وقال سبكتر (جمهوري) في مؤتمر صحفي قبل مغادرته دمشق: "ناقشنا أنا والرئيس مساعدة من جانب سورية (لمعالجة) المشاكل الحالية في العراق". واعتبر ان "سورية يمكن ان تكون مفيدة عبر المساعدة في وقف عبور مسلحين ومقاتلين وإرهابيين الى العراق".
ونقل عن الاسد قوله ان مراقبة الحدود تستدعي "تعاونا من الجانب العراقي للحدود". وأضاف سبكتر: "قال الرئيس الاسد انه حاول اقناع الولايات المتحدة بأن تستخدم قواتها للعمل مع سورية على مراقبة الحدود، لكن الولايات المتحدة لم تستجب لهذا الامر"، لافتا الى انه سيثير الموضوع مع الرئيس جورج بوش. وتابع انه سيشدد امام بوش على ضرورة بدء حوار مع سورية يتناول الوضع في العراق.
وقال سبكتر، وهو رابع عضو في مجلس الشيوخ يزور سورية خلال كانون الاول/ديسمبر، "سأتحدث الى الرئيس (...) لا اقول انه سيوافق ولكن سنرى كيفية تطور الامور".
وتتهم واشنطن سورية بالسماح بانتقال أسلحة ومقاتلين عبر حدودها الى العراق وهو ما تنفيه سورية. وقال سبكتر إن الأسد ابلغه إن سورية قد حاولت أن تتعاون مع الولايات المتحدة لاستعمال قواتها في العراق لضبط الحدود مع سورية ولكن واشنطن لم تستجب لهذا العرض.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "الاسد اكد (للسيناتور سبكتر) وجوب حل كل المشاكل في المنطقة بما فيها اسلحة الدمار الشامل مشيرا في الوقت نفسه الى ان الحلول لمشاكل منطقة الشرق الاوسط سياسية وليست امنية".
ونقلت عن سبكتر تأكيده على "محورية دور سورية في ما يجري بالمنطقة وأهمية تفعيل الحوار معها بما يحقق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط".
وكان عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري وكريستوفر دود التقيا الرئيس السوري في 20 كانون الاول/ديسمبر، ودعوا لدى عودتهما الى الولايات المتحدة الى فتح حوار مع دمشق.
بدوره، زار السيناتور الديموقراطي بيل نلسون دمشق في 14 كانون الاول/ديسمبر حيث اجتمع بالرئيس السوري.
وقد كشف نلسون أنه تبادل حديثاً حاداً مع الرئيس السوري الذي أكد لضيفه الأمريكي أنه لا يدعم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، وهذا ما حدا بصحيفة "تشرين" السورية الحكومة لمهاجمته ووصفه بأنه "ذو وجهين".
ولا يزال الرئيس الأمريكي يرفض الدعوات الى اجراء مفاوضات مباشرة مع سورية التي تتهمها واشنطن بتسهيل مرور "الارهابيين" الى العراق.
من جهة أخرى، نقل سبكتر عن الأسد أن "سورية مستعدة لاستضافة مؤتمر يجمع كل الاطراف العراقية لمحاولة العمل على المشاكل والوصول الى توافق على ما يجب ان يعمل بالنسبة للعراق".
وأضاف: "قال الأسد إنه قد تم استشارة تركيا وإنها ستشارك مع دول عربية أخرى في المنطقة لمحاولة ايجاد حل سياسي لما يجري في العراق".
وقال سبكتر: "النقطة التي تم تأكيدها هي ان العراق لا يمكن ان يحكم من قبل الاغلبية وإنما يجب ان يحكم بطريقة توافقية".
ولم يحدد سبكتر موعدا متوقعا للمؤتمر. وتأتي زيارته لدمشق في فترة يتزايد فيها الاهتمام الامريكي لمعرفة وجهة نظر سورية بشأن الدور الذي يمكن ان تلعبه لوقف العنف في العراق.
وتقول سورية التي بدأت بتحسين علاقتها مع الحكومة العراقية المدعومة من امريكا بأن وقف أعمال العنف الطائفية في العراق والحفاظ على وحدته هي من المصالح القومية بالنسبة لها. وسورية حليفة لإيران وتملك صلات مع جهات سياسية مؤثرة في العراق.
وشهدت دمشق زيارات في الاسابيع الاخيرة لممثلين عن قوى سياسية عراقية منهم رئيس حزب الدعوة ابراهيم الجعفري وأحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي. وزار العاصمة السورية أيضا وفد أمني برئاسة وزير الداخلية العراقي جواد البولاني