الأسطول الأكبر في تاريخ التضامن مع غزة يتجمع في البحر المتوسط

تاريخ النشر: 16 سبتمبر 2025 - 05:43 GMT
_

تستعد عشرات السفن المشاركة في "أسطول الصمود العالمي" للالتحام في عرض البحر الأبيض المتوسط خلال يوم أو يومين، تمهيدًا للإبحار نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 18 عامًا، بحسب ما أعلنه منسق الوفد التركي في الأسطول، حسين دورماز، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول.

وقال دورماز إن الأسطول – الذي يضم مشاركين من 44 دولة – يُعد "أكبر تحرك مدني من نوعه" لكسر الحصار المفروض على غزة، موضحًا أن السفن غادرت المياه التونسية وتبحر حاليًا باتجاه نقطة التقاء محددة في المتوسط، مشيرًا إلى أن نحو 50 سفينة تتحرك حاليًا، بينما تخضع 7 سفن أخرى لأعمال الصيانة في تونس وسيتم ضمها لاحقًا.

وأكد المنسق التركي أن المنظمين يخططون للوصول إلى غزة في غضون 12 إلى 13 يومًا في حال عدم وجود عوائق، لافتًا إلى أنهم سيتجنبون التوقف في أي ميناء تفاديًا للمخاطر، مع توقعات بمواجهة أعطال تقنية أو محاولات إسرائيلية لمنعهم.

وأضاف دورماز: "لا نتوقع من إسرائيل أن تستقبلنا بالورود، بل بالأسلحة، لكننا سنواجهها بسلمية وبطابعنا المدني"، مؤكداً عزم المشاركين على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع المحاصر، حيث يعيش قرابة 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية منازلهم.

وكشف دورماز أن سلطات الاحتلال حاولت سابقًا الضغط لمنع انطلاق الأسطول أو تقليص حجمه، لكنها لم تنجح في ثني المشاركين عن مواصلة مهمتهم الإنسانية.

وكانت أولى سفن الأسطول قد انطلقت من ميناء برشلونة نهاية أغسطس/آب الماضي، تبعتها دفعة ثانية من ميناء جنوة في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، قبل أن تبدأ السفن بالوصول إلى السواحل التونسية في 7 سبتمبر، استعدادًا للانطلاق الجماعي نحو غزة.

ويأتي هذا التحرك في وقت يشتد فيه الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حيث منعت سلطات الاحتلال منذ الثاني من مارس/آذار الماضي دخول أي مساعدات إنسانية أو أدوية أو مواد غذائية، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

ويُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي – بدعم أميركي – يواصل حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في عدوان وصفته جهات حقوقية دولية بـ"الإبادة الجماعية"، حيث استُشهد أكثر من 64,905 فلسطينيين، وأُصيب 164,926 آخرون، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما قضى 425 فلسطينيًا على الأقل بسبب الجوع، بينهم 145 طفلًا.