وفى ظل أحوال جوية سيئة جدا.

وهناك وسيلة هجومية أخرى من إنتاج شركة "رفائيل" يمكن لسلاح الجو الإسرائيلى استخدامها لشن اعتداءات من قبيل التى شنها على الأراضى السورية، وهى منظومة "سايبس" والقادرة على تحويل القنابل "الغبية" غير الموجهة إلى قنابل ذكية بعيدة المدى، بما يشبه عمل المنظومة الأمريكية "JDAM".

وتسمح منظومة "سيابس" بشن هجوم جوى عن بعد دون اختراق المجال الجوى للدولة المستهدفة، وذلك بإطلاق القنبلة من مسافة 60 كلم لتحلق بعدها القنبلة مستعينة بأجنحة خاصة، إضافة إلى ذنب وموجهة من قبل منظومة "سايبس".

ويدمج نظام "سايبس" بين عدة طرق توجيه خشية تعرضه للتشويش، وحتى يتمكن من إصابة الهدف بدقة عالية، حيث تمتلك منظومة "سايبس" نظام توجيه يدمج بين نظام التوجيه "GPS" ومنظومة توجيه داخلى خاصة بالمنظومة الأصلية، فيما تنقل كاميرا خاصة صورا حقيقة وفورية للموقع المستهدف، والذى تم إدخال إحداثياته مسبقا فى ذاكرة حاسوب القنبلة ويمكن لنظام "سايبس 1000" و"سايبس 2000" التغلب على أية أنظمة للتشويش الإلكترونى قد تكون داخل أو قرب الهدف، كما يمكنه العمل فى مناطق تحتوى على أجهزة تعترض نظام "GPS" أو أية منظومة اتصالات أخرى.

وقال المحرر العسكرى، إنه علم من مصادره داخل الجيش الإسرائيلى، أن الطائرة التى استخدمت بالفعل هى طائرة من نوع "سوبر هركلوس" الأمريكية، ويطلق عليها الطيارون الإسرائيليون اسما كوديا هو "شمشون"، تستخدم لعمليات التشويش على الرادارات الخاصة بالعدو، موضحا أنها استخدمت قبل ضرب الأهداف السورية، وقد تم التشويش على الرادارات السورية حيث لم تتمكن قوات الدفاع الجوى السورية من صد الهجمات الصاروخية الإسرائيلية.

وأكد أن الطائرة كذلك تستخدم فى نقل الجنود والمعدات، واستخدم الجيش الأمريكى هذه الطائرة خلال الحرب على العراق 2003، وعرض المحرر العسكرى تفاصيل خاصة بالطائرة حيث تحتوى على أربع مروحيات بسرعة 4.700 حصان، ويبلغ طولها 35 متر، وعرضها 11.9 متر، وسرعتها هى 656 كيلو متر فى الساعة، مدى الطيران 3.130 كيلو متر، يبلغ حمولة وزنها 20 طنا

الاتصال باميركا بعد الغارة

قال مسؤول مخابرات امريكي يوم الاحد انه لم يتم اعطاء الولايات المتحدة اي تحذير قبل الهجمات الجوية التي وقعت في سوريا ضد ما يصفه مسؤولون غربيون واسرائيليون باسلحة كانت في طريقها الى مقاتلي حزب الله.

وقال المسؤول دون تأكيد ان اسرائيل هي التي شنت هذه الهجمات انه تم ابلاغ الولايات المتحدة اساسا بهذه الغارات الجوية "بعد حدوثها" وتم اخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر فيه.

ويوم الاحد قصفت طائرات اسرائيلية سوريا للمرة الثانية خلال 48 ساعة. ولا تؤكد اسرائيل مثل هذه المهام صراحة وهي سياسة تقول انها تهدف الى تفادي اثارة اعمال انتقامية. ولكن مسؤولا اسرائيليا اعترف بان هذه الهجمات نفذتها القوات الاسرائيلية.

وقال مسؤول المخابرات الامريكي لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "سيكون امرا عاديا بالنسبة لهم اتخاذ خطوات عدوانية عندما توجد فرصة ما لسقوط بعض انظمة الاسلحة المتطورة في يد اناس مثل حزب الله."

وعلى الرغم من ان هذه الغارات الجوية اثارت مخاوف من تورط الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط في الصراع السوري فان اسرائيل لا تشعر عادة بانه يتعين عليها الحصول على ضوء اخضر من واشنطن لشن مثل هذه الهجمات. واشار مسؤولون في الماضي الى ان اسرائيل لاترى حاجة لابلاغ الولايات المتحدة الا بمجرد بدء مهمة كهذه.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت إن من حق إسرائيل أن تأخذ حذرها من نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله.

وبدلا من محاولة قلب الدفة على الرئيس السوري بشار الاسد فانه ينظر بشكل اكبر الى تصرف اسرائيل على انه جزء من صراعها مع ايران التي تخشى اسرائيل ان تقوم بارسال صواريخ الى حزب الله في لبنان من خلال سوريا. وربما تضرب هذه الصواريخ تل ابيب اذا نفذت اسرائيل تهديداتها بمهاجمة البرنامج النووي الايراني

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن