افادت تقارير انباء ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على تأجيل القمة العربية في تونس وكان الوزراء لم يتمكنوا بعد من الاتفاق على قراراتها هذا عدا عن ان بعض الزعماء العرب اعربوا عن رغبتهم بعدم الحضور بسبب الخلافات على مشاريع السلام والاصلاحات.
قالت قناة الجزيرة ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على تأجيل القمة التي كان مقررا عقدها في تونس الاثنين. بطلب من تونس بعد تفاقم الخلافات بين الاطراف العربية.
وكان وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى اعلن بعد ظهر اليوم السبت ان وزراء الخارجية العرب انجزوا حتى الان اقرار خمسين بالمئة من مشاريع القرارات التي رفعت اليهم على ان ينهوا القسم المتبقي مساء اليوم.
وقال بن يحيى في مؤتمر صحافي عقده مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "لقد انجزنا اكثر من 50 بالمئة من مشاريع القرارات المعروضة علينا على ان نستكمل الباقي مساء اليوم".
ودعا الوزير التونسي الصحافيين الى عدم الاسراع في الحكم على قمة تونس، قائلا "ارجوكم الا تحكموا مسبقا على القمة".
واقر موسى من جانبه ان المناقشات حول الاصلاح في العالم العربي كانت "حادة"، مشيرا الى ان هذا الموضوع سيستأثر بالقسم الاكبر من المناقشات المسائية لوزراء الخارجية العرب.
واضاف موسى في اشارة الى المبادرات المطروحة من الخارج لاصلاح العالم العربي "بالطبع لا يوجد ترحيب عربي بمبادرات الاصلاح خصوصا تلك التي تتجاهل الوضع الاقليمي ومشكلة فلسطين وبينها مبادرة الشرق الاوسط" الاميركية.
وتابع "ان المقاربة التي نعمل على اساسها هي صياغة طرح عربي من جانبنا عن نظرة الى الاصلاح لا ترتبط بشرق اوسط كبير او صغير"، مضيفا "نعمل على صياغة موقف عربي في موضوع يتعلق بمستقبل الشرق الاوسط".
واوضح موسى في الموضوع نفسه ان "هناك مبادرة مصرية ادمجت فيها مبادرة اردنية ثم قدمت مبادرات قطرية ويمنية وتونسية"، مضيفا "وقد شكلت مجموعة عمل اعدت مشروع ورقة في ساعة متاخرة من ليل الجمعة السبت قراناها مساء ثم اعدناها للاجتماع لادخال بعض الاضافات والتحسينات عليها على ان تقر بعد ظهر اليوم وهي تعبر عن خلاصة ما قدم اليها".
وكان المشروع المصري حول الاصلاحات في العالم العربي اثار تحفظات بعض الدول العربية.
وعن المقررات المتعلقة بالنزاع العربي الاسرائيلي وحول سبب اجتماع لجنة المبادرة العربية (مبادرة قمة بيروت 2002) اكثر من مرة، وهل هناك احتمال لتعديل المبادرة العربية، قال موسى "لا تعديل في المبادرة العربية ولا تراجع عنها لا نصا ولا روحا".
واضاف "نحن نتكلم عن التحرك في اطار هذه المبادرة وخصوصا في ضوء ان الحكومة في اسرائيل ليست حكومة سلام".
وكانت قمة بيروت العربية دعت عام 2002 الى اقامة علاقات طبيعة مع اسرائيل شرط انسحابها من جميع الاراضي العربية المحتلة عام 1967.
وينهي وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم مساء اليوم السبت على ان يرفعوا توصياتهم الى القمة العربية المقررة الاثنين والثلاثاء المقبلين.
من ناحية اخرى، اكد مصدر دبلوماسي عربي السبت ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على آلية تطلق عملية اصلاح الجامعة العربية على أن يقرها الملوك والرؤساء العرب خلال اجتماعهم الاثنين والثلاثاء المقبلين.
واوضح هذا المصدر ان مشروع اصلاح الجامعة العربية الذي يحمل اسم "وثيقة العهد بين القادة العرب" يدعو الى "تشكيل لجنة خاصة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك (اصلاح الجامعة العربية) وآلياته بين الدول الاعضاء على ان تجتمع بصفة دورية ابتداء من النصف الثاني من نيسان/ابريل المقبل".
واوضح المشروع ان هذه اللجنة ستضم "المندوبين الدائمين ومفوضي الدول العربية لاعداد المشاريع والملاحق المعروضة والصياغات المقترحة لتعديل الميثاق وملاحقه لعرضها على الدورة 122 لوزراء الخارجية العرب في ايلول/سبتمبر 2004 او في دورة خاصة لوزراء الخارجية العرب على ان يتم الانتهاء منها في كانون الثاني/يناير 2005 لعرضها على قمة الجزائر" في اذار/مارس 2005.
واوضح المصدر نفسه ان وزراء الخارجية العرب اعتمدوا ايضا "النظام الهيكلي للامانة العامة لجامعة الدول العربية" على ان يقدم الامين العام عمرو موسى تقريرا حول تطبيق نظام الهيكلة الجديد على قمة الجزائر عام 2005.
حول المشاكل المالية التي تعاني منها الجامعة العربية بسبب المتاخرات على الدول الاعضاء جاء في المشروع الطلب من الدول العربية "سداد 10 بالمئة من المتاخرات اضافة الى سداد الحصة الاصلية".
وكان الامين العام للجامعة العربية اصر على اقرار مشاريع الاصلاح للجامعة العربية معتبرا في حديث صحافي انه "سيكون من العبث" المضي قدما من دون اصلاح الجامعة.
وتشمل مواضيع الاصلاح التي تم التداول بها انشاء برلمان عربي ومحكمة عدل دولية ومجلس امن عربي وبنك استثمار عربي اضافة الى تعديل آلية اتخاذ القرارات لتصبح بالاكثرية بدلا من الاجماع—(البوابة)—(مصادر متعددة)
