كشفت تقارير اعلامية عربية عن دور لـ الاتحاد السوفيتي في القاء القبض على الجاسوس الاسرائيلي في سورية ايلي كوهين والذي كان يعرف باسم «كامل ثابت أمين» ووصل الى الدائرة الصانعة للقرار في دمشق، وهو ما يبرر عمل روسيا المضني للعثور على جثته.
وحسب تقرير لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية فان عميل لـ جهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي) كان متواجدا في العاصمة السورية، وقد غادها فور اعدام كوهين في 1965.
كامل ثابت امين
كوهين، دخل البلاد باسم «كامل ثابت أمين» قبل عودة الحافظ، وأقام في حي السفارات في دمشق، ونسج شبكة علاقات مع النخبة السورية، وكان يطلق جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) عليه «رجلنا في دمشق»، نقل معلومات مهمة الى كيان الاحتلال عبر بث إشارة ورموز من منزله قرب مقر القوى الجوية السورية وسط دمشق، إضافة إلى دوره في ملاحقة «نازيين» كانوا يقيمون في العاصمة السورية، إلى حين كشف أمره وإعدامه في منتصف 1965.
العميل السوفييتي
ووفق الصحيفة فقد تداول البعض عن دور لخبير إشارة سوفياتي وسيارة رصد سوفياتية في «ضبطه بالجرم المشهود»... قبل محاكمته أمام محكمة استثنائية برئاسة صلاح الضللي، ثم إعدامه علناً في ساحة المرجة، رغم «مناشدات» قادة غربيين.
وقدمت قناة «روسيا اليوم»، باللغة الإنجليزية، فيلماً تضمن عناصر جديدة تُنشر للمرة الأولى. الفيلم يتضمن كثيراً من الوثائق والصور، وتبدأ القصة بالحصول على فيلم من محل لبيع القطع الأثرية في سانت بطرسبرغ، تضمن صوراً لشوارع دمشق.
كوهين يتجول في دمشق
وظهر كوهين يسير في أحد شوارع دمشق، يُعتقد أنه «شارع 29 أيار» الذي أصبح لاحقاً مقراً للمركز الثقافي السوفياتي/ الروسي.
ولكن من هو الذي التقط الصور؟ ولماذا رصد كوهين بالذات؟
بعد البحث والتقصي فان الذي صور الفيلم هو بوريس بوكين الذي تخبر إحدى قريباته أنهم باعوا شقته وأثاثها، بما في ذلك الكاميرا والفيلم.
كان لافتاً تزامن وصول بوريس وايلي إلى دمشق. واللافت أنه بين تقارير التجسُّس التي أرسلها كوهين عبر الترميز السري، واحد عن وصول 150 خبيراً عسكرياً سوفياتياً في لحظة كان الصراع الغربي - السوفياتي على سوريا في خواتيمه لمصلحة موسكو بعد وصول «البعث» إلى السلطة. والمثير أيضاً أن «الموساد» علم بوصول بوريس إلى دمشق. هنا، كان الطرفان يلاحقان النازيين في العاصمة السورية.
وتضمن الفيلم أيضاً مقابلة مع سيرغي ميدفيدكو ابن ليونيد الذي كان «صحافياً، وربما جاسوساً» أيضاً في شوارع دمشق. ويعرض الفيلم لقطات إعدام كوهين ووضع جثمانه في الكفن من زوايا تصوير من سطح بناية تطل على المرجة، ربما تعرض للمرة الأولى، حيث يتذكر سيرغي كيف ركض أحدهم إلى منزلهم في دمشق للقول إن كوهين «أُعدم، أعدم».
وقد أُلقي القبض على كوهين بعد تعقب إرسال الشيفرة من سيارة متخصصة جاءت من الاتحاد السوفياتي. ومن غير المعروف ما إذا كان بوريس لعب دوراً في فضح الجاسوس، لكن المثير أن مهمته في دمشق انتهت مع إعدام الجاسوس الإسرائيلي وعاد إلى موسكو. بعدها بقيت سوريا في المحور السوفياتي رغم التغييرات في موسكو.