الأزمة المالية وسوريا وإيران أبرز التحديات أمام قادة العالم في 2013

تاريخ النشر: 12 ديسمبر 2012 - 06:16 GMT
أبرز التحديات أمام قادة العالم في 2013
أبرز التحديات أمام قادة العالم في 2013

يواجه أبرز قادة العالم الرئيس الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والصيني تشي جينبينغ والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل عدة تحديات للعام 2013 تتفاوت بين الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا والحرب في سوريا والملف النووي الإيراني وصولا إلى النزاعات الحدودية في آسيا.

-الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا:
تقول جيسيكا ماثيوس رئيسة مركز كارنيغي للابحاث في بحثها الجماعي "التحديات والفرص للرئيس في 2013" أنّ "أيّ مسألة في السياسة الخارجية في العام 2013 لن تكون أهم من قدرة الولايات المتحدة وأوروبا على حل أزماتهما الاقتصادية".
فالولايات المتحدة تواجه تهديد "الهاوية المالية" وهي برنامج تلقائي من الإجراءات التقشفية الإلزامية والزيادات الضريبية، تلوح مع بداية 2013 في حال عدم التوصل إلى اتفاق في الكونغرس على خطة لخفض الديون، وستدفع الأميركيين إلى الحدّ من استهلاكهم.
وفي حال عدم التوصل إلى أيّ اتفاق بحلول نهاية العام، فإنّ إجراء آليا سيدخل حيز التنفيذ في 2 كانون الثاني وسيشمل زيادة في الضرائب واقتطاعات هائلة في النفقات العامة، ما يمكن أن يُغرق الاقتصاد الأميركي مجددا في الانكماش.
وكتبت ماتيوس أنّ "اتفاقا سياسيا يتجنب الهاوية المالية سيزيل الكثير من القلق الذي تغرق به البلاد منذ سنة ونصف السنة".
أمّا بخصوص أوروبا فإنّ "التحدي يبقى التوفيق بين الانضباط الاقتصادي والرغبة السياسية". وتضيف أنّ أزمة منطقة اليورو "تحولت في 2012 من مرض قاتل إلى مرض مزمن سيستمر لسنوات" محذرة قادة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا أو البرتغال من أنّه سيترتّب عليهم في 2013 "مواصلة التدابير لمواجهة الأزمة، وتجنُّب التراجع، لا سيما في فرنسا ومواصلة العمل على استئناف النمو".
ويقول الخبراء أنّ الموقف الأميركي المؤيد لاستئناف النمو هو أقرب من موقف فرنسا أو إيطاليا مقارنة مع التقشف في الميزانية الذي تدافع عنه ألمانيا.
ومن المتوقع أن يتراجع إجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو بنسبة 0,3 بالمئة السنة المقبلة، لكن جاستن فايس مدير الأبحاث في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب "باراك أوباما وسياسته الخارجية" يعتقد أنّ "المرحلة الأسوأ من أزمة اليورو أصبحت وراءنا"، مضيفا أنّ "الأميركيين والأسواق خلصوا إلى أنّ اليورو لن ينهار وإلاّ لكان تراجع سعره كثيرا أو لكان حصل تهريب لرؤوس الأموال".
لكن الخبير الفرنسي عبّر عن قلقه من "آثار التباطؤ العالمي على الصين". وبحسب سيناريو متشائم فإنّ منطقة اليورو "ستخفض وارداتها من الصين بشكل جذري بسبب انكماش أكبر ممّا هو متوقع" ما سيؤدي إلى "عواقب سياسية واجتماعية وجيوسياسية في الصين". وتقول جيسيكا ماثيوس أنّ الرئيس الصيني الجديد تشي جينبينغ "لا يمكنه أن يسمح بتباطؤ النمو وتراكم المشاكل السياسية-الاقتصادية".
- الصين والنزاعات على الأراضي مع جيرانها ودور الولايات المتحدة:
يخشى عدد من المحللين تصاعد الخلافات في منطقة آسيا-المحيط الهادئ يتبعه سباق على التسلح أو حتى نزاع مسلح. ومحور هذه الخلافات جزر في بحر الصين تتنازع عليها الصين وجيرانها من مجموعة جنوب شرق آسيا، اليابان وكوريا الجنوبية. والولايات المتحدة مرتبطة بتحالف عسكري مع اليابان لكنها ترفض التدخل.
لكن "الدول المجاورة للصين تعتبر الولايات المتحدة على أنّها الدولة التي يمكنها إعادة توازن القوة السياسية والعسكرية للصين، وإلاّ فستهيمن على المنطقة بأسرها" كما يقول هارولد براون وزير الدفاع السابق في عهد جيمي كارتر، والمستشار في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.
- إيران:
وتوقّع فايس أن يبقى الملف النووي الإيراني "الملف الأكثر سخونة" في العام 2013 مع "احتمال قوي جدا باشتعال الوضع إقليميا". وتشتبه الدول الكبرى و"إسرائيل" في أنّ طهران تسعى لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامحها النووي المدني وهو ما تنفيه إيران.
ويرى فايس أنّه في مواجهة إيران التي لا تزال تخصب اليورانيوم "تم استنفاد المنطق في السنوات العشر الأخيرة مع فرض عقوبات مرفقة بمفاوضات".
وعبّر براون عن أمله في أن تتمكّن المجموعة الدولية "من تقديم عرض للإيرانيين مقابل وقف أو توقف لفترة في تخصيب اليورانيوم، دون استبعاد فرضية قصف المنشآت النووية".
سوريا:
- يتوقع خبراء احتمال سقوط دمشق قرابة عيد الميلاد، ويتوقعون أيضا انطلاق "توافق دولي"، خصوصا بفضل تليين الموقف الروسي الذي يتيح في 2013 "بدء انتقال سياسي طويل وصعب"، بحسب ماثيوس.
وبخصوص الأسلحة الكيميائية يرى فايس أنّه "من المحتمل أن تجد الحرب الأهلية طريقها إلى الحل، لكن تبقى هناك حاجة رغم كل شيء لتدخل غربي من أجل ضمان الأمن والاستقرار".