اسرائيل الدولة النووية الأقوى في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 26 يوليو 2008 - 03:33 GMT
هل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا وايطاليا يمثلون محور الشر؟؟

ان المجتمع الدولي غير قادر على حمل اسرائيل إعلان برنامجها النووي كما وفشل في معاقبتها على خرقها للقوانين الدولية في حين إن إيران تعاقب على تنفيذ برنامج نووي شرعي مطابق للقوانين الدولية.

وأي دولة إسلامية هي عرضة لسيناريو أسوأ وخصوصا أنها ليست بوضع إيران.

فالمفاعل النووي العراقي كان قد دمر من قبل اسرائيل في العام 1980.

اسرائيل كانت قد فرضت نفسها كدولة داعية للسلام وذات نوايا حسنة لدعم مطالبها لانجاز حلول سلمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في المجتمع الدولي الذي من وجهة نظرها يقتصر على الاتحاد الأوروبي وأميركا واستراليا ونيوزيلندة وبعض دول أميركا اللاتينية والهند إلى حد ما بالإضافة إلى دول "صديقة" للولايات المتحدة مثل ماليزيا والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر.

ومن ناحية أخرى فان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الأوسط مما يجعلها الأقوى في هذه المنطقة باعتبارها مقامة على رقعة صغيرة في قلب العالم العربي.

المجتمع الدولي المنضوي تحت مظلة الأمم المتحدة التي تضم دولا كفنزويلا وليبيا واندونيسيا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى هي أضعف من أن تسن قرارات تمنع استفراد اسرائيل بالتهديد النووي في هذا الجزء من العالم.أما إيران التي لا تمتلك أي سلاح نووية وفقا لتقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة هي الآن عرضة لأي هجوم من قبل اسرائيل أو الولايات المتحدة أو فرنسا يستهدف برنامجها السلمي النووي المعلن وهنا تكمن المفارقة!!

والسؤال هنا لماذا يكون باستطاعة اسرائيل تطوير ترسانة نووية حربية تقدر ب 250 رأس نووي حربي وآلاف الصواريخ النووية المجهزة بالإضافة إلى الغواصات والأسلحة النووية الخفيفة التي تصدر إشعاعات قادر على قتل الملايين؟

وهل يحق هنا لدولة كإسرائيل تسوق نفسها خارجيا دولة داعية للسلام والعيش المشترك مع الفلسطينيين والعالم العربي أن تكون الدولة النووية الأقوى في الشرق الأوسط؟؟

العرب بدورهم لا يملكون السلاح الكافي لمجابهة اسرائيل التي من دون سلاحها النووي لن تقوى على الاستمرار باحتلال الأراضي وفرض هيمنتها على المنطقة.

أما الباكستان الدولة النووية المسلمة الوحيدة منهمكة بأعبائها من جهة ومحاطة بالقوتين النوويتين هما الهند والصين من جهة أخرى هي ليست بوضع يمكّنها من تهديد اسرائيل.وفي ضوء تحريات المجتمع الدولي فان إيران لا زالت ملتزمة باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية (التي لم توقع عليها اسرائيل) الأمرالذي لم يشفع لإيران نيل ثقة تلك البلدان بها.

فإيران من جهتها تدرج السلام في أجندتها الخارجية وتدعو لاحترام الجوار في الشرق الأوسط والاختلاف هنا أن الحكومة الإسرائيلية ومن خلفها الولايات المتحدة وحلفائها يتذرعون بنية ايران مسح اسرائيل عن الوجود حالما سنحت لها الفرصة بامتلاك سلاح نووي.

ومع ذلك لا يمكن الاستخفاف بإسرائيل واعتبارها عرضة لأي هجوم عربي أو حتى إسلامي لأنها في الواقع دولة صديقة لمصريين وأردنيين ولبنانيين وحتى أيضا يمنيين.

وهذه الدول لا تهاجم اسرائيل وليس لديها أي خطط لذلك.وحتى سوريا التي تنظر إليها الولايات المتحدة كدولة مهددة لإسرائيل هي أضعف من أن تباغت اسرائيل بأي هجوم أو أي حرب محتملة ستجبرها على الإذعان بهدف الحفاظ على سلامة ما تبقى من أراض لها بعد الهجوم.وقياسا على القصة التاريخية للتعايش الفلسطيني اليهودي في عهد غولياث وديفيد حيث كان ديفيد (الملك العتيد للمجتمع اليهودي آنذاك) في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يعترف بها المجتمع الدولي (بإسرائيل) فان احد ما لن يعير أدنى اهتمام للقصة ان لم تنته بانتصار ديفيد على غولياث العظيم (الفلسطيني الأصل) في المعركة.لم يعد ديفيد صغيرا فهو الآن اسرائيل التي تمتلك ترسانة نووية كبيرة ذات تكنولوجيا متطورة تفوق بأشواط ما يمتلكه العالم الإسلامي.

ومن الواضح أن التاريخ لن يعيد التاريخ نفسه حيث أن الآن اسرائيل هي الأقوى مقارنة بالعالم الإسلامي المنقسم على نفسه والعاجز عن إتباع سياسة ردع ضد النهج الإسرائيلي التعسفي في فلسطين.

