اقبال ضعيف على الانتخابات البرلمانية في الجزائر

تاريخ النشر: 10 مايو 2012 - 07:38 GMT
أبو جرة سلطاني يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية الجزائرية وبجواره زوجته
أبو جرة سلطاني يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية الجزائرية وبجواره زوجته

 امتنع جزائريون بأعداد كبيرة يوم الخميس عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تأمل النخبة الحاكمة في البلاد ان تساعدهم في استعادة مصداقيتهم بعد انتفاضات الربيع العربي التي جعلتهم يبدون لا صلة لهم بالواقع.
وادت انتفاضات الربيع العربي الى ضغوط للاصلاح وضخ دماء جديدة في المؤسسة التي تحكم البلاد منذ استقلالها عن فرنسا قبل نصف قرن.
واستجابت السلطات الجزائرية للانتفاضات التي تفادت الجزائر أغلبها بوعود بالانتقال بوتيرة ثابتة نحو المزيد من الديمقراطية على ان يبدأ ذلك بانتخابات اليوم.
ولا يرى جزائريون كثيرون طائلا من وراء الانتخابات لان السلطة الفعلية في البلاد تبقى في يد شبكة غير رسمية جذورها ضاربة في قوات الامن.
وينفي المسؤولون ذلك ويقولون ان مسؤولي البلاد منتخبون بطريقة ديمقراطية.
وقال مراسلون لرويترز في القرى التي تعيش على صيد الاسماك على ساحل البحر المتوسط في الغرب وفي الجبال التي تقطنها القبائل في الشرق ان اعدادا قليلة جدا من السكان ذهبوا للادلاء باصواتهم لكن الاعداد من المتوقع ان تزداد لاحقا.
ومن المتوقع بشكل كبير ان تعطي هذه الانتخابات الحصة الاكبر من مقاعد البرلمان لاول مرة في تاريخ الجزائر لاسلاميين معتدلين كما حدث في دول مثل مصر وتونس.
وقال أبو جرة سلطاني الذي يرأس حزبا يشكل مع أحزاب اسلامية أخرى التكتل الاخضر - والذي من المتوقع أن يصبح القوة المسيطرة على البرلمان الجديد - ان الشبان سيصنعون ربيع الجزائر في هذه الانتخابات.
واضاف بعد ان ادلى بصوته قرب بيته في بلدة سطاوالي التي تقع الى الغرب من العاصمة ان انتخابات 2012 تختلف عن سابقاتها لانها ستكون لها امتيازات جديدة وان من سيقاطعونها سيندمون على مقاطعتهم.
ويرى كثير من الجزائريين ان الانتخابات لن تغير الكثير لان البرلمان يملك سلطات محدودة وتوجد صلات حتى بين احزاب المعارضة والمؤسسة الحاكمة.
وقال ناخب في الثلاثينيات من عمره في مقهى ببلدة زرالدة غربي العاصمة انه لا يعتزم الذهاب الى مركز الاقتراع.
وقال الناخب كريم شيبا "ما الفائدة.. البرلمان لا يملك سلطة والنواب ليسوا أكفاء بما يكفي لتغيير دور مؤسستهم."
وفي تيزي وزو التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر الى الشرق من الجزائر كانت مراكز الاقتراع شبه خاوية صباح يوم الخميس.
وعندما سئل عن الانتخابات قال سالم (28 عاما) الذي يبيع الصحف في البلدة مازحا "عما تتكلمون.. انتخابات.. اي انتخابات.."
واعلن يوم الخميس عطلة رسمية لتشجيع الناخبين على التصويت.
وقال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية على التلفزيون الحكومي ان نسبة الاقبال على التصويت في البلاد عند منتصف يوم الخميس بلغت 15.5 في المئة وقال ان الشعب سعيد وانه يأمل ان تكون هذه الانتخابات احتفالا.
وسجل ادنى مستوى لاقبال الناخبين على التصويت في 2007 ووصل الى نحو 35 في المئة وهي نسبة من شأنها ان تمثل احراجا للسلطات اذا تكررت هذه المرة.
وكانت السلطات تأمل ان يؤدي الاقبال الكبير على التصويت الى منحها شرعية في عام تحتفل فيه الجزائر بالعيد الخمسين لاستقلالها عن فرنسا. ومن المتوقع ان تكون تلك المناسبة مناسبة للاحتفالات لكنها ايضا فرصة للبحث عن الذات والتفكير في اذا ما كانت البلاد تسير على النهج الصحيح.
لكن الرغبة في الانتفاضة ليست كبيرة في الجزائر. فعائدات النفط والغاز في الجزائر التي تصدر نحو خمس الغاز الطبيعي الذي تستورده اوروبا رفعت المستوى المعيشي وينظر الناس بانزعاج الى اراقة الدماء في ليبيا المجاورة بعد انتفاضتها.
وما زال الصراع الذي دار في الجزائر في تسعينات القرن الماضي بين قوات الامن ومتمردين اسلاميين واسفر عن مقتل نحو 200 الف شخص ماثلا في الاذهان. وبدأ هذا الصراع بعد ان الغت الحكومة بدعم من الجيش الانتخابات التي كان اسلاميون متشددون في طريقهم للفوز بها.
ويقدم الاسلاميون الذين يخوضون انتخابات يوم الخميس طرحا جديدا فهم يرفضون التغيير الجذري. وبعض قادتهم اصبحوا وزراء في الحكومة بالفعل.
وادلى كثيرون منهم بأصواتهم في سطاوالي يوم الخميس لانها اقرب مركز للاقتراع في مساكن كلوب دي بان الحكومية على ساحل البحر المتوسط التي يقطنها الوزراء ونواب البرلمان.
ولا توجد في الجزائر استطلاعات للرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع ولا يتوقع أن تعلن النتائج الاولية الا عندما تكشف عنها وزارة الداخلية يوم الجمعة.
وقال جيف بورتر من نورث افريكا ريسك كونسالتانت "هناك فرصة قوية امام التكتل الاخضر للفوز بأغلبية المقاعد."
وقال "القيادة الاسلامة في البرلمان من المرجح ان تتفادى الموضوعات الاصعب مثل الاصلاح السياسي والشؤون الخارجية والسياسة الاقتصادية الاوسع."

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن