اسرائيل تستعد لاجتياح غزة واتفاق الهدنة بين حماس وفتح متأرجح

تاريخ النشر: 04 فبراير 2007 - 08:15 GMT

افاد تقرير اعلامي اسرائيلي ان قوات الاحتلال صعدت من استعدادها للتوغل بغزة فيما استمرت عمليات الخطف واطلاق النار بعد التوصل الى اتفاق لوقف النار بين حماس وفتح.

قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عدد يوم الأحد إن اسرائيل صعدت من استعدادها لاحتمال توغل عسكري في غزة بسبب مخاوف من أن يؤدي الاقتتال بين فصيلين فلسطينيين الى تجدد الهجمات على اسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية بارزة قولها ان مثل هذه الغارة ليست احتمالا فوريا ولكن جزءا من خطة محتملة في حالة تصاعد وتيرة العنف.

وقال أهارون أبراموفيتش مدير عام وزارة الخارجية الاٍسرائيلية ردا على سؤال عن تقرير صحيفة هاارتس "دون شك نمر بفترة صعبة."

وأضاف أن اسرائيل تتابع العنف وتشعر بالقلق من التهريب المستمر للاسلحة الى غزة وأيضا من الاطلاق المتقطع للصواريخ على اسرائيل بالرغم من هدنة 26 تشرين الثاني /نوفمبر.

واستطرد "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتمكن من اجراء حوار بدلا من المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين. هذا هو ما تهدف اليه اسرائيل والمجتمع الدولي وأتمنى أن ينتصر هذا الخط."

وأكدت مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي اجتمعت يوم الجمعة من جديد حظر المساعدات الدولية المفروض على الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس. وكان الحظر فرض للضغط على حماس لكي تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل.

وأبدت مجموعة الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا أيضا "قلقها البالغ" من استمرار الاقتتال بين فتح وحماس.

ولواشنطن خطط بتوسيع مساعداتها لتعزيز قوات الامن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتوضح وثائق حصلت رويترز عليها يوم السبت أن برنامجا أميركيا حجمه 86 مليون دولار سيوفر المساندة الى 8500 من قوات الامن الوطني التابعة لعباس ولحرس الرئاسة وقوامه نحو أربعة الاف فرد.

واتفق مسؤولون بارزون من حركتي فتح وحماس يوم السبت على سحب مسلحي الجانبين من شوارع غزة ولكن لم تظهر نهاية فورية للقتال الذي أودى بحياة 24 فلسطينيا في الايام الثلاثة الاخيرة.

وبعد ساعات من اعلان الاتفاق استمر صوت إطلاق النار يدوي في شتى أنحاء مدينة غزة وصرح مسؤولون أمنيون ان عضوا في قوات الامن الوطني الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس قتل بالرصاص وخطف آخر.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الحادث الذي وقع عند نقطة تفتيش ولكن مسؤولين بفتح أنحوا باللائمة في عملية القتل على حماس.

وقال سكان بغزة انهم يتوقعون ان يكتشفوا بحلول النهار ما اذا كانت هناك أي فرصة لصمود وقف إطلاق النار الذي اعلنه وزير الداخلية وعضو حماس سعيد صيام عقب محادثات مع مسؤول امني كبير بحركة فتح.

وأدى الصراع الى اصابة غزة بحالة من الشلل شبه التام وزاد الضغط على المجموعة الرباعية للوساطة للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا لبذل جهود جديدة لاحياء محادثات السلام بالشرق الاوسط.

وقال صيام انه اتفق مع رشيد ابو شباك المسؤول الامني في فتح على وقف اطلاق النار فورا وسحب المسلحين من الشوارع ومن على أسطح المنازل وازالة نقاط التفتيش.

واضاف انه سيتم ايضا نشر قوات الشرطة لاعادة القانون والنظام الى الشوارع ولتحل محل قوات الامن المتناحرة التي تواجه بعضها البعض في جميع انحاء قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني.

وسيطرت حماس على الحكومة الفلسطينية في مارس اذار بعد التغلب على حركة فتح في الانتخابات.

وواجهت حماس صعوبات في الحكم بسبب العقوبات المفروضة عليها بمساندة الولايات المتحدة لرفضها الاعتراف رسميا باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة مع اٍسرائيل لكنها تقول ان اجراء انتخابات اخرى سيكون بمثابة انقلاب.

وقال نبيل أبو ردينة مساعد عباس ان عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وافقا على دعوة المملكة العربية السعودية للاجتماع في مكة المكرمة يوم الثلاثاء لمحاولة حل خلافاتهما المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك وهو وسيط اقليمي رئيسي ان الفلسطينيين اقتربوا من التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة لكنه لم يذكر اي تفاصيل.

واضاف خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع المستشارة الالمانية الزائرة انجيلا ميركل ان المسألة على وشك الانتهاء ما لم تحدث مفاجات.

لكن السكان في غزة ما زالوا يشعرن بالقلق.

وقال أبو عمرو (40 عاما) وهو من غزة وله ثلاثة أبناء في المدارس انه سيبقي أبناءه في المنزل حتى اذا أعادت المدارس فتح أبوابها.

وتابع "لن أرسلهم الى أن أتأكد من أنه ليس هناك مسلحون في الشوارع والى أن نتوقف عن سماع دوي الاعيرة النارية والانفجارات."

وأصيب ثمانية اشخاص في المعارك التي اندلعت يوم السبت. وقال سكان ان الاشتباكات خفت على ما يبدو خلال النهار ولكن الجانبين ما زالا يتبادلان عمليات خطف افراد عند نقاط التفتيش.

وقتل أكثر من 80 فلسطينيا في الاقتتال الداخلي منذ انهيار محادثات تشكيل حكومة الوحدة في كانون الاول /ديسمبر ودعوة عباس لإجراء انتخابات ديمقراطية في خطوة أدانتها حماس ووصفتها بأنها بمثابة انقلاب.

وتتهم حماس واشنطن بتأجيج الاقتتال من أجل اسقاط الحكومة.

وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 86 مليون دولار لدعم الاف من قوات الامن التابعة لعباس. وأوضحت وثائق حصلت عليها رويترز أن برنامج المساعدة يمكن أن يشمل 13500 جندي على الاقل موالين لعباس.

وقتل 24 فلسطينيا على الاقل وأصيب أكثر من 200 منذ ان نصب مقاتلون من حماس كمينا لما قالوا انها قافلة تحمل معدات عسكرية لقوات عباس يوم الخميس.