لم تكن هناك رغبة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي في تنفيذ “قناة البحرين” التي واجهت التسويف.
قالت قناة كان العبرية نقلا عن مصادر أردنية قولها أن الأردن قرر بشكل نهائي التخلي عن مشروع “قناة البحرين” بينه وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وستركز المملكة على الترويج لمشروع “الناقل الوطني وهو الناقل للمياه من البحر الأحمر (مشروع العقبة – عمان لتحلية ونقل المياه)، الذي لا يشارك فيه أي طرف ، في محاولة للتعامل مع النقص الحاد في المياه في المملكة.
التخلي عن المشروع يمثل خسارة استراتيجية لإسرائيل أيضًا ولا يشكل خطاً مشجعاً لتحركات مستقبلية.
وبحسب المصادر ، لم تكن هناك رغبة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي في تنفيذ “قناة البحرين” التي واجهت التسويف.
وأضافوا أن التخلي عن المشروع يمثل خسارة استراتيجية لإسرائيل أيضًا ولا يشكل خطاً مشجعاً لتحركات مستقبلية.
وقال وزير المياه الاردني محمد النجار قبل ايام انه في ظل الخلاف بين الطرفين اصبح مشروع “القناة البحرية” شيئا من الماضي.
ووقع الأردن وإسرائيل في العام 2013 في العاصمة الامريكية واشنطن على مذكرة تفاهم بشأن مشروع “قناة البحرين”، علما أنه تم في العام 2002 الشروع في صياغة المشروع المشترك للحكومتين الأردنية والإسرائيلية.
ناقل وطني بديلا
وكشف عن فكرة المشروع الأردني الإسرائيلي خلال أعمال مؤتمر قمة الأرض للبيئة والتنمية، الذي عقد في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا بالعام 2002.
ويتضمن المشروع توفير 85 مليون متر مكعب من المياه للأردن سنويا وتزويد البحر الميت بكمية تصل إلى 200 مليون متر مكعب سنويا. كما كان يفترض أن تحصل الأراضي الفلسطينية على 30 مليون متر مكعب و20 مليون متر مكعب ستشتريها إسرائيل من الأردن بسعر الكلفة.

وقال وزير المياه محمد النجار، قبل عدة أيام، لـ"العربي الجديد" إن مشروع "قناة البحرين"، الذي يربط بين البحرين الأحمر والميت بواسطة قناة لرفع منسوبه وكذا توفير مياه الشرب للأردن، "لم يعد قائما بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الجهات التي كانت تنوي إطلاقه، وهي الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل".
وأضاف النجار "المشروع انتهى وأن جهود الأردن تنصب على تنفيذ مشروع وطني لنقل المياه بدون مشاركة أي طرف"، مؤكدا أن "كميات المياه التي كانت منتظرة من مشروع ناقل البحرين لا تكفي احتياجات الأردن بأي شكل من الأشكال".
وسيمكن مشروع "ناقل المياه الوطني" الذي يحاول الأردن تطويره بهذه المرحلة ضخ المياه من البحر الأحمر، وتحلية المياه في منشأة في العقبة، بحيث سيحصل الأردن على 300-200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.
سيضطر الأردن خلال السنوات المقبلة إلى الاستمرار في الاعتماد على المياه التي يشتريها من إسرائيل كل عام بموجب اتفاقية السلام بين البلدين
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"العربي الجديد"، إن تعثر المشروع جاء نتيجة توتر العلاقات بين الأردن وحكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة سنوات، بسبب رفض الجانب الأردني صفقة القرن والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمقدسات.
وأضاف أنه "وفقا لما خطط له، كان يفترض البدء بتنفيذ المشروع قبل حوالي 4 سنوات، لكن مماطلة إسرائيل وعدم جديتها دفعت الأردن للتفكير بخيارات أخرى لتوفير مصادر جديدة للمياه، ومن ذلك مشروع الناقل الوطني".
وعليه، سيضطر الأردن خلال السنوات المقبلة إلى الاستمرار في الاعتماد على المياه التي يشتريها من إسرائيل كل عام بموجب اتفاقية السلام بين البلدين، وتقدر بحوالي 50 مليون متر مكعب.