توغل الجيش الاسرائيلي في رفح بقطاع غزة مجددا وهدم 30 منزلا واصيب ثلاثة اطفال في انفجار جسم مشبوه فيما ادانت السلطة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي واكدت مصر والاردن خلال القمة التي عقدت في القاهرة اليوم معارضتهما لبناء اسرائيل لجدار العزل العنصري.
توغل في رفح
اصيب ثلاثة اطفال فلسطينيين بشظايا انفجار "جسم مشبوه"، وكان الجيش الاسرائيلي توغل مدعوما بعدة دبابات واليات وجرافات عسكرية في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة حيث دمر اكثر من عشرين منزلا، حسب ما افادت مصادر طبية وامنية فلسطينية.
وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى رفح الحكومي ان "ثلاثة اطفال (بين 9 و12 عاما) اصيبوا بشظايا لدى انفجار جسم في منطقة يبنا اثناء عملية توغل الجيش الاسرائيلي فيها".
ووصف حالة الجرحى بانها "بين بين صعبة ومتوسطة ونقلوا جميعا الى المستشفى للعلاج".
واوضح مصدر امني فلسطيني ان الانفجار ناجم عن "جسم غريب على ما يبدو من القذائف التي يطلقها الجيش الاسرائيلي".
وقال ناطق امني ان القوات الاسرائيلية "توغلت صباح اليوم في مناطق يبنا والبراهمة وبوابة صلاح الدين في رفح وشرعت على الفور بعملية تجريف وتدمير للمنازل وسط اطلاق نار".
واوضح مصدر امني ان الجرافات العسكرية "دمرت اكثر من عشرين منزلا لمواطنين غالبيتهم من عائلة قشطة ولا زالت تواصل عمليات الهدم والتدمير والتجريف".
وذكر شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي "اجبر المواطنين على اخلاء منازلهم في هذه المنطقة بفعل اطلاق النار الكثيف تجاه هذه المنازل".
وقالت قناة "الجزيرة" ان مجموع المنازل التي دمرها الجيش الاسرائيلي وصل الى ثلاثين منزلا.
وقال مصدر امني محلي ان عملية الهدم "شردت عشرات العوائل الذين اصبحوا من دون ماوى رغم البرد والامطار".
وناشد اصحاب المنازل المهدومة عبر مكبر للصوت المجتمع الدولي "بتقديم المساعدات" لايوائهم وفقا لشهود عيان من سكان المنطقة .
وكان الجيش الاسرائيلي هدم كليا مساء الاثنين ثلاثة منازل متجاورة لفلسطينيين من عائلة واحد قرب منطقة معبر رفح الحدودي مع مصر.
السلطة تدين
دانت السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء التهديدات الاسرائيلية بالاغتيالات وعمليات التوغل التي تنفذها القوات الاسرائيلية خصوصا في مخيم رفح.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفاتانه "يدين هذا التصعيد والتوغلات وهدم البيوت في رفح الذي يمثل جريمة خطيرة, ويدين سياسة التهديدات بالتصفيات والاغتيالات " في اشارة الى التهديدات الاسرائيلية بقتل الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس.
واشار الى ان "هذا التصعيد وجدار الفصل العنصري يشكلان عقبة حقيقية امام اي جهود للتهدئة وخارطة الطريق" مشددا على ان "المطلوب ازالة هذا الجدار".
من جهة ثانية، اكد ان السلطة الفلسطينية "ليست ضد اللقاءات والاتصالات (مع اسرائيل) ولكن المهم ان تكون هناك نتائج على الارض".
واعلن ان التهديدات الاسرائيلية للاردن "مدانة وغير مقبولة ولا تخدم خلق اجواء سلام في المنطقة " مضيفا "طالبنا مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية التحرك لوقف التصعيد الاسرائيلي المستمر والذي سيقود المنطقة الى مزيد من التصعيد والتدهور".
مصر والادرن
أكدت مصر والاردن اليوم مجددا رفضهما لقيام اسرائيل ببناء الجدار العازل في الضفة الغربية في ختام المباحثات التي اجراها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الثلاثاء في القاهرة.
وصرح وزير الاعلام المصري صفوت الشريف للصحافيين عقب انتهاء محادثات القمة ان "مصر والاردن لهما موقفهما الثابت الرافض لتشييد هذا الجدار".
وردا على سؤال حول تحذيرات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس الاثنين الاردن من انه "سيخسر الكثير من تدهور العلاقات" مع اسرائيل بسبب مشاركته الناشطة في الحملة الدولية القائمة ضد بناء جدار الفصل في الضفة الغربية قال الوزير المصري ان "هذا التصريح لم يكن له أى اثر لدى القيادة الاردنية".
وقد اكد وزير الخارجية الاردني مروان المعشر مساء أمس الاثنين ان بلاده ماضية في اعداد مرافعة ضد الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لتقديمها الى محكمة العدل الدولية قبل نهاية الشهر الحالي رافضا التهديدات الاسرائيلية.
واكد وزير الاعلام المصري ان مبارك بحث مع العاهل الاردني "عددا من القضايا الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية والشرق الاوسط".
وقال الشريف ان مبارك والملك عبدالله الثاني "ناقشا مجمل الاوضاع العربية كما تم استعراض أهم الاتجاهات الواردة فى أوراق العمل المطروحة لتطوير العمل العربى أمام لجنة الخبراء والتى تضم عددا من القانونيين لبلورة هذه الاوراق ورفعها الى مجلس وزراء الخارجية العرب" الذي يعقد دورة في العاشر من شباط/فبراير المقبل في القاهرة لاعداد مشروع تطوير الجامعة الذي ينتظر ان تقره القمة العربية المقبلة في النصف الثاني من اذار/مارس المقبل في تونس.
واضاف الشريف أن "اللقاء تناول ايضا نتائج الاتصالات التى أجرتها كل من مصر والاردن بهدف دفع عملية السلام".
وغادر العاهل الاردني القاهرة اليوم الي المغرب حيث سيجري محادثات مع الملك محمد السادس قبل ان يتوجه الى دافوس (سويسرا) لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يفتتح غدا الاربعاء.
ويحضر الرئيس المصري كذلك منتدى دافوس الذي سيكون نجمه هذا العام نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني—(البوابة)—(مصادر متعددة)