الأردن: مؤتمر "فيلادلفيا" الدولي يبحث في قضايا المرأة العربية ويوصي بإنصافها

تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2014 - 12:57 GMT
البوابة
البوابة

 عمان – البوابة – وسام نصرالله

ناقش باحثون وأكاديميون عرب على مدار ثلاثة أيام خلال المؤتمر الدولي التاسع عشر الذي عقد في جامعة فيلادلفيا الأردنية، قضايا تتعلق بالمرأة العربية وأبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها.

وهيمنت الأحداث التي تعصف بعالمنا العربي على النقاشات والأجواء خلال جلسات المؤتمر، مع طرح كثير من القضايا الشائكة، والإشكاليات التي تعانيها المرأة العربية.

وجاء المؤتمر الذي عقدته كلية الآداب والفنون في الجامعة، تحت عنوان: "المرأة: التجليات وآفاق المستقبل"، خلال الفترة الممتدة بين 28 – 30 تشرين الأول، بمشاركة 64 باحثا وأكاديميا، قدموا 59 ورقة عمل، ومثلوا 39 جامعة ومؤسسة علمية على امتداد مساحة الوطن العربي. 

وأوصى المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد تحت رعاية رئيسة مجلس أمناء الجامعة العين السابق ليلى شرف، أن تخصص الجامعة جائزة للمرأة المتميزة.

وطالبوا بالتوسع في طرح القضايا التي تفعل دور المرأة وتقلل من مظاهر سوء الفهم في ظل المتغيرات الحديثة، والتطورات الإنسانية والعالمية.

 وقال نائب رئيس الجامعة الدكتور صالح أبو اصبع، خلال حفل الختام الذي عقد مساء الخميس في منطقة البحر الميت: "ميزة مؤتمر "فيلادلفيا" هذا اللقاء الحميم الذي يجمع نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين المتخصصين في حقولهم العلمية، والتفاعل معهم والتواصل مستقبلا". 

 ويضيف رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أبو اصبع: "نأمل أن تستمر دورات المؤتمر مستقبلا، لتبقى شعلة علمية مضيئة في ظل الواقع العربي الصعب الذي نعيشه، مع الأمل بالخلاص من تلك المحنة".

ورأت اللجنة المنظمة أن يكون العنوان التالي  للدورة القادمة: "الشباب : التجليات وآفاق المستقبل".   وأكد المشاركون، ضرورة تشجيع المرأة العاملة والدفع بها للمشاركة في عملية التنمية، والعمل على تغيير بعض المفاهيم الثقافية في المجتمع، والتي تعيق عمل المرأة لتؤدي دورها في المجتمع.  

ودعوا الجامعات العربية ووزارات التربية والتعليم في الوطن العربي للعناية بتدريس موضوعات المرأة، وتوحيد لغة الخطاب بين الذكر والأنثى، إضافة إلى توعية المجتمع بحق المرأة باعتبارها جزءاً مهماً في تكوين المجتمع وتنميته   وطالبوا بالعمل على تغيير صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام المختلفة، والاهتمام بالمرأة صاحبة الاحتياجات الخاصة وتشجيعها للحصول على حقوقها وإدماجها في المجتمع. 

ودعا المشاركون أصحاب القرار لبناء تشريعات وأنظمة تساعد في النظر للرجل والمرأة نظرة إنسانية واحدة، دون تمييز في الحقوق والواجبات، مع مراعاة الدور الوظيفي والخصوصية لكل منهما.

وأكدوا ضرورة بناء مشروع تصوري متكامل لا يتسامح مع واقع يظلم المرأة أو أية ثقافة تحط من قيمتها وقدرتها، واهمية تفعيل دور المرأة في المشاركة السياسية والحزبية مضموناً وليس شكلاً.  

وطالبوا إرجاع قضية المرأة إلى مرجعتيها الأصلية على أنها قضية اجتماعية بعيدة عن التصورات الأيدلوجية.  

وفي نهاية حفل الختام الذي أداره رئيس قسم الصحافة في الجامعة الدكتور يوسف ربابعة، قدم الدكتور أبو اصبع الشهادات التقديرية على المشاركين.

بدوره تقدم الدكتور عدلي سمري من مصر والذي ألقى كلمة المشاركين بالمؤتمر، بجزيل الشكر للجامعة على حسن الضيافة والإستقبال، وإهتمامها معرفيا بالقضايا العربية وتسليط الضوء عليها.  

