قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، ان على الدول التي عذّبت الأبرياء، وقتلت مئات الآلاف في حروب شنتها بناء على معلومات خاطئة لا يحق لها توجيه الانتقادات للآخرين في اشارة الى انتقاد اسرائيل لمقتل الصحفي جمال خاشقجي
وجاء كلام الأمير السعودي هذا في معرض انتقاد ضمني للولايات المتحدة، مستشهدا بالمثل الشهير "من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمي الناس بالحجارة".
وحذّر تركي الفيصل، الذي يتولى الآن رئاسة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، من أن الغضب الأمريكي الذي "يسيء للمملكة" في واقعة وفاة خاشقجي، يهدد العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
ولفت تركي الفيصل في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية إلى أن
"إخضاع مستقبل علاقتنا لهذه القضية ليس أمرا صحيّا البتة، فالمملكة ملتزمة بجلب أولئك الجُناة ليمثُلوا أمام العدالة، وأولئك الذين قتلوا، وأولئك الذين فشلوا في الالتزام بالقانون، العدالة سوف تأخذ مجراها".
ألقى الوالد الأمير #تركي_الفيصل في كلمته في مؤتمر مجلس العلاقات العربية الأمريكية بواشنطن كلمات من ذهب إختصرت الطريق وكشفت الأقنعه وتحدثت بواقعيه مجرده
— سطام بن خالد ال سعود (@sattam_al_saud) ١ نوفمبر ٢٠١٨
الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة pic.twitter.com/CpHon2lrjr
كما شدد على أن العلاقات الأمريكية السعودية "أكبر من أن تفشل"، مشيرا إلى أن علاقات البلدين "تتجاوز جوانب النفط والتجارة والاستثمار والتعليم والتدريب، وتمتد إلى سنوات العمل الطويلة بين البلدين لإحلال السلام العالمي في الشرق الأوسط، واستقرار الاقتصاد والأسواق العالمية، ومحاربة الإرهاب"
وخاطب تركي الفيصل الحاضرين قائلا إن السعودية "مركز العالم الإسلامي الذي يتوجه إليه 1.5 مليار مصل خمس مرات يوميا"، مضيفا أن بلاده أيضا "تلعب دوراً مهماً في العمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط".
وسجّل أن السعودية "تقدم أكثر من 4% من المساعدات الموجهة لكل فرد في الدول النامية. وفقط قبل أيام أعفت المملكة دولا نامية من ديون بقيمة 6 مليارات دولار"، موضحا في هذا السياق أن بلاده "مصدر رزق لأصدقائها، وليست عبئا على أحد".
وقال منتقدا الولايات المتحدة ضمنيا: "كلمات الانتقاد وجهت إلينا كثيرا من منتقدينا، ولدينا مقولة نقدّرها بشدة: من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمي الناس بالحجارة. الدول التي عذبت وسجنت أبرياء، وبدأت حروباً قُتل فيها مئات الآلاف من الناس بناء على معلومات خاطئة، يجب أن تخجل عند توجيه الانتقادات للآخرين. والدول التي اضطهدت وأخفت الصحفيين والناس العاديين، يجب ألا تروج إلى أنها من أنصار حرية التعبير".
اسرائيل تنتقد السعودية
في الاثناء أوضح وزير إسرائيلي بارز، اليوم، موقف تل أبيب تجاه قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، واختصره بالقول: مقتل خاشقجي "عمل خسيس لكن خطر إيران أكبر".
وجاء أول تعليق رسمي إسرائيلي علني على مقتل خاشقجي، بعد مرور شهر كامل على مقتله على يد فريق أمني سعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بـ"عمل خسيس"، لكنه وصف إسرائيل بأنها أكثر اهتماما بتدعيم علاقاتها مع دول الخليج في صراعها ضد إيران.
ولم يوضح الوزير الإسرائيلي، في تصريحاته إلى محطة إذاعة "تل أبيب 102" التي نقلتها "رويترز"، ما إذا كانت تصريحاته تمثل موقف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أم لا.
ويعد تصريح الوزير الإسرائيلي اليوم الجمعة أول خروج عن حالة الصمت التي التزمت بها حكومة تل أبيب منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وكانت النيابة العامة التركية قد أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل خنقا عن سابق تصور وتصميم، ومن ثم تم تقطيع جثته للتخلص منها.
وأوضحت أن "الصحافي السعودي قتل خنقا فور دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، وفقا لخطة كانت معدة مسبقا".
إلا أن النيابة العامة التركية أعلنت إنها لم تتوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاءات مع الجانب السعودي، رغم كل الجهود المتسمة بالنوايا الحسنة لإظهار الحقيقة.