وبإتباع إستراتيجية نووية,فان اسرائيل تتحول لدولة عظمى في المنطقة على حساب سياسة السلام مع دول عربية عاجزة حتى عن الدفاع عن نفسها وهي بذلك توصل رسالة للعرب والإيرانيين وحتى الأمم المتحدة أن لا احد في هذا العالم قادر على صدها أو منعها من امتلاك أسلحة دمار شامل الفعل الذي كان من شانه حمل المجتمع الدولي على تدمير العراق دون أدنى دليل على ذلك.

فمن الواضح أن اسرائيل ستضع ترسانتها النووية العظيمة للحد من تطوير إيران الذاتي لقنبلة نووية مترفعة بذلك عن الحصول عليها بسهولة من السوق السوداء, بالتاكيد ذلك الكبرياء الإيراني سيستفز اسرائيل لاستصدار قرار بهجوم عسكري يستهدف تكنولوجيتها النووية "الالكترونية". ولكن منطقيا إن كان مسح اسرائيل عن الوجود ضمن الأجندة الإيرانية لسلكت إيران الطريق الأسهل والأرخص والأبعد عن أثارة الشكوك وهربت قنابل نووية مصدرها كوريا الشمالية أو جلبت أجزاءها من مناطق مختلفة وركبتها في سوريا أو بلوشستان أو حتى جلب تلك القنابل جاهزة الصنع من الصين.

المجتمع الدولي الذي تحمل مسؤولية حماية العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية يغض الطرف عن وجود الأسلحة ذاتها في اسرائيل.وبذريعة ارتكاب ألمانيا الهلوكوست والإبادة الجماعية أقامت اسرائيل ترسانتها النووية واتبعت سياسة ابتزاز العواطف في علاقاتها الدولية لإغفال المجتمع الدولي عن مشاريعها الصهيونية والعسكرية و غض الطرف عن امتلاكها ترسانة عسكرية تفوق في قدراتها تلك الموجودة في كل من باكستان و كوريا الشمالية والصين مجتمعة .وبذلك فمن المنطقي أن تحكم اسرائيل بالمنظومة النووية في المنطقة يعطي الحق لإيران والدول العربية بامتلاك تكنولوجيا نووية كمنظومة دفاعية ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل في المنطقة.ومن جهة أخرى فان المجتمع الدولي منشغل عن الخطر النووي الإسرائيلي باللهاث وراء إيقاف أي مشروع لامتلاك إيران أو أي دولة إسلامية أخرى للتكنولوجيا النووية خوفا من تحولها لبلدان نووية.هذا النفاق الصارخ يكشف الهوة العميقة المنحدر إليها مجتمع دولي يضم أميركا التي تتصدر الدفاع عن الخروقات الإسرائيلية للأعراف الدولية الكفيلة بوضع اسرائيل ضمن "محور الشر" الحقيقي المتضمن فرنسا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا بقيادة أميركا.

وهنا بعض الحقائق المتعلقة بالسلاح النووي الإسرائيلي:شرعت اسرائيل ببناء برنامجها النووي عام 1962عبر مصنع عجز أعضاء لجنة التحري عن الأسلحة النووية عن كشف طوابقه الست السفلية التي احتوت المفاعل النووي.

السلاح النووي الإسرائيلي يضم صواريخ قصيرة المدى تطلق من البحر أو الجو بالإضافة لألغام نووية وأسلحة دمار نووية تكتيكية متوسطة. امتلاك هذه الأسلحة كان يمرر ويلقى المساعدة من قبل فرنسا وأميركا اللتان تنكران تلك الحقيقة دونما إدراك بان العالم العربي الآن يعي تماما حقيقة اسرائيل كدولة نووية.ولم تتوانى اسرائيل عن استخدام أسلحتها النووية ضد حزب الله في حرب تموز 2006,الأمر الذي أثبتته وجود مخلفات للجيش الإسرائيلي تحمل مواد مشعة.لجنة متخصصة بالطاقة الذرية كانت قد شكلت عام 1952 برئاسة "ايرنيست دايفيد بيرغمان" الذي طالما شدد على أن الردع هو الغرض الأساسي من السلاح النووي الإسرائيلي بحجة أن الإسرائيليين لا يمكن أن يكونوا حملانا تحت رحمة جزار وهذا مؤشر على أن القوة النووية الإسرائيلية ما هي إلا وسيلة لإبراز اسرائيل كدولة نووية متفردة في الشرق الأوسط.والتمرير العالمي للمنظومة النووية الإسرائيلية يعطي الحق لإيران وتركيا أي دولة عربية لامتلاك أسلحة نووية لردع أي هجوم نووي إسرائيلي. والمعضلة بالوضع الحالي تكمن في اختراق اسرائيل للقوانين الدولية المصادق عليها من قبل الأمم المتحدة دونما محاسبة.وبكل براعة كانت فرنسا داعمة أساسية لإسرائيل في تطوير برنامجها النووي منذ عام 1950حيث تم بناء مفاعل الماء الثقيل 40MWt في مرسيليا.ويذكر أن فرنسا كانت مدينة لإسرائيل ببناء مفاعل نووي وهو ما تجلى بمفاعل "ديمونة" على خافية حرب 1956 "حرب قناة السويس".وفي الختام من المؤكد أن اسرائيل تمتلك القدرة على صد أعدائها ممن يمتلكون القدرة ذاتها في حرب متساوقة ,وهذه السابقة خطيرة على المجتمع الدولي أن لا يغض الطرف عنها وعن خطة اسرائيل بالتفوق العسكري حتى عن الشرق الأوسط.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن