اعتقلت الشرطة العراقية شخصين حاولا زرع عبوات في بعقوبة، بينما قتل جنديان اميركيان في انفجار قرب الحبانية. وفي الاثناء، توقع الحاكم الاميركي بول بريمر تصاعد الهجمات مع اقتراب موعد تسليم السلطة للعراقيين، مشيرا الى مخاوف من استهداف الشيعة مجددا مع احتفالهم باربعين الامام الحسين.
واكد مسؤول في الدفاع المدني العراقي الجمعة ان مفارز من الشرطة العراقية والدفاع المدني اعتقلت مساء الخميس شخصين كانا يحاولان زرع عبوات ناسفة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
وقال الضابط قادر محمد ان عناصر من الدفاع المدني والشرطة العراقية كانوا يقومون بدورية في بعقوبة. واضاف "سمعنا دوي انفجار وعندما توجهنا الى المكان رأينا سيارة واربعة اشخاص احدهم كان قد اصيب بجروح".
وتابع "عندما حاولنا التحري عما يفعلون قاموا باطلاق النار علينا وحصل تصادم بين الطرفين وفي النهاية تمكن اثنان من الهرب والقينا القبض على اثنين منهم احدهما كان ينزف".
واكد محمد ان الاشخاص الاربعة كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة على الطريق العام قرب معسكر سعد عندما انفجرت احدى العبوات في احدهم.
واشار الى ان القوات الاميركية ودوريات الشرطة والدفاع المدني تستخدم هذا الطريق في اغلب الاحيان وقد شهد في الماضي عددا من عمليات تفجير العبوات الناسفة.
واضاف انه تم العثور بحوزة الشخصين اللذين لا يحملان وثائق تدل على جنسيتهما على اسلحة واجهزة تحكم.
وتابع ان القوات الاميركية ابلغت بالموضوع وتسلمت الشخصين للتحقيق معهما فيما كانا يفعلان.
مقتل جنديين اميركيين
من جهة ثانية، اعلن الجيش الاميركي اليوم الجمعة، ان جنديين اميركيين قتلا شمال شرق الحبانية الخميس عندما انفجرت قنبلة كانت موضوعة على جانب طريق في مركبتهما وهي من طراز هامفي.
وبمقتل هذين الجنديين يرتفع الى 554 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ بدء العمليات العسكرية الاميركية في هذا البلد.
بريمر يتوقع ازدياد الهجمات
الى ذلك، توقع الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر ازدياد الهجمات في العراق مع اقتراب الموعد الخاص بتسلم السلطة الى العراقيين واشار الى مخاوف من امكانية استهداف الشيعة مجددا مع احتفالهم باربعين استشهاد الامام الحسين في 10 نيسان/ابريل المقبل.
وقال بريمر خلال زيارة لمقر الفرقة 82 المحمولة جوا بالجيش الاميركي في غرب العراق "سنواجه المزيد من تهديدات الارهاب مع اقترابنا من موعد 30 حزيران/يونيو لتسليم السلطة لان الارهابيين يدركون بالتأكيد انه فور ان تكون هناك ديمقراطية فلن توجد ذريعة لشن اية هجمات اخرى."
وقال بريمر لرويترز عقب محادثات مع الميجر الجنرال تشارلز سواناك قائد الفرقة 82 المحمولة جوا "تكهنا بان الوضع سيصبح اكثر خطورة واعتقد انه سيكون كذلك. الارهابيون يعتقدون بوضوح انهم في الجانب الخاسر هنا وان الوقت ليس في صالحهم."
وقال بريمر انه يتعين تشديد الاجراءات الامنية وبشكل خاص خلال تجمع ديني كبير يعقد الشهر القادم وذلك بعد سلسلة التفجيرات المدمرة في بغداد وكربلاء قبل عشرة ايام خلال احتفالات يوم عاشوراء والتي اودت بحياة اكثر من 180 شخصا.
وقال بريمر انه يتوقع مشاركة ما قد يصل الى خمسة ملايين شخص في احتفالات مدينة كربلاء احياء لذكرى الاربعين لاستشهاد الامام الحسين مشيرا الى انه سيكون من المستحيل مراقبتهم كلهم.
ومن المتوقع ان يحل موعد احتفالات الاربعين في العاشر من نيسان/ابريل ليتزامن مع الذكرى السنوية الاولى للاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين مما سيجعل من هذا اليوم اكثر حساسية بشأن التهديد بوقوع هجمات من جانب رجال المقاومة المناهضين لاميركا او من المقاتلين الاجانب.
وقال بريمر "نتوقع ان يكون هناك ما بين اربعة وخمسة ملايين في شوارع كربلاء في الاربعين وما من سبيل في الدنيا لان تتمكن من تفتيش اربعة او خمسة ملايين شخص."
وللتصدي للهجمات المحتملة قال بريمر ان مجموعات امنية انشئت للاشراف على الامن في المزارات الدينية باربع مدن هي كربلاء والنجف وبغداد وسامراء وانها تجتمع بشكل اسبوعي لتبادل معلومات المخابرات والتخطيط للسياسات الامنية التي ستنفذ خلال الحدث.
وبسبب الحساسيات الدينية الخاصة بالمواقع المقدسة فقد طلب من القوات الاميركية وقوات التحالف ان تظل بعيدة عن المكان خلال الاحتفالات مثلما حدث في احتفالات عاشوراء في كربلاء وبغداد ولكن بريمر عبر عن امله في ان تشارك المخابرات في تأمين المواقع.
واردف قائلا "يتعين علينا ان نحترم حقيقة انهم لا يرغبون في تواجد قوات التحالف حول المواقع المقدسة."
ومن المقرر ان يغادر بريمر السفير فوق العادة البالغ من العمر 62 عاما العراق في اوائل تموز/يوليو فور اكتمال عملية نقل السيادة للعراقيين.
وكان بريمر وهو خبير في شؤون الامن والارهاب قد عين حاكما على رأس ادارة مدنية لادارة العراق في ايار/مايو العام الماضي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)