اعلان الحكومة الليبية الجديدة واشتباك مسلح في طرابلس

تاريخ النشر: 22 نوفمبر 2011 - 07:44 GMT
رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب
رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب

اعلن رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب مساء الثلاثاء تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة الانتقالية والتي تضم عددا من مسؤولي الثوار، بينما شهدت العاصمة طرابلس اشتباكا مسلحا يشير الى استمرار المخاطر الأمنية في البلاد.
وتضم الحكومة القائد السابق لثوار الزنتان اسامة الجويلي للدفاع، واحد قادة ثوار مصراتة فوزي عبد العال للداخلية، وعاشور بن خيال للخارجية وعبد الرحمن بن يزة للنفط.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي في طرابلس "يمكنني ان اطمئن الجميع: كل ليبيا (ممثلة) في الحكومة".
وعين وزيرا للشباب والرياضة المحامي فتحي تربل العضو في المجلس الوطني الانتقالي والذي ادى اعتقاله في 15 شباط/فبراير الى اندلاع الانتفاضة الشعبية في بنغازي (شرق) ومنها الى بقية انحاء ليبيا.
من جهة اخرى، اكدت السلطات الليبية الثلاثاء للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عزمها على محاكمة سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي المخلوع، في ليبيا.
ويقوم لويس مورينو اوكامبو الثلاثاء بزيارته الاولى الى ليبيا حيث ستعلن من جهة اخرى تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة.
وقال وزير العدل وحقوق الانسان محمد العلاقي "بكلمة واحدة لن نسلمه" الى المحكمة الدولية، وذلك خلال زيارة اوكامبو الذي جاء الى ليبيا ليبحث في مصير سيف الاسلام بعد اعتقاله السبت، ومصير عبدالله السنوسي الذي اعتقل الاحد. ولم تؤكد المحكمة الجنائية اعتقال السنوسي بعد.
وقد صدرت في حق سيف الاسلام والسنوسي، في 27 حزيران/يونيو مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال قمع الثورة الشعبية التي تحولت الى حرب اهلية (15 شباط/فبراير-23 تشرين الاول/اكتوبر).
وقال اوكامبو الذي ترافقه نائبته فاتو بنسودا انه لن يلتقي خلال زيارته سيف الاسلام القذافي، آخر ابناء معمر القذافي، والذي كان يعتبر الخليفة المحتمل لوالده.
وكان المجلس الوطني الانتقالي اعلن الاحد عزمه على ان يحاكم سيف الاسلام الذي اعتقل في الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) وعبدالله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي.
ووعد رئيس الوزراء الانتقالي عبد الرحيم الكيب ب "محاكمة عادلة" واكد ان سيف الاسلام "في ايد امينة"، وذلك على اثر دعوات من المجموعة الدولية ومنظمات غير حكومية من اجل معاملته معاملة جيدة والتعاون مع المحكمة.
وقال الكيب الاثنين امام سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس ان "المعاملة التي يحق له بها هي معاملة جيدة جدا، افضل بمئات المرات من المعاملة التي كان يخصصها هو ووالده للشعب الليبي".
واكدت رايس التي تزور ليبيا الثلاثاء في بنغازي (شرق) ان المسؤولين الليبيين اكدوا لها ان سيف الاسلام "معتقل في مكان آمن" و"يعامل معاملة انسانية" وسيحاكم "طبقا للمعايير الدولية".
وقالت السفيرة الاميركية ان قادة ليبيا الجدد ليس لديهم اي دليل على اعتقال عبد الله السنوسي رئيس الاستخبارات في نظام القذافي السابق. وقالت رايس في مدينة بنغازي شرق ليبيا على هامش زيارة رسمية الى ليبيا انه "في هذه المرحلة هم غير قادرين على التاكيد على ان السنوسي محتجز لدى اي شخص".
واضافت "وكان هذا اخر ما سمعته في تلك المرحلة"، وذلك بعد يوم من اجرائها محادثات في طرابلس مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس الوزراء المؤقت عبد الرحيم الكيب.
وقال مورينو اوكامبو "يجب ان يحال سيف الاسلام القذافي وعبدالله السنوسي الى القضاء"، مؤكدا "ضرورة بت مسألة مكان اجراء المحاكمة بالتشاور مع المحكمة".
وقتل معمر القذافي ونجله المعتصم بعد اعتقالهما على قيد الحياة في سرت (شرق) في 20 تشرين الاول/اكتوبر من قبل مقاتلين من المجلس الوطني الانتقالي.
