كشفت دراسة صدرت أمس الثلاثاء بالعاصمة البريطانية، أنَّ الهجمات الإرهابية تنامت بوتيرة سريعة بعدَ أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة، فَحسبَ مؤشر الإرهاب العالمي الذي أطلقَ أمس، تراجعت الأعمال الإرهابية عبر العالم بنسة 25% منذ 2007. سيما بعد اِنتهاء الحرب بالعراق، الذي ظلَّ البلدَ الأكثر عرضة لمجابهة أخطار إرهابية. في الوقتِ الذي نبهَ فيه المؤشر الجديد إلى تعرض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعدد كبير من الاعتداءات الإرهابية خلال العقد الأخير، تليها في ذلك مناطق من آسيا بالمحيط الهادئ.
الدراسة التي أعدها معهد الاقتصاد والسلام العالمي، أطلقَت مؤشراً هوَ الأول من نوعه في قياس مدى تعرض الدول لهجمات إرهابية، وبيانِ صلة تلك الأحداث بالشقين الاجتماعي والاقتصادي، اعتماداً على معلومات يستقيها "الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والرد عليه التابع" لجامعة ماريلاند البريطانية.
ويتناولُ المؤشر 158 دولةً بالدراسة خلال عشرة أعوام، عبرَ ترتيب سلسلة الأحداث التي عرفتها. أخذاً بالحسبان للأضرار الناجمة عن الأعمال الإرهابية من مآسٍ وأضرارٍ بالممتلكات. معَ تحليل عوامل أخرى كالانسجام بين الجماعات، وحقوق الإنسان، والفساد والحكامة وملفات أخرى ذات صلة بالإرهاب.
وقد احتلَّ المغربُ المرتبة الــ40 في مؤشر الإرهاب العالمي، متقدماً بصورة كبيرةً على الجزائر التي تبوأت المرتبة الــ15 ضمن المؤشر ذاته، بيدَ أن المغرب بدا أكثرَ عرضةً للهجمات إرهابية، مقارنةً بتونس (53) ومورتانيا (54). فيما جاءَ قريباً من إسبانياً التي احتلت المرتبة الـ45.
وممَّا بدا مدهشاً في الدراسة لعددِ من المراقبين، هوَ أنَّ البلدان التي يحصلُ فيها الأفراد على مداخيل متدنية أقل تأثراً بالإرهاب وهجماته من بعض الدول التي يعدُّ فيها دخلُ اللأفراد متوسطاً، مما يظهرُ أنَّ الفقرَ ليسَ بالسببِ الرئيس للإرهاب. وكشفتِ الدراسة أيضاً عن كون التخطيط لعمليات إرهابية يستهدفُ في الغالب الأعم إلحاق أضرار بالأرواح والممتلكات، فيما لم يتجاوز استهداف النقاط العسكرية 4% في الهجمات التي تمَّ تنفيذها. ولوحظَ علاوةً على ذلكَ، تقدمٌ ملحوظٌ سجلته الجزائر وكولومبيا والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الإرهاب قياساً بالعشر سنوات الماضية.
الرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام، ستفين كليليا، قال إن الإرهابَ أضحى من أكثر المواضيع إلحاحاً في الوقت الراهن، ورغمَ أنَّه تراجعَ بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلا أنه يبقى في مستوى غير مقبول، بينما تستمرُ مساعي المعهد، حسب المسؤول ذاته، إلى قياس حجم انتشار الإرهاب. عبر تعميم معلومات من شأنها أن تثريَ النقاش حول الأبعاد التي يمكن أن يأخذها الإرهاب في المستقبل مع اقتراح سبلِ ناجعة لتطويقها.