اسرائيل تخطط لاستثمار عشرات الملايين في مستوطنات الضفة و'العفو' تعتبر اغتيال الرنتيسي 'جريمة حرب'

تاريخ النشر: 19 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن وزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل ستستثمر عشرات ملايين الدولارات في مستوطنات الضفة وتوعد رئيس الوزراء ارييل بضرب كل من يتعرض للاسرائيليين، وذلك غداة عملية اغتيال قائد حماس عبد العزيز الرنتيسي والتي اعتبرتها منظمة العفو "جريمة حرب". 

وقال نتانياهو ان اسرائيل ستستثمر عشرات ملايين الدولارات في مستوطنات الضفة في الوقت الذي ستمضي فيه في تنفيذ خطة رئيس الوزراء ارييل شارون لازالة مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في الضفة في اطار خطته للانفصال عن جانب واحد عن الفلسطينيين. 

ويخشى الفلسطينيون من ان تؤدي هذه الخطة الى تقوية قبضة اسرائيل على بقية الضفة الغربية التي يريدون ان تكون الجزء الاكبر من دولتهم المستقبلية. 

واعلن نتانياهو تاييده للخطة الاحد، معطيا بذلك قوة دفع لها قبيل استفتاء سيجريه حزب الليكود الذي يتراسه شارون بشانها. 

وقال نتانياهو للاذاعة العامة الاسرائيلية الاثنين، انه قرر ان يدعم الخطة بعد ان اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان اسرائيل لن تكون مضطرة لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين او الانسحاب من كامل الضفة الغربية في اطار أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. 

كما اعلن نتانياهو عن رضاه عن الجدار العازل الذي يتلوى في الضفة الغربية عازلا اياها عن اسرائيل بدعوى منع الفدائيين من التسلل لتنفيذ عمليات فدائية في المدن الاسرائيلية 

واكد التزام اسرائيل تجاه المستوطنات المقامة في شرقي الجدار وقال انه سيقر عشرت الملايين من الدولارات "للاستثمار في المستوطنات الواقعة وراء الجدار". 

وابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي حكومته الاحد انه سيمضي قدما في خطته للانفصال عن الفلسطينيين وفي نفس الوقت سيواصل "ضرب التنظيمات الارهابية وقادتها". 

وكجزء من هذه التهديدات، اغتال الجيش الاسرائيلي السبت، قائد حركة حماس في قطاع غزة عبد العزيز الرنتيسي. 

وخلال الاحتفالات التي أقامتها إسرائيل الاثنين، في ذكرى وقوع ما يسمى المحرقة النازية، جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون تحذيره من ما وصفها بمحاولة "التعرض للشعب الإسرائيلي". 

وهدد شارون في كلمته التي ألقاها في ياد فاشيم حيث شُيد نصب ذكرى ما يسمى المحرقة، بضرب كل من يتعرض للإسرائيليين. 

كما هدد الوزير الإسرائيلي للعلاقات مع البرلمان جدعون عزرا بأن مصير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في دمشق "حالما تسنح الفرصة لذلك" سيكون مماثلا لمصير الرنتيسي. 

إلا أن خالد مشعل رد على ذلك في تصريحات أمس قائلا إنه "لا يخاف" التهديدات الإسرائيلية باغتياله داعيا الفلسطينيين إلى مواجهة "خطر العملاء" 

العفو الدولية تدين اغتيال الرنتيسي 

الى هنا، فقد تواصل التنديد الدولي باغتيال الرنتيسي، فقد دانت منظمة العفو الدولية الاغتيال معتبرة انه "جريمة حرب" تنتهك القانون الدولي. 

وقالت نيكول شويري الناطقة الرسمية باسم المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "إن ما أقدمت عليه إسرائيل يعد جريمة حرب في القانون الدولي، ذلك أن سياسة الاغتيالات ليست مبررة؛ لأنها تخرق مبدأ المحاكمة العادلة والعلانية لأي شخص مدان". 

وأضافت "هناك تقارير أصدرناها بخصوص هذا الموضوع فالعفو قد أشارت إلى خطورة الأمر منذ زمن بعيد، وكانت قد نددت باغتيال زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة حين حدث منذ أقل من شهر". 

وقالت ان "ما حدث للرنتيسي ليس له ما يبرره وبحسب القانون الدولي مرفوض، ونحن في منظمة العفو الدولية نرفضه تماماً". 

تونس تطالب بحماية دولية للفلسطينيين 

ومن جهتها، فقد ادانت تونس بشدة الاغتيال مطالبة بحماية دولية للفلسطينيين. 

وقال بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الانباء التونسية مساء الاحد ان "تونس تعبر عن استنكارها  

العميق وادانتها الشديدة" لهذه العملية. ودعا البيان المجتمع الدولي الى "توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني 

وقد تواصلت حالة الحزن والغضب في أوساط الفلسطينيين حداداً وتنديداً باغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. 

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في محافظة الوسطى في قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، وشلت الحركة التجارية، وخلت الشوارع من المارة، وعلقت الدراسة في المدارس والمؤسسات التعليمية. 

وتدفق الاف المواطنين من مختلف مخيمات المحافظة إلى بيت العزاء الذي أقيم عند مدخل مخيم البريج، وقد رفعوا اليافطات والشعارات التي تظهر تمسك شعبنا بالثوابت الوطنية. 

كما انطلقت مسيرة غضب عارمة، شارك فيها آلاف المواطنين، وطلبة المدارس في بلدة حلحول شمال مدينة الخليل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)