وكان المؤتمر الوطني الانتقالي، المنبثق من التمرد السابق الذي اطاح نظام القذافي بعد 42 عاما في السلطة، اعلن ان السنوسي اعتقل الاحد في جنوب ليبيا.
ولا تستطيع المحكمة الجنائية الدولية التي تمارس صلاحياتها في ليبيا بموجب قرار مجلس الامن في 26 شباط/فبراير، ملاحقة منفذي ابادة او مرتكبي جرائم ضد الانسانية او جرائم حرب الا عندما لا يريد القضاء الوطني او لا يستطيع اجراء تحقيق او القيام بملاحقات ضدهم.
ااشتباك مسلح
الى ذلك، ذكر شهود عيان أن تبادلا لاطلاق النار شاركت فيه احدى الميليشيات الليبية المسلحة تسليحا ثقيلا وقع عند مجمع سكني يستخدمه عاملون أجانب بالعاصمة طرابلس في ساعة متأخرة من يوم الاثنين مما يشير الى استمرار المخاطر الأمنية في البلاد بعد انتهاء الصراع.
وقال شاهدا عيان ان مجموعة تتألف من نحو 20 رجلا من مدينة مصراتة الليبية بدأوا في اطلاق نيران أسلحتهم عندما منعوا من دخول مدينة النخيل (بالم سيتي) وهي مجمع سكني يضم مجموعة من الفيلات والشقق الفاخرة ويقع على أطراف ضواحي طرابلس.
وأفاد شاهد بأن حارسين ليبيين أصيبا بجروح عندما اندلع الاشتباك الذي استمر 30 دقيقة عند البوابة الامامية للمجمع.
وهذا الهجوم هو الاحدث ضمن سلسلة من الحوادث التي استخدمت فيها الميليشيات - التي حاربت لاشهر للاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي وتجوب المدن الليبية حاليا في شاحنات مدرعة - أسلحتها في تحقيق أغراضها.
والهجوم الذي وقع مساء الاثنين هو أول حادث يحاصر فيه أجانب بسبب أعمال عنف ويحتمل أن يزيد من نفور الشركات والحكومات الاجنبية - التي تحتاج ليبيا لمساعدتها لانعاش اقتصادها - من ارسال عامليها الى هناك.
وأشار شاهد عيان الى أن الميليشيا التي تنتمي الى مصراتة كانت تقيم في السابق بالمجمع السكني ولم يسمح لها بالعودة اليه. ويستخدم المجمع السكني العديد من موظفي الامم المتحدة والعاملين في مجال النفط.
وقال الشاهد "كنت في غرفتي عندما سمعت اطلاق نار... كانوا يستخدمون بنادق وأسلحة الية ثقيلة".
ومنع أحد مراسلي رويترز من دخول المجمع لكنه تمكن من رؤية ثقوب أحدثتها طلقات نارية على أقرب منبى لبوابة الدخول وكذا على باب زجاجي لشرفة في الطابق الارضي. وتناثرت الطلقات الفارغة في الخارج.
ولم يتسن على الفور الوصول الى مديري المجمع للحصول على تعليقاتهم بشأن الحادث.
وقال عامل أوروبي رفض ذكر اسمه انه كان داخل المجمع عندما بدأ اطلاق النار. وأضاف "كنت على الهاتف... وتمكنت من سماع الطلقات النارية".
بعد ثلاثة أشهر من الاطاحة بالقذافي لا تزال ليبيا ما بعد الحرب تواجه حالة من غياب النظام وتعاني من كثرة الاسلحة.
وأعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحيم الكيب تشكيل حكومته الجديدة اليوم الثلاثاء والتي ستواجه مهمة صعبة تتمثل في فرض سيطرتها على بلد متشرذم وبناء المؤسسات من الصفر ونزع سلاح الميليشيات.
وما زال من الممكن سماع دوي الطلقات الاحتفالية بشكل متقطع عبر طرابلس فيما أمكن سماع اطلاق نار من مضادات للطائرات في المدينة لفترة قصيرة.
وتلعب الميليشيات المسلحة دور قوات الشرطة حيث تقيم نقاط تفتيش على الطرق وتنظم حركة المرور وتلقي القبض على من تعتبرهم مجرمين.
كانت اشتباك عنيف وقع في وقت سابق الشهر الجاري بين جماعات محلية مسلحة أسفر عن مقتل العديد من الاشخاص في ضواحي طرابلس.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن