اضاءة : تحقيق - محمد عبد الله
منذ اندلاع الثورة السورية في 18 مارس 2011، دأب نظام بشار الأسد، على استخدام كافة الأسلحة لمواجهة طموحات شعبه في تحقيق الحرية، إلا أن معارضين وحقوقيين سوريين أوضحوا أن عمليات الاغتصاب الممنهجة للنساء سواء في سجون النظام أو في أثناء عمليات الاقتحامات، تعد من أخس الأدوات التي يلجأ لها النظام لتركيع المعارضة والتأثير على عزيمتها.
وأكدوا – في تصريحات لـ"إضاءة"- على أن خشية النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب على يد مليشيات الأسد، من تلويث سمعتهن، يُصعِّب من عملية توثيق هذه الجرائم، مطالبين بتدخل دولي للكشف عن مصير المعتقلات من حرائر سوريا في سجون النظام.
الاغتصاب على أساس طائفي
الدكتور إبراهيم الجباوي، العميد المنشق عن الأسد، أكد أن عصابات النظام انتهجت منذ بداية الثورة اللجوء إلى اغتصاب حرائر ونساء وبنات المعارضين وكل من خرج في الاحتجاجات والمظاهرات، باعتبار أن المساس بعفة المرأة هو مساس بالشرف والكرامة، لافتًا إلى أن عصابات النظام كانت ولازالت تمارس عمليات الاغتصاب بحق الحرائر وهن مكبلات.
وأشار الجباوي إلى حالات الاغتصاب كثيرًا ما حدثت أمام ناظري ولي أمرها أثناء الاقتحامات سواء والدها أو شقيقها ويكون مقيد اليدين والقدمين لا يستطيع الدفاع عن عرضه.
وأوضح أن عمليات الاغتصاب تنعكس على نفوس المعارضة بمزيد من الكره والحقد والرغبة بالثأر وبمزيد من الإصرار على إسقاط النظام والتخلص منه، لافتًا إلى أن الاغتصاب كان يطال المعتقلات والمختطفات الا في حالات الاقتحامات حيث يستقوون على الاهالي ويمارسون الاغتصاب لقهر الرجال بذلك ومن ثم تصفيتهم.
ولفت الجباوي إلى أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعمليات الاغتصاب باعتبار أن كثيرًا من الحرائر لا يفصحن عن ذلك خوفاً من الثأر للشرف أو خوفاً من الفضائح التي قد تلازمهن مدى الحياة وكذلك حفاظاً على سمعتهن وكرامتهن، موضحًا أنه تم توثيق الحالات التي تمت أمام أولياء الأمور أو أمام أحد الأقرباء أو أمام العامة وفي المعتقلات بحيث لم يعد يجدي نفعاً إخفاء ذلك.
الاغتصاب يتجاوز أسوار السجون
الملازم أول ثائر المرعي الضابط في الجيش السوري الحر، أكد أن عمليات الاغتصاب لحرائر سوريا تتم يومياً، مشيرًا إلى أن نظام الأسد الطائفي يعلم أن أغلى ما تملكه المسلمة هو شرفها فهو يقوم بإذلال عرض الثوار باغتصاب النساء اللواتي يقبعن في سجونه وذلك كله بهدف كسر المعارضة والتأثير السلبي على صمودها ومقاومتها، مؤكدًا أن هذا الأمر لن يؤثر على عزيمة المعارضة بل سيزيدها إصرارًا.
وأوضح المرعي، أن الشعب السوري مصر على مواصلة طريقه ونجاح ثورته وإسقاط هذا النظام الذي وصفه بـ"الفاجر"، مؤكدًا أن شباب المعارضة وكلوا أمر الأخوات المسلمات إلى الله حتى نستطيع فك أسرهن، مشيرًا إلى أن موضوع الاغتصاب لايقتصر على النساء المعتقلات فعندما يقوم النظام باقتحام أحد المدن المعارضة له يقوم باغتصاب النساء والفتيات القاصرات وذلك ليعاقب أهل هذه المدينة على جريمة الانتفاض ضد الرئيس غير الشرعي .
الشرف السوري على مذبح مرتزقة الأسد
الناشط الحقوقي السوري، ربيع محمد، أكد أنه منذ بداية الثورة السورية وبعد مرور وقت قصير على انطلاقتها عمد النظام وعبر خطة ممنهجة ومدروسة إلى القيام بعمليات استغلال للناشطين من خلال اعتقال ذويهم وخاصة من النساء سواء كانت أختاً أم ابنة أم زوجة ، وذلك مقابل تسليم أنفسهم ، وكانت الأمور تصل لحد التهديد بالاعتداء عليهم جنسياً ما دفع الكثير إلى تسليم أنفسهم ليلاقوا مصيراً مجهولاً.
وأكد الحقوقي السوري أنه مع تطور الأمور أكثر فأكثر ومعرفة النظام بعدم قدرته على السيطرة عليها، سمح لمليشياته وقواته والمرتزقة الذين أحضرهم من إيران والعراق ولبنان بفعل أي شيء كنوع من التشجيع من أجل ضمان ولائهم وبقائهم معه ، وهنا كان الخاسر الأكبر هو المرأة أو الفتاة السورية ، من شمال البلاد إلى جنوبها.
وأشار الحقوقي السوري إلى وجود عشرات الآلاف من المعتقلات في السجون حتى الآن ومنهن لا زلن قاصرات، ما يفرض ضرورة التدخل الدولي من أجل الكشف عن مصيرهن وإنقاذهن مما يعانينه داخل السجون، وتأتي قضية المرأة في الثورة السورية لتشكل أزمة كبيرة بعد سقوط النظام لحجم وكم الضغوط الهائلة التي تعرضت لها ، ما يفرض على الحكومات التي ستستلم الأمور ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الكثير من الأعباء من أجل العمل على التخفيف عن النساء ومحاولة مساعدتهن على تجاوز الأزمات التي تعرضوا لها.