اعلنت مصادر امنية وتقارير متطابقة ان قوات امنية سعودية اشتبكت مع متطرفين في مدينة جدة الساحلية فيما تقوم اخرى بمطاردة سيارات وتحاول تطويقها. فيما نشر موقع اسلامي رواية للمقرن حول احداث الخبر تخالف الرواية الرسمية.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فان الاشتباكات اندلعت فجر اليوم حيث اطلق متشددون النار من سيارات مسرعة على مراكز تجمع لقوات الامن الامر الذي دفع الاخيرة للرد على مصادر النيران والاشتباك معها فيما قامت سيارات الشرطة بمطاردتهم فيما بعد.
ولم ترد معلومات عن الخسائر والاضرار.
ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من تشكيك زعيم تنظيم القاعدة بالسعودية عبد العزيز المقرن في رواية الحكومة السعودية لتفاصيل وأحداث هجمات الخبر.
ونفى المقرن في بيان بموقع إسلامي على الإنترنت أن تكون الحكومة السعودية سمحت لمنفذي هجمات الخبر بالهرب من أجل إنقاذ أرواح الرهائن كما نفى رواية قالت إن المهاجمين لم يستطيعوا الانسحاب إلا بالاحتماء بالرهائن.
واتهم المقرن الحكومة السعودية بالكذب حين قالت إن المهاجمين اللذين قتلا قرب مدينة الطائف هذا الأسبوع لهما صلة بعملية الخبر، رغم أنه أشار إلى أنهما من "المجاهدين". ودعا المقرن إلى دعم حملة تنظيمه ضد الأسرة السعودية المالكة .
وكان بيان للداخلية السعودية الاحد الماضي قال "تمكنت قوات الأمن من إصابة قائد المجموعة والقبض عليه وهو من المطلوبين المهمين للجهات الأمنية". واضافت "اما البقية، وعددهم ثلاثة (احدهم مصاب) فقد تمكنوا من الخروج من المجمع بعد الاحتماء (تحت تهديد السلاح) بعدد من الأشخاص لحين تمكنهم من اغتصاب سيارة أحد المواطنين وهم محل متابعة الجهات الأمنية".
غير ان موقع "صوت الجهاد" اورد حديثا مع من اسماه "قائد سرية القدس" المسؤولة عن الهجمات الدامية واسمه فواز بن محمد النشمي اجري بعد اعتداءات الخبر اكد فيه انه تم تكليفه بقيادة المجموعة من قبل "ابو هاجر" وهو الاسم الحركي لعبد العزيز المقرن القائد المفترض لتنظيم القاعدة في الخليج التي تبنت الهجمات.
ووصف عملية الفرار من الطوق الامني الكبير الذي احكم على المجمع من قبل قوات الامن والجيش السعودي موضحا ان افراد المجموعة قفزوا من علو حوالي 13 مترا الى ارض رخوة قبل ان يتمكنوا من الاستيلاء على سيارة ثم عربة عسكرية تمكنوا بها من اختراق الاطواق الامنية الكثيرة والنجاة.
ونقل الموقع عن النشمي قوله "تحركنا بعد التاسعة مساء (السبت الماضي) وخرجنا من اخر مكان يتوقعه العدو (..) وصعدنا فوق احد الشلالات الصناعية التي كانت مشرفة على الطريق وكانت المسافة بيننا وبين الارض كبيرة جدا ثلاثة عشر مترا وحول هذه الشلالات كانت هناك اشجار كبيرة وبعد هذه الاشجار بخمسة امتار توجد الحواجز الاسمنتية حول المجمع".
واضاف "قفز الاخ حسين اولا (..) ولما وصل الى الارض تمدد (..) وكان من رحمة الله ان الارض رطبة ومبللة من اثار هذا الشلال فلم يصب الاخ حسين باي ضرر (..) وقفز بعد ذلك الاخ نادر ثم قفزت انا ثم الاخ نمر".
وتابع "اصبحنا الان في الشارع والاشجار تحجب انظارهم عنا وجميع القوات الحاشدة في الخارج تحسب اننا في الفندق وكانت الساعة قرابة العاشرة والنصف ليلا". وزعم ان افراد المجموعة ناموا الواحد بعد الاخر في مخبئهم خارج المجمع حتى ساعة متاخرة من الليل.
وقال ان المجموعة غادرت منطقة المجمع "قبل اذان الفجر بقليل (الاحد)" وان افرادها شاهدوا قوات الامن السعودية تنقل عبر شاشة التلفزيون "مشاهد اقتحام المجمع وانزال الجنود على سطح الفندق في وضح النهار اي بعد خروجنا بساعات".
وتابع ان المجموعة تمكنت بعد ذلك من الاستيلاء على احدى السيارات بعد اشتباك مع قوات امنية اخترقت بها الاطواق العديدة للامن واصيب في الاثناء المدعو نمر وقتل حسب هذه الرواية التي قال فيها القائد المفترض للمجموعة "سقط نمر في الطوق (الامني) السادس داخل السيارة ورفع سبابته وكنا نحركه ونهزه فلم يتحرك فلم نشك انه قتل".
واضاف انه على بعد 10 كلم تمكنت المجموعة من الاستيلاء على سيارة تابعة للحرس الوطني السعودي ما اتاح لهم اكمال مشوار الهرب بيسر.
ونفى القائد المفترض للمجموعة المسلحة ان تكون هناك اي علاقة بين اعتداءات الخبر والمسلحين المشتبه بعلاقتهما بالقاعدة اللذين اعلن مقتلهما في الطائف.
وكانت الداخلية السعودية اكدت الاربعاء الماضي مقتل مطلوبين اثنين قرب مكة على علاقة بالاعتداءات الدامية في الخبر نهاية الاسبوع الماضي. واوضح بيان للداخلية اوردته وكالة الانباء السعودية ان مقتل المطلوبين جاء في اطار "المتابعة الامنية لمرتكبي الحادث الاجرامي بمدينة الخبر" والتي "اسفرت عن رصد حركة عناصر مهمة لها علاقة بهذا الحادث".
وقال النشمي ردا على الرواية السعودية الرسمية "انهم اعترفوا باننا اربعة فقط وانا احدهم وها انا حي ارزق والثاني الاخ نمر تقبله الله والثالث الاخ حسين احد ال 26 (..) والرابع الاخ نادر وليس احد الغامديين".
ولم يؤكد اي مصدر محايد هذه الرواية.
والاشارة الى لائحة ال 26 مطلوبا (اصبحوا 18 بعد مقتل واستسلام البعض) من السلطات السعودية تعني ان حسين هو المغربي حسين محمد الحسكي الذي اضاف قائد المجموعة انه اصيب بجرح في يده حين كسر بها زجاج احدى السيارات.
يشار الى ان قوات الامن تجد في البحث عن ثلاثة فارين كانوا ضمن المجموعة المسلحة التي نفذت هجمات الخبر الدامية نهاية الاسبوع الماضي.
كما انها تطارد مجموعة من 18 مطلوبا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة وباعتداءات إرهابية أوقعت 52 قتيلا السنة الماضية في المملكة—(البوابة)—(مصادر متعددة)