اندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في النجف بعد ساعات من انهيار المفاوضات بين جماعة الصدر وقوات الاحتلال كما شهدت بلدة القائم الحدودية اشتباكات عنيفة ايضا. وفي الغضون، قتل سوداني بانفجار قذيفة ببغداد فيما ساد هدوء حذر الفلوجة في حين اجبرت هجمات المقاومة الاحتلال على اغلاق طرق رئيسية مؤدية لبغداد.
قالت قناتا "العربية" و "الجزيرة" ان مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة تشهد اشتباكات عنيفة بين جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وقوات الاحتلال.
وقالت قناة الجزيرة ان مواقع للقوات الاسبانية تعرضت لقصف عنيف بقذائف الهاون.
وكان قيس الخزعلي الناطق باسم مقتدى الصدر السبت ان المفاوضات مع قوات التحالف توقفت، معبرا عن خشيته من شن القوات الاميركية هجوما على النجف الاشرف "في اي لحظة".
وقال الخزعلي للصحافيين ان "المباحثات والمفاوضات مع الجانب الاميركي قد توقفت لان الوفد المفاوض اخبرنا ان الاميركيين يضعون العراقيل امام التوصل الى حلول والموقف آخذ في التصعيد".
واضاف "نحن نتوقع ان القوات الاميركية ستعتدي على مدينة النجف في اي لحظة". وقد افاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المنطقة انه سمع اطلاق نار في شمال شرق المدينة في المنطقة المعروفة باسم بحر النجف حيث يبدو ان القوات الاميركية حشدت جنودها.
وقال الخزعلي "نحن مستعدون للمواجهة ونعتقد ان هذا الاعتداء سيمثل ساعة الصفر لانطلاق ثورة شعبية عارمة".
ويكرر المسؤولون الاميركيون تأكيد عزمهم على نزع سلاح ميليشيات الصدر المعروفة باسم "جيش المهدي والتي يحملونها مسؤولية المواجهات الدامية في جنوب البلاد وفي بغداد.
وكان الصدر في اول ظهور علني له منذ اسبوعين اكد الجمعة في الكوفة قرب النجف ان "المهادنة لا تفيد" مع قوات التحالف.
وحذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي اية الله العظمى على السيستاني من ان "النجف وكربلاء خطان احمران لا يجب ان تتعداهما قوات التحالف".
وقد صدرت الأوامر الى القوات الاميركية "باعتقال او قتل" مقتدى الصدر الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عراقية بتهمة التحريض على قتل عبد المجيد الخوئي نجل اية الله ابو القاسم الخوئي في نيسان/ابريل 2003.
من ناحية اخرى، قال مراسل قناة العربية ان بلدة القائم على الحدود مع سوريا تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات الاميركية ومسلحون عراقيون.
واوضح المراسل ان اشد الاشتباكات يشهدها حي الجمرك في المدينة التي يقطنها نحو 150 الف نسمة اغلبهم من السنة.
وقال المراسل نقلا عن شهود عيان انهم شاهدوا اربعة جثث في الشارع لم يكن بالامكان توضيح هويتها.
مقتل سوداني بقذيفة في بغداد
على صعيد اخر، فقد لقي سوداني مصرعه في انفجار قذيفة هاون في بغداد بالقرب من فندقين يقيم فيهما الحراس الامنيون العاملون لدى سلطة الائتلاف.
وقال شهود ان قذيفة انفجرت قرب حاجز امني قبل الفندقين فقتلت بوابا سودانيا في مبنى مجاور. وانفجرت قذيفة ثانية في المنطقة نفسها فاحدثت اضرارا في سيارة وبعض المنازل،
هدوء حذر بالفلوجة
وفي الاثناء، سكتت المدافع في الفلوجة بعد هجمات جوية واشتباكات انتهكت الهدنة الهشة بين مشاة البحرية الاميركية والمقاتلين السنة.
وقال أحد السكان "للمرة الاولى منذ عدة ايام يخيم هدوء تام على الفلوجة".
وجاء الوقف المفاجيء في القتال عقب محادثات سلام جرت امس الجمعة شارك فيها للمرة الاولى ممثلون مدنيون ومسؤولون عسكريون للادارة التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال مسؤول اميركي كبير ان المحادثات ستستأنف السبت.
هجمات تجبر الاحتلال على إغلاق الطرق
ومن جهة اخرى، فقد اعلن الجيش الاميركي اغلاق اجزاء من الطريقين الرئيسيين رقم واحد ورقم ثمانية شمالي وجنوبي بغداد لاجل غير مسمى قائلا ان هجمات المقاومة جعلت استخدامهما من جانب مدنيين مسألة تنطوي على خطورة.
وقال الجيش في بيان هذه الطرق لحقت بها اضرار وهي بالغة الخطورة بالنسبة لتنقلات المدنيين.
واضاف البيان اذا قاد المدنيون سياراتهم في الاجزاء المغلقة فإنهم قد يقابلوا بقوة قاتلة.
وقال الجيش ان هذه الطرق ستبقى مغلقة الى ان يتمكن مهندسون عراقيون وقوات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من اصلاحها.—(البوابة)—(مصادر متعددة)