جدّدت اسرائيل اقتحامها واعتداءها على الفلسطينيين في ساحة وأدراج منطقة باب العامود في القدس المحتلة،، فيما صادقت حكومتها على خطة لتوجيه ضربة جوية لقطاع غزة في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع.
واعتقلت قوات الاحتلال، مساء الإثنين، 8 مقدسين، من بينهم 6 تمّ الاعتداء عليهم قرب باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى.
وجاء الاقتحام لمنع وافساد الاحتفالات الدينية والأهازيج الرمضانية التي ينظمها المقدسيون وزوار المسجد الأقصى سنويا في ساحة باب العامود.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت شبان ثلاثة، وهم: أحمد الحزينة، ووسام السد، وأحمد الرجبي، وذلك بالتزامن مع الاعتداء على القاطنين قرب باب حطة قبيل موعد الإفطار، حيث تم إغلاقه ومنع وصول الصائمين القادمين للإفطار في المسجد الأقصى من الدخول عبره.
كما اعتقلت قوات الاحتـلال، المقدسي محمد إقبال سمرين من بلدة بيت حنينا، وهو في طريقه للمسجد الأقصى.
وعمدت قوات الاحتلال إلى اعتقال سمرين، بعد إيقاف السيارة التي كان يستقلها، واقتادته إلى معتقل المسكوبية.
واعتقلت شرطة الاحتلال كذلك، فتاة، بادّعاء أنها مزّقت العلم الإسرائيليّ، في مشهد وثّقته صديقاتها، بحسب زعم الشرطة.
وتمّ اعتقال الفتاة في طريق الأنفاق، جنوبيّ المدينة.
وزعمت الشرطة أن مجنّدتين من أفرادها تعرّضتا لإصابتين طفيفتين، إثر إلقاء شبان، طاولةَ وأوزانًا، عليهما قرب باب حطّة، حيث اعتُقِل الشبان الستة.
وحاول مستوطن متطرّف، اختطاف طفل مقدسيّ، يبلغ الثانية عشر من عمره، إلا أن شبان المدينة أحبطوا المحاولة.
وانتشر مقطع مصوّر يُظهر الطفل الذي يُدعى ليث عليّان، وهو من بلدة العيسويّة، فيما اجتمع حوله عدد من الشبان المقدسيين.
وأزال الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، السواتر الحديديّة من باب العامود في القدس المحتلة، بعد 12 يومًا من الغضب والمواجهات.
واستمرّت مظاهر الاحتفال في باب العامود، مساء الإثنين، حيث تجمهر عشرات الشبان، وهتفوا وغنّوا بشعارات مندّدة بالاحتلال وممارساته.
وفي الثاني من تموز/ يوليو عام 2014، قام إرهابيون ثلاثة بخطف الفتى محمد أبو خضير، البالغ في حينه 16 عامًا، من مخيم شعفاط، وحرقه في أحراش دير ياسين المهجرة، لتضيف إسرائيل جريمة وحشية جديدة إلى سجلاتها.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت عشرات الشبان، وجرحت آخرين، خلال المواجهات التي استدعت ردود فعل دولية.
غوتيريش يدعو لضبط النفس
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن انزعاجه الشديد إزاء التصعيد الأخير في مدينة القدس وقطاع غزة، داعيا "الجانبين" إلى "الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فرحان حق، عبر دائرة تليفزيونية مع الصحافيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وكان المتحدث يرد على أسئلة الصحافيين بشأن موقف الأمين العام من التوتر الأمني في قطاع غزة، والاعتداءات الأخيرة للاحتلال في القدس.
وقال حق: "في ما يتعلق بما يحدث، نحن (مكتب الأمين العام) نكرر بيان المنسق الخاص (لعملية السلام في الشرق الأوسط) تور وينيسلاند يوم السبت، والذي أعرب فيه عن انزعاجه الشديد إزاء التصعيد في القدس وحول غزة، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد".
وأضاف: "في غضون ذلك، سيواصل وينسلاند عمله لتهدئة التوتر، وقد التقى بمسؤولين إسرائيليين اليوم وسيسافر غدًا (الثلاثاء) إلى الأردن ومصر لإجراء مزيد من المناقشات، ونحن سنواصل التحدث علانية لدعمه"
تهديد بضربة جوية لغزة
الى ذلك، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء الإثنين، على خطة لتوجيه ضربة جوية ضد ما يزعم أنها أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية ("حماس")، في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.

وادعى مسؤلون إسرائيليون، بعد اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، أنه "لا رغبة إسرائيلية في التصعيد، لكننا مستعدون لإمكانية استمرار إطلاق القذائف" معتبرين أن "الكرة في ملعب حماس"، مشيرين إلى "جهود دبلوماسية وضغوطات دولية على حماس" لوقف إطلاق النيران من القطاع المحاصر.
وفوّض الكابينيت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، بالبت في توقيت إطلاق الخطة العملياتية التي قدمها الجيش ووافقت عليها الحكومة. وأشارت التقارير، نقلا عن مصادر في الكابينيت الإسرائيلي أن مصر والأمم المتحدة والأردن تشارك في اتصلات وتمارس ضغوطا على حركة حماس لتهدئة هذه الجولة.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر تقرير إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية أنذرت حماس من أنها سترد بضربة عسكرية واسعة، إذا استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ونقل موقع "واللا" عن مصادر إسرائيلية، لم يسمها، قولها إن إسرائيل نقلت الرسالة إلى حركة حماس عبر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند.
وأشار التقرير إلى أن "رسالة إسرائيل إلى حماس هي أنه في الوقت الحالي لا تزال إسرائيل تحتفظ بالتفاهمات مع حماس حول غزة، ومستعدة لمواصلة الحفاظ عليها، لكن إذا استمر إطلاق الصواريخ فإن إسرائيل لن تكبح جماحها".

وقررت إسرائيل صباح الإثنين، إغلاق شاطئ البحر، بشكل كامل أمام صيادي الأسماك في قطاع غزة. وذكر المصدر أن وينسلاند اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين صباح اليوم، قبل أن يغادر إلى مصر ومنها إلى الأردن لبحث جهود التهدئة.
يأتي ذلك في ظل الجولة التصعيدية التي يشهدها قطاع غزة من أيام، تخللها إطلاق أكثر من 65 صاروخًا من قطاع غزة، أوقعت بعضها أضرارًا مادية لكنها لم توقع إصابات في الأرواح. وذلك ردًا على العدوان الإسرائيلي بحق أهل القدس منذ بداية شهر رمضان.
ومنذ الجمعة، تشهد غزة جولة تصعيدية وأوضاع أمنية متوترة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مرة رصد إطلاق صواريخ من القطاع، فيما يرد جيش الاحتلال بقصف أهداف يدعي أنها تابعة لحركة حماس.
وكانت فصائل المقاومة في غزة، قد حذرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استمرار اعتداءاتها على سكان مدينة القدس، التي شهدت منذ عدة أيام، اشتباكات أسفرت عن إصابات العشرات من الفلسطينيين على يد شرطة الاحتلال وعناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف.(عرب48)