وتوزعت محاور المؤتمر التي قدم أوراقها المشاركون باللغتين العربية والإنجليزية، على المداخل التالية: المرأة والفكر العربي والغربي، المرأة والأدب، المرأة والرواية المشرقية والمغاربية، المرأة والفن، المرأة والإعلام والتعليم، المرأة والتغيير، المرأة والمشاركة السياسية، المرأة الفلسطينية  في ظل الاحتلال، المرأة والتاريخ والتراث والاستشراق

ابو اصبع: "عصف ذهني"

وعن مدى أهمية المؤتمر الدوري للجامعة في إسناد العملية التعليمية والعودة بالفائدة الكبيرة على الطلبة  قال نائب رئيس الجامعة الدكتور أبو اصبع في تصريحات سابقة: "نحن نؤمن بأن أهمية الجامعة لا تكمن في العملية التعليمية التقليدية، ذلك أن الطالب بإمكانه - وبديلاً عن ذلك- الجلوس في البيت واكتساب المعلومة من خلال مطالعة الإنترنت والكتب العلمية، غير أنّ الأهمية في التعليم غير التقليدي وهو ما نتبعه، بما يوفره تفاعل الطلاب من خلال حضور المؤتمرات لجهة إعتمادنا أسلوب الحوار والتفاعل في تلقي المعلومة وبما يحويه ذلك من عصف ذهني يحفز الطالب على التفكير والإبداع، وهذا ما يفسر أنّ العديد من الباحثين المشاركين في مؤتمراتنا السابقة تفاجأوا من مداخلات ونوعية وأسئلة طلابنا، ومدى نضوجهم الفكري وقدرتهم الكبيرة على التفاعل مع المحاضرين".

ولفت أبو إصبع إلى أن "المشاركة الأجنبية في المؤتمر تعتبر الأقل مقارنة بنسبتها في المؤتمرات السابقة للجامعة، وهذا بسبب خصوصية موضوع المؤتمر الذي يتعلق بالمرأة العربية، ولذا كانت مشاركتها في مؤتمرها هي الأعلى بين سالفاتها من المؤتمرات السابقة للجامعة، وتصل نسبة المشاركة النسوية ال60%، ويكمن السبب بالضرورة في موضوع المؤتمر الذي تم إختياره لدواع تتعلق بحقيقة أنّ المحاور الأساسية للتنمية تبدأ بالمرأة، ولهذا جعلنا لها مؤتمراً مستقلا لهذا العام، في حين سننتقل بعد ذلك لعقد مؤتمر خاص بالطفل، ويليه مؤتمر خاص بثقافة الشباب".

ويُباهي الدكتور صالح أبو إصبع بأن "جامعة فيلادلفيا ترى في مؤتمرها الدوري أهم نشاط تمارسه بالمطلق، وما يدلل على ذلك هو استمرارية المؤتمر، حيث لا توجد جامعة عربية استمرت في مؤتمراتها كما فعلنا لعشرين جلسة متتالية، ونحن تفوقنا في هذا المجال حتى على جامعات عريقة كمثل جامعة دمشق، وجامعة القاهرة التي يربو عمرها على مائة عام، ولذا نعتبر أنفسنا في جامعة فيلادلفيا محظوظين بهذا النجاح، ومع أننا لسنا من نضع التصنيفات، إلا أننا نلمس نجاح مؤتمرنا في إستمراريته وانتظامه في نفس الموعد السنوي، ومن حجم الإقبال الجماهيري، الأمر الذي مكننا وبفضل الله من تكوين خبرة ممتدة في هذا المجال منبعها حرصنا على تتبع قضايا الأمة العربية ومناقشتها بنهج علمي وأكاديمي وعبر أبحاث جادة لجهة فحص المسببات ووضع تصورات لمخرجات من مآزقنا ومشكلاتنا، واستشراف رؤية مستقبلية واضحة ما أمكننا من ذلك، ونحن في خضم كل ذلك ندرك مسألة هامة وهي أن الصعود سهل، لكنّ البقاء في القمة وفي ذات المستوى يظلّ هو التحدي الأكبر،، ونحن لا نأمل بما هو أكثر مما حققناه وكل هدفنا البقاء في نقطة الوصول التي أحرزناها بمؤتمراتنا ذات الجذب العالي كما أسلفت".